الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انضمام كوكبة من أبناء الإمارات قوامها 118 كادراً إلى قطاع الطيران

انضمام كوكبة من أبناء الإمارات قوامها 118 كادراً إلى قطاع الطيران
14 سبتمبر 2011 17:25
أينما تحل قبعة “الكابتن”، وكذلك زيه المميز الذي يضيف إلى مهنة الطيران هالة من التقدير، تفوح في الأجواء تلك الخصوصية التي تتمتع بها شخصية “الكابتن” الذي يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة بحجم توفير السلامة في الجو. مشاهد كهذه كانت مما لا شك فيه حاضرة في أذهان جميع من شارك في احتفالية تخرج الدفعة الجديدة من الطيارين الإماراتيين في أبوظبي. ففي إطار استراتيجية التوطين التي تنتهجها “الاتحاد للطيران” الناقل الوطني لدولة الإمارات، التي تسعى يوماً بعد يوم إلى توفير فرص عمل ملائمة للمجتمع المحلي، احتفلت الشركة الأحد الفائت بتخريج أحدث دفعاتها من المواطنين في مختلف المجالات، ومع الاحتفال الذي أقيم في فندق شاطئ الراحة، تضاف إلى أسرة الشركة نخبة قوامها 118 من الكوادر الوطنية الواعدة في اختصاصاتها، تضم 31 طياراً متدرباً برتبة ضابط ثانٍ، و10 مديرين لمطارات عالمية ومهندسة تقنية، و77 موظفة للانضمام إلى مركز الاتصال وظائف سياحية من الدرجة الراقية تخدم طموحات المواطنين من البنات والشبان وتراعي خصوصيتهم في العمل ضمن مجتمع محافظ. وأكثر من ذلك هي وظائف غير عادية يفتخر بها المجتمع ضمن البرامج المعتمدة لدى “الاتحاد للطيران” التي تتخذ خطوات وثيقة ناحية التوطين. وما يثلج الصدور، انخراط المواطنين في مهن لم تشهد منهم هذا الإقبال من قبل، أهمها الحصول على رتبة مساعد ثاني طيار، بعد الالتحاق بدورة تدريبية مدتها 18 شهراً، وسواها من الاختصاصات المتطورة التي تمنحهم شهادات معتمدة دولياً. ومن أوجه الفخر في احتفالية التوظيف الجديدة، تخريج الدفعة الرابعة من برنامج المديرين الذي يتطلب الإعداد له 21 شهراً، ومما يتضمنه دورة التوجيه العملي ومدتها 9 أشهر، التي تشمل مختلف الأقسام الرئيسية في الشركة، ومن ثم الانضمام إلى صفوف العمل والتدرب لمدة 6 أشهر للتمكن من كسب الخبرة الميدانية على أرض الواقع، وبعد الانتهاء من البرنامج يلتحق الخريجون بأحد أقسام الشركة والتي تشمل محطاتها الخارجية في مختلف دول العالم، بينها محطات ميونخ وشيكاجو ولندن وملبورن. وعلى الرغم من أن أعداد الخريجين من الذكور تفوق الإناث منهم، غير أن الجنس اللطيف شكل عنصر الجذب الأكبر تحديداً في مجال الطيران الذي كان لسنوات طويلة حكراً على الرجال. فكانت بداية اللقاءات مع نماذج استثنائية تدخل قطاع السفر من أوسع الأبواب. تتحدث “الكابتن” حمدة جمعة القبيسي (23 عاماً)، والتي تخرجت برتبة (طيار ضابط ثاني) عن أهمية هذه الخطوة التي رسمت مستقبلها المهني. وتقول: “قد يفاجأ البعض من جرأتي في اختيار هذا القطاع، لكنني لست الإماراتية الوحيدة التي يستهويها العمل في مجال السفر. وها نحن بفضل الدورات التدريبية التي توفرها (الاتحاد للطيران) بتنا قادرين على خوض مختلف المجالات”. وهي تؤمن بأنه مع التغيرات التي طرأت على العصر، لم يعد هنالك ما هو حكر على الرجال من المهن الصعبة. “ونحن كإماراتيات نثبت دوماً أننا على قدر المسؤولية مهما