الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سنغافورة تتحول إلى اقتصاد المعرفة

3 ديسمبر 2006 22:54
إعداد - أيمن جمعة: في مواجهة المنافسة المتزايدة بين الصين والهند، اتخذ راسمو السياسات في سنغافورة قراراً استراتيجياً جديداً بزيادة الاعتماد على ''اقتصاد المعرفة'' الذي تلعب فيه الدراسات والأبحاث دوراً محورياً، ويجيء هذا التحول الاستراتيجي بعدما بدأت سنغافورة تلاحظ أنها تخسر بعض فرص التصنيع الذي لا يتطلب تقنية عالية لصالح منافسيها من الاقتصادات الآسيوية الناشئة· ويقول توني تان رئيس مؤسسة الأبحاث الوطنية في سنغافورة: ''خلال عشرة أعوام عندما يظهر التأثير الكامل لاقتصاد الصين والهند على العالم، فلن يكون هناك تقريباً أي منتج أو خدمة تستطيع سنغافورة أن تقدمها بجودة أكبر أو سعر أقل مما تفعله الشركات المنافسة في الهند والصين·· ولذا فعليك أن تتجاوز هذا الأمر وأن تحول اقتصادك بحيث لا تتنافس مع الآخرين على السعر بل على المعرفة، سنغافورة دولة صغيرة ومحدودة المصادر البشرية والطبيعية وأيضا المالية، ولذا فإن النجاح في المنافسة العالمية يتطلب التركيز على مصادر قوتها وتخصصها في الصناعات التي تتطلب تقنيات متقدمة جداً، ونعتقد أن الدراسات والأبحاث ستعطي لنا الميزة التنافسية التي نتطلع لها''· وتظهر الإحصائيات الحكومية أن القطاع الخاص يتقدم الإنفاق على الأبحاث والدراسات في سنغافورة حيث ضخ فيها 3,03 مليار دولار العام الماضي بزيادة 17 % عن استثمارات ،2004 وهو يوظف 62 % من إجمالي عدد المهندسين والباحثين العلميين في سنغافورة· وفي المقابل يواصل القطاع العام زيادة استثماراته في هذا المجال بنسبة 5,4 % كما أعلنت الحكومة عن عدة مبادرات في هذا المجال منذ بداية العام، بما في ذلك إقامة ''مؤسسة الأبحاث الوطنية'' في يناير والتي من المفترض أن تقود مسيرة الابحاث والدراسات التي من المتوقع أن تلعب دوراً حاسماً في أداء الاقتصاد السنغافوري· ويقول المسؤولون: ''إن المؤسسة ستركز على مجالات استراتيجية في إطار عمليات الدراسات والأبحاث وستحاول توفير 86 ألف وظيفة بحلول عام ·2015 وبدأت المؤسسة تحركاتها بشكل سريع من خلال إقامة تحالف مع معهد ''ماساشوسيتس للتكنولوجيا'' لإقامة مركز ضخم للأبحاث في سنغافورة العام المقبل، والذي سيكون الأكبر من نوعه على الإطلاق للمعهد الاميركي· وتقول سوزان هوكفيلد رئيسة معهد ماساشوسيتس: ''المركز الجديد سيوفر للمشاركين فيه من المعهد أو من سنغافورة فرصاً فريدة للارتفاع بأجندة البحث العلمي التي ستعيد صياغة قطاع العلوم والتكنولوجيا في العقود المقبلة''· كما يأمل راسمو السياسة في سنغافورة أن يكون المركز هو المغناطيس الذي يجذب ويحتفظ بأفضل وأمهر الباحثين من آسيا وباقي دول العالم· وتقول فيفيان بالاكريشنان الوزير الثاني للمعلومات والاتصالات والفنون: ''الأبحاث والدراسات مهمة جداً لمستقبل سنغافورة لكي تكون مركزاً لجذب الصناعات عالية القيمة والمعتمدة إلى حد كبير على التكنولوجيا كما أنها مهمة لخدمة أغراض الدولة بالتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة''، ومضت تقول: ''قبل 20 عاماً فقط لم يكن هناك من يتوقع أن تحرز سنغافورة ما حققته حالياً في مجال العلوم والتكنولوجيا، لم يكن إجمالي عدد الباحثين في العلوم والمهندسين في سنغافورة يتجاوز 3361 عام 1987 أي حوالي 16 % فقط من العدد الحالي، ويوجد الآن 21 ألف مهندس وباحث علمي في سنغافورة وارتفع عدد حاملي شهادات الدكتوراة بنسبة 12,6 % الى ''·4575 وقوبل قرار سنغافورة بالتركيز على صناعة الأبحادث والدراسات، بترحيب واسع من قطاع التكنولوجيا، وأعلنت شركة ''ساتيام لخدمات الكمبيوتر'' وهي من الشركات الهندية الرائدة في تكنولوجيا الاتصالات عن أنها ستفتح أول مراكزها للابداع العالمي في سنغافورة· ويقول فيريندر اجاروال مدير ساتيام: ''سنغافورة لديها عدة مزايا فريدة تجعلها مركزاً استراتيجياً ومنطقياً جداً لاستضافة مركز الابداع العالمي·'' وأضاف: ''كما أن سنغافورة مرتبطة بعدة جامعات إقليمية وهو ما يجعلها نقطة اتصال فريدة بالمواهب الشابة، وهي حجر الزاوية في المركز، أضف إلى ذلك أن كثيراً من الشركات العالمية لها وجود قوي في سنغافورة، وهذا سيتيح لمسؤولي ساتيام فرصة التواصل مع العملاء القدامى والجدد بسهولة أكثر''· وكان كثير من الشركات متعددة الجنسيات البارزة قد نقلت مراكزها للأبحاث والدراسات إلى سنغافورة خلال الأعوام القليلة الماضية، وهو ما عزز صورة المدينة-الدولة في هذا المجال· وفي سبتمبر الماضي كشفت شركة GE للمياه وتقنيات المعالجة عن خطط لإقامة مركز عالمي للأبحاث في سنغافورة، وهي تخطط لاستثمار 82 مليون دولار سنغافوري خلال الأعوام العشرة المقبلة والتعاقد مع 100 من أفضل الباحثين على مستوى العالم· ويقول جيف جاروود رئيس GE للمياه وتقنيات المعالجة: ''قرارنا بالاستثمار في سنغافورة يرتبط بأسباب في مقدمتها سهولة الوصول إلى الخبرات البشرية والتطبيق القوي لقوانين حماية الحقوق الفكرية بما يجعل سنغافورة منصة مثالية لانطلاق أعمال مركز الأبحاث والدراسات''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©