الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فابيوس يهدد برد «صاعق» إذا استخدم الأسد «الكيماوي»

فابيوس يهدد برد «صاعق» إذا استخدم الأسد «الكيماوي»
1 سبتمبر 2012
عواصم (الاتحاد، وكالات) - أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في حديث لإذاعة “أوروبا الأولى” أمس، أن الرد الدولي في حال استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحته الكيماوية سيكون “فورياً وصاعقاً”. كما أعلن أن بلاده تعتزم إرسال مساعدات مادية ومالية لمصلحة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سوريا، حتى تستطيع هذه “المناطق المحررة” إدارة شؤونها بنفسها وتوقف تدفق اللاجئين، تمهيداً لمرحلة ما بعد الأسد. من ناحيته، أعلن وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله أثناء زيارة لهونج كونج أمس، أن بلاده ستعمل على توظيف الرئاسة الدورية لمجلس الأمن التي ستتولاها اعتباراً من اليوم، لتكثيف عزلة النظام السوري الحاكم، مشيراً إلى أن قمة عدم الانحياز التي اختتمت أعمالها في طهران، كشفت عن العزلة المتزايدة للنظام الأسر. وفيما انتقد المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة انتونيو غوتيريز بشدة فكرة إقامة مناطق آمنة للمدنيين داخل الأراضي السورية، مؤكداً أن هذا المقترح يتناقض والقانون الإنساني، وذلك بعد طلب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من مجلس الأمن الدولي الليلة قبل الماضية، إقامة “دون إبطاء مخيمات للنازحين داخل البلاد المضطربة، أكد دبلوماسي تركي أمس أن أنقرة ستواصل جهودها من أجل إقامة مناطق محمية في سوريا للاجئين السوريين، رغم التحفظات التي وردت بهذا شأن في المجلس، مشدداً بقوله “سنواصل حض الأسرة الدولية على التحرك. ليس هذا وضع يمكن لتركيا معالجته بمفردها، بل فقط بدعم الأسرة الدولية”. وغداة اجتماع مجلس الأمن الذي خصص للأوضاع الإنسانية في سوريا، جددت موسكو وبكين دعوتهما إلى وقف فوري لسفك الدماء في سوريا وإطلاق العملية السياسية بمشاركة الحكومة والمعارضة، بحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية التي أوضحت أن مبعوث الكرملين للشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف والسفير الصيني لديها لي هوئي يا، أكدا على ضرورة وقف سفك الدماء وبدء حوار سياسي بمشاركة النظام والمعارضة على أساس قرارات مجلس الأمن والاتفاقيات التي نجمت عن الاجتماع الوزاري لمجموعة العمل الخاصة بسوريا في جنيف خلال يونيو الماضي. وبالتوازي، أفادت مصادر متطابقة في نيويورك والرباط أمس، بأن الاجتماع المقبل لمجموعة “أصدقاء الشعب السوري” سيعقد في المغرب خلال أكتوبر المقبل وليس في سبتمبر كما أعلن من قبل وذلك نظراً لارتباطات معظم المشاركين بانعقاد الجمعية العامة للمنظمة الدولية في سبتمبر من كل عام. في حين أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس، أن تدفق اللاجئين السوريين إلى الدول المجاورة مستمر ويزداد مع وصول 15 ألف شخص إضافي خلال 3 أيام، مبينة أن “العدد الاجمالي للاجئين السوريين المسجلين أو ينتظرون أن يسجلوا كان 228976 حتى 29 أغسطس المنصرم” مقابل 215 ألفاً في 26 من الشهر نفسه. وفي السياق، أقامت حركة “الأرز الوطني” مأدبة غداء خيرية تخللها مساعدات مالية لمئة عائلة من النازحين السوريين في البقاع، في منزل رئيس “الحركة” عادل بيان حضره رجال دين وفعاليات سياسية واجتماعية وأعضاء جمعية “معاً لانماء البقاع”. كما وزع ائتلاف الجمعيات الخيرية في جبل لبنان، بالتنسيق مع هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية في دار الفتوى ببيروت، مساعدات على النازحين السوريين