الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيروت تلم شمل سيارات كلاسيكية لشخصيات لبنانية

بيروت تلم شمل سيارات كلاسيكية لشخصيات لبنانية
14 سبتمبر 2011 01:59
تحظى السيارات الكلاسيكية القديمة، باهتمام جمهور كبير من مدمني هذه التحف «العتيقة»، التي شهدت عزاً وجاهاً، خصوصاً إذا كانت هذه السيارات عائدة إلى ممتلكات رؤساء وشخصيات بارزة في مختلف ميادين الحياة. ومن يزور معرض السيارات الكلاسيكية في العاصمة بيروت، يجد أكثر من خمسين سيارة تختال بحلتها النادرة، لأن طرزها تعود إلى الفترة من العشرينيات إلى السبعينيات، وأيضاً لأن أصحابها رؤساء وأهل سياسية وفن ومال ورياضة. (بيروت) - في لبنان وضمن أجواء النشاطات الصيفية، وعلى أبواب الموسم السياحي، وتفعيلا للحركة في الوسط التجاري في العاصمة بيروت، اصطفت أكثر من 55 سيارة يعود تاريخ صنعها إلى الفترة ما بين سنوات العشرينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وتحديداً بين عامي 1920 و1975، ويحمل المعرض المذكور عنوان «معرض السيارات الكلاسيكية 2011». محاكاة الماضي أقيم المعرض من أجل لمّ شمل هواة جمع السيارات القديمة في لبنان: لوتس 1967، جاغوار 1952، أوستن 1955، فورد 1928، إلى جانب سيارات تعود إلى رؤساء جمهورية تعاقبوا على الحكم في لبنان، بدءاً من «مرسيدس بنز» سوداء (1951)، كان يقتنيها الرئيس الراحل بشارة الخوري، ويملكها اليوم أنطوان حلو، وصولاً إلى سيارة «بنتلي» فضية اللون (1961)، التي تركها الرئيس الراحل كميل شمعون لابنه النائب دوري، إلى سيارة النائب السابقة ميرنا البستاني، أول سيدة دخلت البرلمان اللبناني، وسيارة «رولز رويس فانتوم» (1961) للنائب أنور الخليل، إضافة إلى المواطن نقولا أبي نصر، وهي من نوع «شيفروليه ايمبالا» كحلية اللون موديل عام 1963، والتي منحته إياها زوجة رئيس الجمهورية الراحل فؤاد شهاب كهدية نتيجة للصداقة التي تربط بين العائلتين. وهذا الحدث، الذي تشهده بيروت يطلق للمرة الأولى في عروض مميزة للسيارات الكلاسيكية، وجمع 55 سيارة من الطرز النادرة تعود جميعها إلى الحقبة ما بين العشرينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ويمتلكها جامعو سيارات لبنانيون، يهدف إلى استعراض لتاريخ لبنان العريق في هذه الهواية، إضافة إلى سيارات خاصة بالشخصيات الرسمية والسياسية اللبنانية، والغاية من المعرض أنه يحاكي الماضي، عبر استخدام الأغراض القديمة من المراحل السابقة. إلى ذلك، تقول المشرفة على المعرض رولا دويدي «الهدف من وراء هذا كله، الحفاظ على تراث لبنان وتاريخه، والإضاءة على حقبة ذهبية من تاريخ هذا البلد، من خلال السيارات في الدرجة الأولى، لاسيما أن مالكيها يحتفظون بها في أماكن يصعب مشاهدتها ورؤيتها من قبل أي كان، وبعض السيارات لا تزال في كنف عائلات أصحابها الأساسيين، وبعضها انتقلت إلى عائلات أخرى، إما من خلال شرائها أو الحصول عليها كهدايا». وعن حيثيات وشؤون معرض السيارات الكلاسيكية وكيفية النجاح في أعمال تنظيمه، لاسيما أن السيارات المعروضة قديمة جداً، وبحاجة إلى جهد لجمعها في مكان واحد، تقول «الأمر لم يكن سهلاً على الإطلاق، خصوصاً أن هناك سيارات عديدة من ضمن رقم الـ55 سيارة، تعود لرؤساء وأهل سياسية وفن، ومعرفة وجودها ومكانها والاتفاق مع أصحابها لعرضها والحصول على صور لهم داخل سياراتهم، تطلب جهوداً ومثابرة ومتابعة