كبرت. وهمنا الأول والأخير أن نرفع رأس بلادنا عالياً، ونحلق بعلم الإمارات إلى أقاصي الأرض”. وتشير إلى أن دراستها لمهنة الطيران لم تكن سهلة، إذ إنها تتطلب من كل ملتحق أن يقدم ضعف طاقته للتمكن من نيل الدرجة المطلوبة. “هي مهنة تحمل في طياتها الكثير من الدقة، والعمل فيها لا يحتمل أي نوع من الخطأ”. أسفل الطائرة وعلى القدر نفسه من التميز المهني، نلتقي بالخريجة لولوة عبدالله سالم (24 عاماً) التي على صغر سنها غير أنها تحمل شهادة ثقيلة تكرسها ثاني مهندسة طيران إماراتية في قسم الصيانة في “الاتحاد للطيران”. وهي فخورة بكونها تمكنت من إتمام البعثة إلى أستراليا بنجاح بعدما أرسلتها الشركة إلى “كلية أستراليا للطيران” بمدينة برزبن بهدف الحصول على دبلوم في هندسة الطيران. تقول: “لم يكن من السهل أن أنجز هذه المهمة بالوقت المحدد؛ لأنها تتطلب قدرة عالية على التركيز، وقد تطلب الأمر مني 21 شهراً، مما منعني من التخرج مع دفعة العام الفائت. ولكن إصراري على تحقيق طموحي وتشريف دولتي الحبيبة جعلاني أثابر على النجاح.” وتورد أن هنالك الكثير من الصعوبات التي ترتبط بالمهنة التي اختارتها، فهي كفتاة تعمل في مجال هندسة الطيران لا بد أن تتأقلم مع المحيط الجديد الذي تسيطر عليه أجواء الخشونة والصعوبة. “أعرف أن هذه المسؤوليات أقرب إلى الرجال من النساء، لكنني أعشق عملي وأفصل بينه وبين حياتي الخاصة. فأنا هنا أؤدي واجبي على أكمل وجه بغض النظر عن المؤثرات الخارجية”. وتشرح لولوة أن وظيفتها تتطلب منها أن تعمل بساعات عمل طويلة، بما يعادل الكشف على 3 إلى 5 طائرات يومياً. “ومن واجبي أن أعمل خارج المكتب معظم الوقت، وتحديداً عند أسفل الطائرة للتمكن من إصلاح أي خلل قائم. هذا مع تحمل مختلف حالات الجو من الحر الشديد إلى الرطوبة والغبار والبرد القارس والمطر وهكذا”. وتشير إلى أنه لم يكن من السهل عليها أن تتأقلم في عالمها الجديد خصوصاً أنها الفتاة الثانية في الشركة التي تعمل في هذا المجال المكتظ بالرجال. “في البداية، لم يتقبلني زملاء العمل من الرجال، وقد تطلب الأمر أن أثبت نفسي أمامهم وأمام اللجان الفاحصة”. وبعدما أنهت تدريبها المهني في “مطار أبوظبي الدولي” تحت إشراف نخبة من مهندسي الطيران في شركتي “الاتحاد للطيران” و”أبوظبي لتكنولوجيا المطارات”، فهي تعد حالياً أوراق الخبرة التي اكتسبتها لتقديمها إلى الجهات المختصة. وذلك بهدف الحصول على رخصة تخولها من التوقيع على تصاريح تعتمد ما إذا كانت الطائرة التي تقلع من “مطار أبوظبي الدولي” وتعمل على صيانتها، آمنة وصالحة للطيران لضمان سلامتها وبالتالي سلامة الركاب. مصالح المسافرين من جهتها، تعلق فاطمة علي الخروصي التي تخرجت برتبة “مدير عمليات مناوب في مطار لندن على أهمية أن تحظى الفتاة الإماراتية بما يشرفها من مهن مرموقة تثبت قدرتها على التميز. ورداً على فكرة سفرها للعيش في الخارج والعمل في هذا المجال، تقول: “أحمد الله أنني أعيش في مجتمع مثقف يتفهم طبيعة عمل المرأة ويشجعها على خوض التحديات التي تعزز من شخصيتها”. وتعتبر أن برنامج التدريب الذي تتبناه الشركة يخدم القوى العاملة في البلاد ويقدم فرصاً جديدة لمحاربة البطالة في أفضل صورة ممكنة. وتتحدث الخروصي عن صعوبة