الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المترجمون الإيرانيون لكلمة مرسي استبدلوا سوريا بـ «البحرين»!

المترجمون الإيرانيون لكلمة مرسي استبدلوا سوريا بـ «البحرين»!
1 سبتمبر 2012
اتهمت مصادر اعلامية متعددة امس الاعلام الرسمي الايراني بتحريف كلمة الرئيس المصري محمد مرسي خلال افتتاح قمة عدم الانحياز في طهران عبر حذف مقاطع منها واستخدام كلمات بالفارسية مغايرة تماما للنص . وقالت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن المترجمين الفوريين الإيرانيين استبدلوا كلمة “سوريا” بـ”البحرين”، خلال ترجمتهم لكلمة مرسي التي قال فيها “ان الثورة في مصر كانت جزءا من الربيع العربي وبدأت بعد أيام من قيام الثورة التونسية لتأتي بعدها ثورتا ليبيا واليمن، واليوم تقوم ثورة في سوريا هدفها محاربة نظام قمعي”. وأوضحت ان الترجمة المحرفة استعملت على قناتين حكوميتين إيرانيتين وفي عدد من وسائل الاعلام المحلية”. وأشارت الى أن وكالة الانباء الايرانية الحكومية (ايسنا) كانت إحدى وسائل الاعلام التي ترجمت كلمة مرسي من دون اخطاء، لكنها لم تنقل وصفه للنظام السوري بالقمعي. وحذفت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني ايضاً في الترجمة الفارسية الفورية لخطاب مرسي ما ذكره حول الخلفاء الراشدين من الخطاب الأصلي الذي تضمن أبوبكر وعمر وعثمان وعلي، كما امتنعت عن ترجمة الهجوم الحاد على نظام بشار الأسد. ونشرت بعض وسائل الإعلام الإيرانية التي تتبنى التوجه الرسمي الخطاب المحرّف للرئيس المصري، حيث تعمد موقعا “جهان نيوز” و”عصر إيران” إبراز مقتطفات من كلمة مرسي دون ذكر الأهم فيها وهو ما يتعلق بموقفه من الوضع في سوريا. وذهب موقع “جهان نيوز” المتشدد أبعد من ذلك، حيث نعت مرسي بـ”الرئيس الناشئ”، ووصف حديثه عن سوريا بالغريب وغير الناضج، واصفاً موقفه بالمتشدد وغير المنطقي تجاه سوريا”. وعبر الناشط الإعلامي الإيراني أميد مقدم في مقابلة مع “العربية نت” عن استغرابه من هذا الأسلوب الذي وصفه بالتزوير المتعمد والفجّ والساذج. وقال إنه سمع ثلاث مرات اسم “البحرين” في الترجمة الفارسية الفورية لخطاب مرسي، الذي تم بثه من القناة الأولى للإذاعة والتلفزيون. وأضاف “كان المترجم الفارسي مرتبكاً ما يدل على أنه كان متعمداً إقحام بعض التعبيرات في خطاب مرسي، كما تعمّد استخدام مسمى “الصحوة الإسلامية” بدلاً من “الربيع العربي” التي قالها في الخطاب، وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت هناك أوامر من جهات عُليا طلبت منه ذلك، لأنه تزوير واضح على خطاب علني ورسمي لرئيس دولة سمعه العالم مباشرة بلغته العربية دون أن تكون فيه أي من هذه التعبيرات الدخيلة. ووصف موقع “تابوشكني” الناطق بالفارسية تحريف خطاب الرئيس المصري بالإجراء السخيف، مضيفاً “لقد استهل مرسي كلامه بالصلاة والسلام على الرسول وآله وصحبه والخلفاء الراشدين أبوبكر وعمر وعثمان وعليّ، لكن المترجم امتنع بصورة مرتبكة عن ذكر أسماء الخلفاء الراشدين في الترجمة الفارسية”. كما أكدت وسائل إعلام تحريف خطاب كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبدالعزيز حول الأزمة السورية. وندد رضا معيني مسؤول شؤون إيران في “مراسلون بلا حدود” بقيام وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية بحذف فقرات من خطاب مرسي، والتدخل فيه من خلال الترجمة الفارسية. ووصف فرض الرقابة على الخطاب بـ”الدعاية الأحادية الجانب”. وسبق أن كشفت “مراسلون بلا حدود” عن تعرض الكثير من المراسلين الذين جاؤوا لتغطية مؤتمر قمة عدم الانحياز للتهديد من قبل السلطات الإيرانية. وقبل عقد مؤتمر القمة بيوم واحد، وجهت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة حذرت فيها من تهديد وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية لوسائل الإعلام الداخلية من مغبة إثارة أسئلة تقلق النظام خلال فترة انعقاد القمة. وقال معيني متحدثاً للإذاعة الألمانية الناطقة بالفارسية “إضافة إلى وكالات الأنباء الرسمية وغير الرسمية الإيرانية في الداخل، قام التلفزيون الحكومي للجمهورية الإيرانية خلال بثه المباشر لأعمال المؤتمر بإخفات صوت مرسي عند وصفه النظام السوري بـ”القمعي”، واستبدل بشكل علني ومكشوف اسم البحرين بسوريا. واتهم الجمهورية الإيرانية بفرض الرقابة، ليس على الأنباء الداخلية فحسب، بل على الأنباء الخارجية أيضا. وقال كريستوفر دلوفار مدير عام مراسلون بلا حدود الأربعاء الماضي، مخاطبا الأمين العام للأمم المتحدة إن طهران منعت الكثير من الصحفيين من تغطية القمة، مشيرا إلى قيام وزارة الإرشاد بإصدار تعميم رسمي يطلب من الصحافة، التي سمح لها بالتغطية، بممارسة الرقابة على الانباء. وطلب دلوفار من الأمين العام للأمم المتحدة التدخل لدى السلطات الإيرانية لإطلاق سراح كافة سجناء الرأي دون قيد أو شرط. إلى ذلك، رحب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله امس بالكلمة التي ألقاها الرئيس المصري في افتتاح القمة السادسة عشرة لحركة عدم الانحياز والتي دعم فيها بوضوح الثورة السورية مما يعزز بوادر عزل الرئيس بشار الاسد. واكد في تصريحات خلال زيارته هونج كونج عزم بلاده على مواصلة جهود عزل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، خلال رئاستها مجلس الأمن الشهر المقبل. من جهته، انتقد حسين شيخ الإسلام المستشار الدولي لرئيس مجلس الشورى الايراني الرئيس المصري بسبب تعليقاته بشأن سوريا، وقال “لسوء الحظ، يفتقر الرئيس مرسي للنضج السياسي الضروري ليرأس قمة حركة عدم الانحياز”. وأضاف وفق ما نقلت عنه وكالة “مهر” للأنباء، “اقترف مرسي خطأ جسيما بالاستفادة من منصبه كرئيس للدورة السابقة لقمة حركة عدم الانحياز ليعرب عن أفكار مصر، في حين تجاهل مبادئ الحركة”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©