الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

منح الأثرياء تسلط الضوء على معاناة الفقراء

3 ديسمبر 2006 22:53
لندن - رويترز: حظيت المنح الخيرية الضخمة من الملياردير الأميركي وارين بوفيت وآخرين بالإشادة لكن البعض يقول إن العملية الاقتصادية نفسها التي ساعدت هؤلاء في تكوين ثروات خلفت مليارات آخرين في فقر مدقع· ووعد بوفيت بالتبرع بمبلغ 37 مليار دولار من ثروته أي ما يزيد على تقديرات الناتج المحلي الاجمالي لمعظم الدول الافريقية لهذا العام ويخصص معظم هذا المبلغ لمؤسسة بيل ومليندا جيتس· ويسلط حجم المنحة ايضا الضوء على التفاوت المتزايد في توزيع الثروات بالرغم من تضاعف الناتج الاقتصادي في السنوات العشر الماضية· وقال جوزيف ستيجليتز الاقتصادي والاستاذ بجامعة كولومبيا بنيويورك الحاصل على جائزة نوبل ''الطريقة التي طبقنا بها العولمة فاقمت من عدم المساواة لأنها كانت غير متناسقة للغاية·''رأس المال يتحرك بحرية أكبر من الأيدي العاملة·'' ويقول محللون إن الأعداد الضخمة من العمال التي تدخل الى السوق من خلال العولمة في الصين والهند أدت الى انخفاض الأجور في الدول الغنية اذ تتنافس القوى العاملة بها مع ايد عاملة أرخص أجرا في أماكن أخرى· في الوقت نفسه فإن انخفاض الأجور في الدول الفقيرة يصاحبه عدد لا نهائي من الأيدي العاملة للاختيار منها· ولعل هذا يفسر الأرقام الواردة في تقرير التنمية البشرية للأمم المتحدة لعام 2005 الذي يظهر أن دخول أغنى 50 شخصا في العالم مجتمعة يتجاوز دخول افقر 416 مليون شخص في العالم وأن هذا التوزيع غير المتساوي للدخل تفاقم في دول كثيرة في الأعوام العشرين الماضية· ولا ينحي باللائمة على النمو الاقتصادي غير المحكوم وحده في انعدام المساواة المتزايد· فالحكومات الوطنية الفاسدة تسهم في استمرار اكثر من نصف سكان قارة افريقيا تحت خط الفقر وانعدام المساواة المتفشي في اميركا اللاتينية بالرغم من عقدين من الإصلاح الاقتصادي· ولكن حتى الاقتصادات الناشئة مثل الهند والصين اللتين ساعدت معدلات نموهما الكبيرة في إخراج الآلاف من الفقر ما زالت تعاني من الهوة المتزايدة بين الثروات· ويظهر تحليل للبنك الدولي أن في الوقت الذي زاد فيه النمو الاقتصادي في الصين بمعدل عشرة في المئة منذ عام 2001 الى عام 2003 فإن متوسط الدخل لأفقر عشرة بالمئة من الأسر في البلاد انخفض بنسبة 2,5 في المئة· ومن ناحية أخرى بلغ مؤشر جيني وهو مقياس لعدم المساواة في توزيع الثروات 63 في المناطق الريفية من الهند و66 في المناطق الحضرية هناك عام ·2002 وكلما اقترب المؤشر من الرقم 100 يكون هذا دليلا على عدم المساواة· وبلغت الأرقام في المقابل في الصين 39 و47 على التوالي· وبغض النظر عن هذا يقول بعض المنتقدين إن الاتجاه نحو تكوين وحدات صغيرة للحكم ترك المسؤولين دون الوسائل اللازمة لرعاية الفئات الأضعف في المجتمع· وقال دنكان جرين رئيس قسم الأبحاث بمؤسسة اوكسفام الخيرية ''أعتقد أن المسؤولية الأولى لضمان استفادة الفقراء من النمو تقع على عاتق الحكومة الوطنية لكن (الحكومات) لم تتلق استشارات تذكر من صندوق النقد والبنك الدوليين والمؤسسات الأخرى على مدار الأعوام الخمسة والعشرين الماضية·'' وأضاف ''على سبيل المثال النصيحة بفتح أسواق (هذه الدول) أمام التجارة والاستثمار في الوقت الذي كانت فيه كل الاقتصادات الناجحة مثل كوريا وتايوان كانت حذرة للغاية تجاه التحرر الاقتصادي كما طبقته ببطء·'' وتعاني الاقتصادات المتقدمة ايضا من عدم المساواة وهو ما يعرض قطاعات من سكان هذه الدول لصدمات خارجية وكوارث طبيعية وهو ما يتضح من خلال تبعات الإعصار كاترينا الذي شهدته الولايات المتحدة· وبالرغم من أن تقريرا للاتحاد الاوروبي صدر في عام 2005 خلص الى أن هناك عدالة في توزيع الثروات في اوروبا الى حد بعيد فإنه قال إن عدم المساواة تزايد في التسعينات في دول مثل بريطانيا وبولندا والدنمارك· بل إن تقريرا حكوميا صدر عام 2005 أظهر أنه في ألمانيا التي تتسم بالوعي الاجتماعي تزايدت الفجوة بين الأغنياء والفقراء منذ عام ·1998 لكن هذه الفجوات تتسع بشكل خاص في أكبر اقتصاد في العالم وأكبر الداعين إلى تطبيق سياسة السوق الحرة· وتقول دراسة صدرت في يونيو عن معهد السياسة الاقتصادية وهو معهد بحثي إن متوسط دخل المدير التنفيذي الاميركي العادي يزيد 821 مرة على دخل أقل العاملين أجرا وهو ما يمثل أكبر فجوة على الإطلاق· وقال بابلو ايزنبرج زميل معهد السياسة العامة بجامعة جورج تاون ''نظامنا السياسي والأيديولوجية المحافظة للغاية التي تقول إن السبيل الى دعم الاقتصاد هو خفض الضرائب المفروضة على شديدي الثراء زادت من عدم المساواة بشدة في مجتمعنا·''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©