المهنة بالنسبة لها كفتاة والتي تتطلب منها أن تتحلى بالصبر والهدوء لتتمكن من النجاح في هذه المسؤولية. “وأصعب ما في الأمر المناوبات الليلية التي لا يمكن التغاضي عنها. فمن أولويات عملنا احترام المواعيد والتقيد بالنظام بحرفيته؛ لأن جداول الطيران ومصالح المسافرين لا تحتمل أي شكل من أشكال التغيب أو التأخير أو التقاعس عن حل المعوقات وتسهيل أمور الركاب”. ننتقل إلى محمد عبد الرزاق البنا (27 عاماً)، وهو أحد الخريجين الذي سوف يتولى قريباً وظيفة مدير مناوب في مطار شيكاجو، أحد المحطات الخارجية التابعة لـ”الاتحاد للطيران”. يقول: “تجربتي في مجال التدريب كانت مذهلة، فقد تعلمت الكثير من المهارات في مجال الإدارة المتخصصة. وقد ساعدني الأمر على تنمية قدراتي على المستويين الشخصي والمهني”. ويذكر أنه عمل سابقاً في مجال الإعلام، وقد أهله برنامج التدريب إلى الدخول في قطاع الطيران والعمل في مناخ مختلف تماماً. “فبعد تخرجي من الجامعة، كنت في أمس الحاجة للالتقاء بجهة ترشدني إلى توظيف طاقتي في أفضل المجالات. وقد وجدت في هذا البرنامج ضالتي”. والأمر نفسه بالنسبة لخالد المضواحي أحد المديرين الخريجين الذي يشغل حالياً منصب مدير الرعاية في إدارة التسويق بالشركة. ويذكر أن الدورة الدراسية أسهمت في الارتقاء بمهاراته التي لم يكن يعلم أين يوظفها. “فأنا تطورت سواء في مجال الإدارة أو القيادة، والتدريبات التي خضعت لها أثرت معرفتي بسير العمل في الشركة، إذ إنني التحقت بـ 9 أقسام متنوعة في (الاتحاد للطيران)، الأمر الذي أكسبني دراية واسعة ومكنني من اختيار أفضل الأقسام بما يتناسب مع مهاراتي واهتماماتي”. تحليق في الجو الخريجون الطيارون جميعهم حازوا شهادة “مساعد طيار ثاني”، على أن يخضعوا بالممارسة والتدريبات المستقبلية إلى ما يؤهلهم للاقتراب شيئاً فشيئاً من الحصول على شهادة الطيران التي يحلم بها كثيرون. ومن هؤلاء، يروي “الكابتن” الجديد فهد محمد البلوشي أن السعادة تغمره لمجرد الفكرة بأنه أصبح مسؤولاً عن مهمة معينة في مجال الطيران الجوي. “الأمر كان بمثابة الحلم بعيد المنال، وقد تمكنت بمساعدة (الاتحاد للطيران) من تحقيقه بمجرد المثابرة والتصميم”. وهو يشجع الشباب الإماراتيين على التحلي بالطموح والذهاب باتجاه الهدف الذي يختارونه منذ البداية. “فمع التصميم والإصرار على النجاح يمكن تخطي الحواجز الصعبة، إذ لا شيء مستحيلاً طالما أننا في دولة تسخر كل طاقاتها وإمكاناتها في خدمة الجيل الجديد”. ويقول زميله في الدفعة “الكابتن” طلال حسين نعمان إن لحظة التخرج كانت من أعظم المواقف في حياته. “وأنا أهدي هذه الفرحة إلى أهلي الذين دعموني بالتشجيع وإلى وطني الذي لم يبخل علينا نحن الشباب بأي من أشكال الدعم”. كما يعلق على الدور الكبير الذي تلعبه “الاتحاد للطيران” في سبيل التوطين وفتح منافذ مشرقة للعمل بعيداً من المهن التقليدية. “لا يمكن القول إن الطيران مهنة عادية، وهي في الوقت نفسه ليست كبيرة علينا كمواطنين. وها قد أثبتنا أمام العلن أننا على مستوى الثقة التي وضعت بين أيدينا، ونأمل أن نستمر على هذا المستوى من النجاح والتألق”. ويؤكد أن القيام بدور الطيار المساعد يرتب على الشخص مسؤولية كبيرة، “لأن حياة الركاب ليست لعبة وهي