الموزعين على مختلف قرى وبلدات إقليم الخروب في جبل لبنان. في حين أعلنت وزيرة التعاون السويدية غونيلا كارسلون أمس أن بلادها ستقدم نحو 3 ملايين يورو إضافية لتعزيز المساعدات الإنسانية في سوريا عبر المفوضية العليا للاجئين، محذرة من إقامة “مناطق إنسانية داخل سوريا لأن ذلك يعني “أن لدينا القدرات العسكرية لضمان أمنها”، مشددة في ذات الوقت على صعوبة وصول المنظمات الإنسانية إلى المدنيين لتقييم حاجاتهم. وقال فابيوس أمس، “من المؤكد أننا نعتبر الأسد مسؤولاً عن أي استخدام للأسلحة كيماوية، وأنه في حال جرت أدنى محاولة لاستخدامها، سواء مباشرة أو غير مباشرة، فإن الرد سيكون فورياً وصاعقاً”. وسبق أن حذرت واشنطن وباريس من أنه في حال استخدمت دمشق أسلحتها الكيماوية، فإن ذلك سيشكل خطاً أحمر وسيؤدي إلى رد فعل دولي. وقال فابيوس لإذاعة أوروبا “إننا لا نقبل الجدل إطلاقا في هذه النقطة. الأسلحة الجرثومية والكيماوية تشكل خطراً كبيراً”. وسئل عن ضرورة صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي من أجل التدخل، فقال إن “السلاح الجرثومي والكيماوي أمر مختلف عن السلاح العادي”. وأضاف “التشريعات مختلفة، ومن المؤكد هنا أنه نظراً إلى العواقب، لا يمكننا أن نحتمل استخدام هذه الأسلحة ولو للحظة”، دون أن يحدد الإجراءات التي ستنطبق في حال تدخل دولي محتمل. وغداة اجتماع الوزاري لمجلس الأمن أمس الأول الذي دعت إليه باريس وخصص بشكل أساسي لبحث الوضع الإنساني في سوريا والدول المجاورة، قال فابيوس “على الصعيد الإنساني، هناك أمور يمكن دفعها قدماً، لكن على الصعيد السياسي علينا أن نقر بأن المجلس منقسم بسبب موقف الروس والصينيين”. وأضاف أن “فرنسا هي البلد الأكثر تقدماً في دعمها للمعارضة ضد الأسد”، مضيفاً “أننا نعمل كثيراً على توحيد المعارضة من أجل ضمان قيام حكومة سورية في المستقبل تكون “ذات صفة تمثيلية” وتحترم كل المجموعات. وقال “ليس المطلوب التخلص من الأسد ليكون هناك أصوليون أو نظام” مماثل للنظام الحالي في السلطة. وبشأن “المناطق المحررة” الخاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة، قال فابيوس إن باريس وأنقرة حددتا مناطق في الشمال والجنوب خرجت عن سيطرة الرئيس الأسد مما يوفر فرصة للمجتمعات المحلية لتحكم نفسها بنفسها دون أن تشعر بالحاجة للفرار إلى دول مجاورة. وأوضح فابيوس عقب اجتماع مجلس الأمن في نيويورك أمس الأول، “ربما يجد سوريون يريدون الفرار من النظام في تلك المناطق المحررة ملاذاً يجعل بدوره عبورهم الحدود، سواء إلى تركيا أو لبنان أو الأردن أو العراق أقل ضرورة”. وبعدما أشار إلى أن مسؤولين في المعارضة باتوا يديرون المناطق التي انتقلت إلى سيطرتهم، لفت فابيوس إلى ضرورة “مساعدتهم على الصعيد المالي، الإداري، الصحي ولناحية التجهيزات”. وأضاف الوزير الفرنسي “في سوريا المستقبل، هذه الشخصيات (المعارضة) ستلعب دوراً مهماً لأنها تحظى بثقة الشعب”. إلى ذلك، قال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فينسان فلورياني أمس، إن “باريسا مصممة على مواصلة وتعزيز جهودها الرامية لتقديم المساعدة الإنسانية للاجئين السوريين”، مضيفاً أن “فرنسا ستواصل بالإضافة إلى الأعمال التي تقوم بها كدولة، العمل من أجل زيادة المساعدات الإنسانية الأوروبية. وهي تدعو كل المانحين إلى التحرك”. وبحسب المفوضية الأوروبية، فقد بلغ قيمة الأموال التي قدمها الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية لسوريا، 146 مليون يورو، بينها 69 مليوناً اقتطعتها المفوضية من الموازنة الأوروبية. وأكد المتحدث أن هذه المساعدات ستزاد باستمرار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©