الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«عدم الانحياز» تدين العقوبات الأحادية وتدعم دولة فلسطين

«عدم الانحياز» تدين العقوبات الأحادية وتدعم دولة فلسطين
1 سبتمبر 2012
أكدت القمة الـ 16 لدول عدم الانحياز في طهران أمس على مواقفها التقليدية لاسيما عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وإدانة العقوبات الأحادية ودعم قيام دولة فلسطينية مستقلة وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. وترأس صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين وفد الدولة إلى القمة التي عقدت على مدى يومين. وتبنى ممثلو الدول الأعضاء الـ120 في ختام أعمال القمة بياناً ختامياً تضمن أكثر من 700 بند حول مجمل القضايا العالمية أهمها الأزمة السورية والملف النووي الإيراني وسبل تفعيل دور الحركة في المستقبل. وكان اليوم الثاني للقمة شهد المزيد من النقاشات والكلمات للدول المشاركة، حيث أعرب الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي عن قلق بلاده تجاه تطورات الأزمة في سوريا التي دخلت عامها الثاني بمشاهد أكثر دموية وعنف نتج عنها آلاف الضحايا من المدنيين. مؤكداً ترحيب الكويت بتعيين الأخضر الإبراهيمي مبعوثاً مشتركاً للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ومتمنياً له النجاح والتوفيق في مهمته بتحقيق مطالب الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والتعددية وبما يحفظ استقلال سوريا ووحدة وسلامة أراضيها. وأعرب الشيخ صباح الخالد عن ارتياح الكويت للعلاقات الثنائية مع العراق على مختلف المستويات والرغبة الجادة بتنميتها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين. كما أشاد بدور حركة عدم الانحياز التاريخي الثابت تجاه القضية الفلسطينية، معرباً عن أمله في استمراره بنفس الوتيرة والعزيمة حتى يتحقق السلام الدائم الشامل والعادل على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية وخريطة الطريق وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الكامل للأراضي العربية التي احتلتها عام 1967. وجدد الشيخ صباح الخالد التزام بلاده الصادق بمواصلة الإسهام الفاعل في دعم أعمال حركة عدم الانحياز وما ترتكز عليه من مبادئ صلبة وراسخة في ظل تحديات متسارعة وأزمات متعاقبة في العالم تحتاج أكثر من أي وقت مضى للالتزام بمبادئ الحركة ومقاصدها من خلال إعادة بلورة الأولويات بما يتناسب مع طموحات وتطلعات الدول الأعضاء في التعامل الجاد مع التحديات، مؤكداً دعم الجهود المبذولة في التوصل إلى حلول ناجعة لهذه التحديات على أساس الشراكة الدولية والتعاون الدولي ومبادئ العدل والمساواة وحماية سيادة الدول وحفظ الأمن والسلم الدوليين. وشدد الشيخ صباح الخالد على أهمية مواصلة مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لنزع أسلحة الدمار الشامل وإعلان منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة النووية والضغط على إسرائيل للانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ووضع منشآتها النووية تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية امتثالاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مؤكداً في هذا السياق على أهمية مؤتمر 2012 حول إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وباقي أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط المقرر عقده في فنلندا في ديسمبر المقبل باعتباره خطوة مهمة على طريق تحقيق هذا الهدف. من جهته، أعرب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن قلقه من تنامي الطائفية في المنطقة، محذراً في كلمته أمام القمة من تحول الفكر الطائفي الذي يتبناه تنظيم “القاعدة” إلى خيار سياسي لأطراف إقليمية. وقال “من تجربتنا المريرة ومعاناتنا من الفتنة الطائفية التي نجحنا بهمة جميع العراقيين في القضاء عليها نشعر بقلق عميق من تنامي الظاهرة الطائفية في المنطقة”. واعتبر المالكي “أن تنظيم القاعدة الإرهابي والجماعات المسلحة أشعلت فتنة الطائفية الأولى”، وقال “إن ما يزيد في