أمانة في أعناق طاقم الطيران بالكامل”. وعلى القدر نفسه من الحرص، يتحدث “الكابتن” محمد الشامسي (22 عاماً) الذي اختار هذه المهنة تيمناً بوالده الذي كان طياراً سابقاً.. “منذ صغري كنت أحلم بأن أضع قبعة الطيار وأحلق في الجو، وها أنا اليوم أخطو أولى خطواتي ناحية تحقيق الحلم الكبير الذي لولا (الاتحاد للطيران) لما كنت أنا اليوم بين الخريجين الفخورين بشهاداتهم”. ويعتبر أن مجرد الحلم يعني مبادرة تفاؤل نحو الطموح الذي يجب ألا يحده أي عائق. “فالخوف والتردد عدوا النجاح، ونحن الإماراتيون نتحلى بالإصرار على خوض الصعاب وتحقيق التميز بها”. 106 طيارين ويتحدث جيمس هوجن الرئيس التنفيذي لـ”الاتحاد للطيران”: “تمثل الكوادر البشرية أبرز مقومات النجاح والتفوق لدينا؛ لذا فإن الشركة تسعى دوماً إلى تطوير موظفيها والارتقاء بمهاراتهم عبر اعتماد الدورات التدريبية، وتنفيذ برامج التطوير واستخدام أحدث الوسائل التعليمية مثل أجهزة المحاكاة، وإقامة منشآت خاصة مثل (أكاديمية التدريب) التي نشعر بالفخر والاعتزاز لتشييدها”. ويذكر أن “الاتحاد للطيران” بصفتها الناقل الوطني للدولة، وفي إطار خطة أبوظبي 2030، تحرص على تأهيل المواطنين لتبوؤ الدرجات التي يستحقونها والارتقاء بخبراتهم ومهاراتهم. ويورد هوجن أن برنامج الطيارين المتدربين في الشركة شهد تطوراً كبيراً منذ إطلاقه في يناير 2007، وهو يضم حالياً نخبة من الكوادر الوطنية التي تصل إلى 106 مواطنين إماراتيين. جميعهم يتدربون على مدار السنة لتعزيز مداركهم وتحقيق المزيد من الخبرة بغية الحصول على شهادة طيار مؤهل. دبلوم في الطيران توفر «الاتحاد للطيران» فرصة ذهبية للكوادر الوطنية للحصول على شهادة في تقنية هندسة الطيران، إذ إنه بعد إكمال الدورة الدراسية يحوز الطلاب دبلوماً في الدراسات العليا في هندسة الطيران المدني. وهي شهادة معترف بها من الهيئة العامة للطيران المدني، ويشمل برنامج التدريب دورة عملية حول مهام العمل. 14% مواطنون يضم برنامج التوطين في “الاتحاد للطيران” حالياً أكثر من 228 متدرباً ينتشرون في مختلف أنحاء الشركة، بينهم 103 شباب في برنامج الطيارين المتدربين و38 شاباً في برنامج المديرين الخريجين و57 شاباً في برنامج المهندسين الفنيين. وكان برنامج التوطين قدم فرص تدريب مميزة للجيل الجديد من الإماراتيين، وهو يسعى إلى جذب عدد كبير من الكوادر الكفؤة للالتحاق بمختلف المجالات الإدارية والميدانية وبناء مستقبل مهني مشرق في قطاع الطيران. وتحرص “الاتحاد للطيران” دوماً على الاستعانة بالفئات المواطنة، حيث يمثل حالياً الموظفون من المواطنين 14 بالمئة من مجموع فريق عمل الشركة. مركز الاتصال ضمن خططها التنموية ناحية توطين الوظائف، قامت شركة “الاتحاد للطيران” عام 2009 بإنشاء مركز اتصال جديد في مدينة العين يعتمد فقط على الكوادر النسائية الوطنية؛ وذلك مع توفير دورات تدريبية تمتد على مدى 6 أشهر بالتعاون والتنسيق مع “جامعة أبوظبي” في العين. ويركز البرنامج المكثف الذي تخضع له الموظفات لمدة عشرة أسابيع، على المهارات الأساسية ومهارات اللغة الإنجليزية وخدمة العملاء،. يليه برنامج تدريب عملي مكثف يستمر حتى 3 أسابيع إضافية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©