الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من الأجدى أن تخاف !

7 ديسمبر 2010 20:01
لا أميل مطلقاً إلى اتباع أسلوب التخويف أو الترهيب عندما يتعلق الأمر بتوعية أو توجيه أو إسداء نصح أو تقديم معلومة إلى الآخرين، وكثيراً ما أفكر فيما إذا كان أسلوب التخويف مطلوباً في بعض الأحيان، لكنني أتيقن تماماً من أن العلاج بالصدمات يكون الوسيلة الأمثل في كثير من الأحيان ولا سيما إذا كان الأمر يتعلق بصحة الإنسان وحياته. وأنا هنا لا أقصد تخويف القارئ على الإطلاق، لكن أحياناً أجد في صراحة القول وإبراز الحقائق أكثر شدة وغلظة وقسوة من التخويف أو الترهيب. فلتعذرني عزيزي القارئ إن اعتبرت كلامي» تخويفاً» ما دمت أضع الحقائق أمامك من دون تغليف أو تجميل. الحقيقة المرة تقول: «يعاني» من مرض السكري أكثر من 175 مليون شخص حول العالم بحسب منظمة الصحة العالمية عام 2000. وفي عام 2005 كان يوجد 20,8 مليون مصاب بالمرض في الولايات المتحدة فقط، طبقاً لجمعية السكري الأميركية، فإنه يوجد حوالي 2,6 مليون شخص غير مشخص إصابته بالمرض، وحوالي 41 مليوناً يمكن اعتبارهم في بداية المرض، وكل المؤشرات تقول إن هذا الرقم سيتضاعف بحلول عام 2030، وأن «السكري» في دولة الإمارات العربية المتحدة يتزايد بمعدلات عالية، حيث تعتبر الإمارات حالياً الدولة الثانية في العالم من حيث معدلات الإصابة بالمرض، بحسب معلومات المنظمة الدولية للسكري. وتشير الإحصاءات إلى أن واحداً من كل خمسة أشخاص من الفئة العمرية من 20 إلى 79 عاماً مصاب بالسكري، بينما هناك نسبة مشابهة للأشخاص المعرضين للإصابة. وترجع الزيادة في الإصابة بالمرض إلى التغيرات في نمط المعيشة، والاعتماد على النمط «الغربي» في التغذية. وبعملية حسابية بسيطة، يمكننا أن نصل إلى أننا سنجد 20 شخصاً مصاباً بالسكري من بين كل مائة شخص، أي هناك مائتا شخص بين كل ألف، وعلينا تكملة العملية الحسابية وفق هذه النسب المرعبة. والأخطر من ذلك كله إذا علمنا بأن المرض يحدث غالباً لدى 5 إلى 10% من المرضى بفعل الوراثة. أما الثاني منه، فهو الأكثر انتشاراً بين مرضى السكر، ويصيب حوالي 90 ـ 95% من مرضى السكري فوق سن العشرين. وكلما تقدم الزمن سيتزايد أعداد الأطفال المصابين بالوراثة بطبيعة الحال. .. إذا كنا أمام هذه الأرقام المفزعة، وإذا كنا نعلم أنه لا يوجد علاج حاسم وقاطع بنسبة مائة في المائة حتى الآن، وإذا علمنا بأن سبب الكارثة الأكبر نظامنا الغذائي ونمط حياتنا اليومي، هل آن الأوان أن نخاف؟ وهل حان الوقت لنقف قليلاً مع أنفسنا؟ إن لم يكن يهمنا أنفسا وصحتنا، أظن علينا أن نفكر في صحة أبنائنا.. في النهاية لا يهمنا سوى سلامتك. khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©