قلقنا هو التحرك بأجندة طائفية والتدخل في شؤون الدول الأخرى والخشية من تحول الفكر الطائفي والتكفيري المتطرف الذي يتبناه القاعدة إلى خيار سياسي تتبناه أطراف إقليمية وبما يجعله أكثر خطراً على مستقبل المنطقة من التنظيم”. وجدد المالكي التأكيد على حق الشعب السوري في إقامة نظامه الديمقراطي التعددي الذي يحترم مواثيق حقوق الإنسان وينبذ سياسات التفرد بالسلطة ويحتكم إلى الدستور والقانون”، مضيفاً “إننا نرفض اعتماد الخيار الأمني في التعاطي مع تطلعات وآمال الشعوب كافة، التي تستحق منا جميعاً كل أنواع الدعم والمساندة بما يعزز الوحدة الوطنية ويحفظ سيادة بلدانها، كما سنبقى نرفض بقوة اللجوء إلى العنف كخيار لتحقيق المطالب المشروعة، لأن ذلك من شأنه أن يشكل انتهاكاً وإساءة للانتفاضة التي نعتقد أنه يجب أن تبقى في إطارها الحضاري والمدني وبما يتناسب مع الإرث التاريخي العريق للشعب السوري”. معتبراً أن تحويل الصراع بين النظام والمعارضة إلى نزاع مسلح سيزيد في معاناة الشعب، ويخدم الجهات التي تؤجج الصراعات والفتن الداخلية، كما يفتح الطريق أمام التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لسوريا”. وتابع المالكي بالقول “إن رؤيتنا لحل الأزمة السورية يجب أن يكون سياسياً من خلال آليتين أساسيتين، الأولى التوقف عن تزويد طرفي الصراع بالسلاح، والثانية إقناع وإلزام الحكومة والمعارضة بالجلوس إلى طاولة الحوار”، مطالباً حركة عدم الانحياز وبالتعاون مع الأمم المتحدة بـ”اتخاذ موقف موحد لإيقاف نزيف الدم في سوريا والتداعيات الخطيرة لاستمرار الصراع المسلح الذي طال أمده”. وأشار المالكي إلى أن العراق الذي يترأس الدورة الحالية للجامعة العربية، والذي أعلن تأييده الكامل لمهمة المبعوث العربي الأممي كوفي عنان سيدعم بقوة مهمة الإبراهيمي لإنجاح مهمته”، محذراً من المحاولات التي قد تؤدي لإفشال وساطته، كما حصل مع المبعوث السابق”. ودعا حركة عدم الانحياز لتبني موقفاً واضحاً لمساندة جهود الإبراهيمي التي تعتمد على المبادرة الأولى للجامعة العربية، واتفاق جنيف والوقوف بوجه أية محاولة لإفشالها”، مقترحاً أن يفرز المؤتمر لجنة محايدة من الدول المحيطة بسوريا لمناقشة الأوراق المقدمة، ولافتاً إلى أن العراق لديه مبادرة قدمها إلى المعنيين بالشأن السوري وتداعياته. وقدم العراق مبادرة لحل الأزمة السورية تتضمن تشكيل حكومة انتقالية تضم جميع مكونات الشعب السوري، وتتفق الأطراف على الشخصية التي تترأسها، كما تتضمن اختيار شخصية سورية مقبولة لدى الجميع للتفاوض مع المعارضة بهدف الوصول إلى حل للازمة. كما تدعو المبادرة إلى وقف العنف من جميع الأطراف وتدعو البلدان لعدم التدخل في الشأن السوري الداخلي. وتدعو المبادرة كافة الأطراف في سوريا إلى الجلوس إلى طاولة حوار وطني، ويكون الحوار السوري تحت إشراف الجامعة العربية. وتشمل المبادرة أيضاً دعوة مختلف الأطراف المؤثرة في سوريا من أجل قبول مشروع تشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات، وإجراء انتخابات تحت إشراف دولي وعربي”، كما تدعو إلى دعم جهود الإبراهيمي من أجل تقبل الحل السلمي”. وتتضمن المبادرة أيضاً الدعوة إلى تبني ميثاق إقليمي ودولي يتعهد بعدم السماح بالتطرف الديني أو القومي أو الطائفي، واعتماد المواطنة أساساً لتشكيل الحكومة الانتقالية في سوريا. ?مقترحاً لذلك تشكيل لجنة من دول عربية وإقليمية يتم اختيارها بالتنسيق مع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ودول عدم الانحياز لإقناع الأطراف المعنية في الأزمة السورية بالوصول إلى أفضل الصيغ لتأسيس نظام ديموقراطي يلبي تطلعات الشعب. وأعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن ترحيب بلاده بالمبادرة العراقية لحل الأزمة السورية. وقال في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيرانية “إن العراق اقترح تشكيل مجموعة اتصال من الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز لحل الأزمة السورية وأن دمشق ترحب بهذا المقترح”.
المصدر: طهران
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©