دقيقة للتفاصيل الصغيرة والكبيرة من أجل إنجاح المعرض». سيارة الرئيس صاحب سيارة «شيفروليه ايمبالا» نقولا أبي نصر تحدث عن كيفية اقتنائه لهذه السيارة التي كان يمتلكها الرئيس الراحل فؤاد شهاب، قائلا «ارتبطت عائلتي وعائلة الرئيس شهاب بصداقة وطيدة وعميقة منذ زمن طويل، وقبل أن يتولى رئاسة الجمهورية، وبعد وفاته استمرت علاقة الصداقة مع عقيلته السيدة روز وقبل وفاتها منحتني السيارة كهدية، وهي «شيفروليه ايمبالا» كحلية اللون وموديل 1963، وكانت مسجلة باسم الرئيس فؤاد شهاب، وتحمل الرقم 298»، مشيرا إلى أنه يقوم بصيانة السيارة كل فترة ويحرص على أن تبقى بحالة جيدة، فهي قيمة تراثية وتاريخية لا تقدر بأي ثمن. ويقول الهاوي سامر فريج إن صعوبات جمّة تواجه محبي اقتناء السيارات الكلاسيكية القديمة، والأسباب عديدة منها، صعوبة إيجاد قطع غيار لهذا النوع من السيارات التي مرّ على صنعها أكثر من 50 سنة، خصوصاً أن توافر قطع الغيار مرتبط بعملية الإنتاج والتصنيع، وغالباً ما تكون الكمية وعدد السيارات القديمة قليل جداً، وهذا ما يزيد من صعوبة إيجاد أي قطعة غيار. إلى جانب أن هناك عقد تصنيف هذه السيارات بالنسبة إلى المواصفات والمقاييس بين الماضي والحاضر، فالمزايا التي كانت موجودة في سيارات الخمسينيات والستينيات، مثل حزام الأمان وأشكال التصميم اختلفت اختلافاً كبيراً. أشهر الهواة وعند الحديث عن أشهر هاو في عالم السيارات القديمة، يبرز اسم نقيب المهندسين السابق عاصم سلام، الذي يقتني مجموعة من السيارات الفريدة من نوعها سواء لناحية التصميم أو المحرك، وهذا العشق يعود لتخصصه في الهندسة المعمارية المرتبطة بهندسة جمالية السيارات عبر قواسم مشتركة. إلى ذلك، يقول سلام «أمتلك ثلاث سيارات «مرسيدس» تعود إلى ما قبل عام 1965، وأفضل «المرسيدس» المكشوفة ببابين أو الـ (COUPE)، وطراز السيارات (280 أس . أي) و(250 أس . أل) و(280 أس. أي)». وعن صعوبات الحصول على سيارات قديمة اليوم، يجيب «لا شك أن الأمر صعب جداً، وبحاجة إلى جهد فردي في عملية التفتيش وإيجاد ما يناسب ذوق الهاوي. اليوم من الصعوبة أن تجد سيارة قديمة تسير على الطرقات في لبنان، فأيام «العزّ» ولّت، إلاّ أن بعض العائلات اللبنانية العريقة كانت تمتلك سيارات قديمة وجميلة، واليوم قد تحصل على إحداها من خلال عملية الشراء من الأبناء أو الأحفاد، ممن لا يقدّرون جمالية هذه التحفة. عدا عن أن الصيانة وترميم وتجديد أي سيارة قديمة تتطلب إمكانات هائلة وخبرة ورعاية مهمة، لاسيما إذا كانت السيارة عديمة مواصفات الجودة، نظراً للصدأ والاهتراء وغير هذا، فالترميم أحياناً يكلف ثمناً باهظاً يفوق سعر السيارة». وحول تفضيله سيارات المرسيدس عن غيرها، يقول سلام «كنت أملك سيارات «جاغوار» و«روفر»، ولكنني فضّلت «المرسيدس» لعدة أسباب، منها أن قطع الأولى نادرة جداً، وبما أنني أقتني سيارات قديمة، فكنت «أدوخ» لأجد القطعة المطلوبة عندما تتعطل أي واحدة منها، عكس الصناعة الألمانية التي تحمل تقنية أكثر، وتملك قدرة أقوى خصوصاً في السيارات ذات الموديلات القديمة، بالإضافة إلى أن هناك متحفاً للقطع القديمة خاصا بمباركة «المرسيدس» يسهل بعض الشيء الحصول على القطعة الناقصة»، مشيرا إلى أنه يحب أيضاً سيارة الـ«أوستن مارتن» والـ«بنتلي»، ولكن صعوبة تصليحها تحول دون جمعها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©