الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بطل «القارة السمراء» يحلّق على «أجنحة الملياردير»

7 ديسمبر 2010 20:25
على الرغم من أنه أحد أعرق الأندية الأفريقية، إلا أن مرحلة الانقطاع عن منصات التتويج في القارة السمراء لأكثر من 4 عقود، وعدم معرفة البعض بأنه الوريث الشرعي لنادي إنجلبير ساهما في تراجع الاهتمام الإعلامي العالمي به، وتعد فرصة المشاركة للمرة الثانية على التوالي في مونديال الأندية بأبوظبي بمثابة الفرصة التاريخية لمازيمبي لتأكيد حضوره اللافت على الساحة العالمية، ويقف خلف إنجازات الفريق الكونغولي الذي تمكن من استخدام الأندية العربية في شمال أفريقيا جسراً للعبور نحو العالمية رجل الأعمال والسياسي الشهير صاحب النفوذ الكبير مويز كاتومبي الذي يضخ ملايين الدولارات لدعم الفريق وتمكينه من السيطرة على الألقاب الأفريقية، وخاصة دوري أبطال القارة لأنه يدرك جيداً أن البطولة هي المعبر الرسمي نحو العالمية. ووفقاً لإحصائيات تتعلق بالتعاقدات والرواتب التي يتقاضاها نجوم فريق مازيمبي الذي يمثله بعض نجوم الكاميرون وزامبيا وزيمبابوي فإن إجمالي النفقات التي يتكبدها كاتومبي سنوياً يصل إلى 10 ملايين دولار وهو مبلغ يفوق بمراحل النفقات التي يمكن لأي فريق أفريقي تخصيصها للتعاقدات بما في ذلك أندية شمال أفريقيا، وتمكن مازيمبي بقيادة رجل الأعمال الملياردير الذي يدير النادي منذ سنوات من تحقيق ما يصبو إليه على المستوى القاري على الرغم من قوة الترجي التونسي والأهلي المصري، وغيرهما من أندية الجزائر والمغرب، ولكن طموحات الفريق القادم من الكونغو تتجاوز حدود السيطرة على المشهد الكروي الأفريقي إلى طموح اقتحام أبواب العالمية. تاريخ يتجاوز 70 عاماً تأسس نادي مازيمبي الكونغولي المعروف سابقاً باسم إنجلبير عام 1932، ويتخذ من لوبومباشي مقراً له، ومثلما طال التغيير في المسميات الكونغو الديموقراطية التي كانت تعرف فيما سبق باسم زائير، فقد حدث نفس التغيير في مسمى النادي العريق الذي يعد من أقدم أندية القارة السمراء وأكثرها شهرة في نهاية حقبة الستينيات وبداية السبعينيات من القرن المنقضي، فبعد أن بسط مازيمبي "إنجلبير" نفوذه على المستوى المحلي في بلده، توجه إلى المشاركات الأفريقية وحقق نجاحات لافتة، حيث فاز ببطولة أفريقيا أبطال الدوري عامي 1967 و 1968، وكان أول فريق أفريقي يفوز باللقب في مناسبتين متتاليتين. كما واصل مازيمبي نجاحاته القارية ووصل إلى نهائي البطولة عامي 1969 ثم عام 1970، ليكون أول فريق يدرك النهائي الأفريقي 4 مرات متتالية ولكنه لم ينجح في الظفر باللقب سوى في مناسبتين، ليعود بعد 41 عاماً ويفوز باللقب العام الماضي على حساب هارتلاند النيجيري ويتأهل إلى كأس العالم للأندية التي أقيمت في أبوظبي العام الماضي، وها هو يعود من جديد للظهور في المونديال بعد أن ظفر باللقب الأفريقي على حساب الترجي التونسي. ووفقاً لتقرير "الفيفا" يعد الفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا إنجازاً كبيراً في حد ذاته، أما الاحتفاظ به للعام الثاني على التوالي فهو أمر يؤكد مكانة الفريق كقوة ضاربة في القارة السمراء، فبإحرازه الكأس الغالية، نجح مازيمبي في تدوين اسمه بأحرف من ذهب في سجلات كرة القدم الأفريقية بعد أن سبق ونالها سنتي 1967 و1968. ولم يقف إنجاز هذا النادي الكونغولي العتيد عند هذا الحد، بل تمكن أيضا من بلوغ نهائي المسابقة ذاتها خلال العامين التاليين، أضف إلى ذلك كأس أفريقيا للأندية الفائزة بالكأس سنة 1980، ليتأكد أننا أمام ناد عملاق في عالم المستديرة الأفريقية. وعلى الرغم من أن «الغربان» - وهذا لقبه- غابت عن الأضواء على المستوى القاري، إلا أنها بسطت سيطرة مطلقة على المستوى المحلي وأثبتت جدارتها، حيث فاز الفريق بلقب الدوري