ريم وحسام وحازم يطورون نموذج سيارة للمعاقين يمكن قيادتها بالقدمين

بعد أن تلمس الطلبة الجامعيون الثلاثة ريم المرزوقي، وحسام حبوش، وحازم الشوربجي ما يحتاجه ذوو التحديات الحركية لا سيما في اليدين من وسيلة نقل خاصة كالسيارة تقلهم بحرية وخصوصية من مكان لآخر فكروا بابتكار سيارة مجهزة لهذا النوع من الإعاقة تحديدا. تحديد الفئة حول انطلاق الشرارة الأولى لهذا الابتكار، تقول طالبة الهندسة المعمارية في جامعة الإمارات ريم المرزوقي “منذ عام طرح علينا الدكتور باسم يوسف ضمن مساق ندرس فيه الهندسة الميكانيكية أن نقدم بحثا أو مشروعا نطور فيه أدوات لتصير ملائمة لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة لها ونبهنا إلى عدم إحضار مواضيع أو بحوث جاهزة من الإنترنت واشترط علينا أن نتواصل شخصيا مع نموذج لديه إعاقة”. وتتابع “اتجهت نحو أصحاب الإعاقات الجسمية المتعلقة باليدين فقط كقصرهما أو فقدانهما أو تشوههما ما يعوق استخدامهما في الحياة الطبيعية كقيادة السيارة مثلا، بعد أن اخترت الفئة التي سأتوجه لها بالابتكار، وحددت واحدة من الحاجات التي يتمنون الحصول عليها”. وتوضح المرزوقي “راسلت فتاة أجنبية مشهورة اسمها جاسيكا كوكس لديها إعاقة في يديها، وعرفت أنها تتمنى أن يكون هناك سيارة خاصة لإعاقتها تقودها بنفسها وهذا ما بينته لي أثناء حواري معها وحدثتني بحزن شديد عن الشكوى التي قدمها جيرانها للشرطة ضدها لأنها تقود سيارة الأصحاء بقدميها ما قد يعرضهم للخطر، وشرحت لي أنها أثناء قيادتها للسيارة العادية بقدميها تشعر بألم في ظهرها وتنميل في الأصابع علاوة على أنها لا تستطيع قيادة السيارة لساعات طويلة، وأنها تتمنى أن تجد سيارة تتغلب فيها على هذه المشاكل”. وتقول إنها بدأت تتخيل شكل السيارة والتغييرات التي يجب أن تطرأ عليها في المقود و”ناقل الحركة” (الجير) وحزام الأمان وتشغيل السيارة وفتح الباب وإغلاقه وكل ما يتطلب استخدام اليدين في التعامل مع السيارة وقيادتها، مشيرة إلى أنها رسمت التصميم على الورق وعرضته على كوكس ففرحت به وحلمت باليوم الذي سيطبق به. تعديلات ميكانيكية تقول المرزوقي “أثنى أساتذتي على هذا التصميم وقالوا إنه غير مسبوق وعلى الرغم من انتهاء المادة الدراسية التي طلب مني فيها ابتكاره لكنني بقيت أفكر ما إذا كان سينجح وطبق، وذهبت لاستشارة زملائي في الهندسة الميكانيكية وهم حازم وحسام فهم أدرى مني في ميكانيكا السيارات بحكم دراستهما، فبينا لي وجود بعض الأخطاء في التصميم التي لن تضمن الأمان للسائق، وقاموا بتعديلها مثل اقتراحهم لمقود دائري تثبت فيه القدم سهل الحركة بدلا من دعسة القدم باتجاهين يمين ويسار وتصميم أزرار خاصة لتشغيل السيارة دون وضع المفتاح ولفه مستوحاة من السيارات الحديثة وغيارات بالأزرار أيضا تم تنفيذها جميعا بعد ذهابنا إلى ميكانيكي الذي قام بدوره بتنفيذها وإخراج سيارة بوجي حقيقية استخدم فيها موتور سيارة تويوتا كورولا يمكن لأي شخص أن يجربها بقيادتها بالقدمين فقط ولا زلنا نعدل عليها ونطور”. وتشير المرزوقي وزميلاها إلى أن تمويل الابتكار كان أبرز عقبة صادفتهم حيث لم يجدوا من يتولى تكاليفه الباهظة حتى تحمست والدة المرزوقي للفكرة ودفعت مبلغ 19 ألف درهم أجرة صناعة هذه السيارة لدى أحد الكراجات في العين، وتقول المرزوقي إنهم لو وجدوا دعما أكبر سيبدعون أكثر وسيطورون أجزاء أخرى في السيارة يوضحونها بالقول”لا زلنا نحلم ونفكر ونقترح حلولا تتطلب أعباء مادية لا يمكننا تحلها لنطور نظام حزام الأمان ويكون بنظام الهيدروليك المستخدم في مدينة الألعاب أو الملاهي، وكذلك الغماز الذي نفكر بأن يكون بوجود زر قريب من الركبة أو بالصوت ، ولعل عدم تمكننا من الوصول إلى شخص لديه الإعاقة التي صممت السيارة له ليجربها تعتبر صعوبة أخرى”.