عشر مرات، خمس منها في الألفية الثالثة، وخمس كؤوس وطنية. حاضر مشرق بعد عودته لمصاف الأفارقة الكبار سنة 2009، طرق مازيمبي أبواب كأس العالم للأندية لأول مرة، ولا شك أن تلك التجربة راقت للكونغوليين، حيث أعادوا التجربة المثيرة سنة 2010 في أبوظبي، ولكي تحقق تتويجها الرابع، عاشت «الغربان» لحظات تاريخية كالفوز الكاسح الذي حققوه داخل معقلهم في لومومباتشي في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا بخماسية نظيفة على الترجي التونسي، ولكنهم عاشوا لحظات مرة كالهزيمة القاسية التي تلقوها على يد نفس الفريق التونسي خلال مرحلة المجموعات بثلاثية نظيفة، وإيقاف هدافهم تريزور مابي مبوتو لمدة طويلة، ورحيل المدرب دييجو جارزيتو، وقد عوض الأخير، السنغالي لامين نداي ليعيد الثقة والفعالية بين صفوف الفريق الكونغولي، ولعل أفضل دليل على ذلك الأداء الرائع الذي قدمه في ذهاب نهائي رائع، قبل تحقيق الأهم في مباراة الإياب 1-1. خبرة مونديالية وسوف يتمتع بطل أفريقيا أربع مرات خلال منافسات كأس العالم للأندية 2010 بقدر من الأفضلية على بعض منافسيه بفضل عامل الخبرة والتجربة، فخلال مشاركته الثانية على التوالي في هذا العرس الكروي، لن يعاني ممثل جمهورية الكونغو الديمقراطية من الضغط الكبير والخوف من عدم تقديم أداء مقنع وهو ما كلفه الهزيمة أمام بوهانج ستيلرز في ربع النهائي 2-1 وأمام أوكلاند سيتي في مباراة المركز الخامس 3-2. وقد سبق لمعظم لاعبي مازيمبي الحاليين أن خاضوا غمار تجربة 2009 ويأملون اليوم في أن يستخلصوا الدروس والعبر من أخطاء الماضي. كاتومبي: المال وحده لا يصنع فريقاً أبوظبي (الاتحاد) - أكد مويز كاتومبي رئيس النادي عقب التغلب على الترجي أن فريقه يستحق الفوز بالبطولة وأنه قام بتجهيز هذا الفريق منذ سن السادسة عشرة والآن يجني ثمار ما قام به. وأضاف: يجب أن نفرق بين المال وكرة القدم التي تلعب فيمكنك أن تملك المال ولا تملك لاعبين مميزين فلن تفوز بالكأس فالمال لا يسجل أهداف وأنا لا أملك الكثير من المال. وأردف أنه كان متأكدا من قدرة فريقه على الفوز على الترجي بسبب أن الترجي قد أصابته لعنة يد إينرامو التي هزمت الأهلي المصري وشبهها بيد هنري وما حدث لفرنسا في كأس العالم . الطريق إلى أبوظبي دبي (الاتحاد) - بعد أن تفادى الإقصاء في الدور الأول أمام نادي جيش روندا 1-0 و 2-0، تمكن مازيمبي من هزيمة دجوليبا المالي (4-0 في مجموع المباراتين) ليضمـن تأهله إلى دور المجموعـات. وقد احتل الكونغوليون المركز الثاني خلف الترجي التونسي في منافسات المجموعة الأولى، ولكن خلال مواجهتهما في النهائي، لم تدع الغربان أي فرصة للتونسيين (5-0، 1-1). ويكمن سر نجاح النادي الكونغولي هذا العام في خيبة الأمل التي تعرض لها الفريق في كأس العالم للأندية العام الماضي، فبعد أن توج باللقب القاري العام الماضي، توجه مازيمبي إلى أبوظبي بمعنويات عالية لكنه سقط أمام بوهانج ستيلرز وأوكلاند سيتي، وأدت الخسارتان إلى دفع النادي لتعزيز صفوفه من أجل الظفر باللقب القـاري مجـدداً، وبالفعل لم يتردد رئيس النـادي في التعـاقـد مع لاعبين من زامبيا وزيمبابوي لتدعيـم خطـوط الفريق. ونجح مازيمبي في تعويض غياب نجمه المتألق تريزور مبوتو الموقوف لعدة مباريات ليحقق نجاحاً جديداً في البطولة القارية. ومن أبرز نجوم الفريق: روبرت كيديابا، إيريك نكولوكوتا، بامفيل ميهايو كازيمبي، باتو كابانجو، نارسيسي إكانجا، تريزور مبوتو، ألان كلوييتوكا ديوكو، وجيفن سينجولوما. ويعتمـد مازيمبي في إنجازاته الأخيرة على الدعم الجماهيري غير المحدود بالإضافة إلى المهارات العالية للاعبيه الذين يتحلون بالمهارة العالية، وينتظرهم مستقبل مشرق في عالم الساحرة المستديرة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©