الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هيكاري.. فريق مجهول قادم من «أرض الكوارث»

7 ديسمبر 2010 20:26
منذ أن قرر الفيفا الاعتراف رسمياً بمونديال الأندية بحلته الجديدة، ووضع مبارياته على أجندته السنوية، حصلت أندية منطقة أوقيانوسيا على فرصة تاريخية للظهور على المسرح الكروي العالمي إلى جوار عمالقة الكرة الأوروبية وملوك الكرة اللاتينية في بطولة واحدة. وعلى الرغم من قناعة الفيفا وخبراء الكرة العالمية بضعف مستويات أندية أوقيانوسيا خاصة بعد انتقال العملاق الأسترالي "أندية ومنتخبات" إلى مظلة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، إلا أن أندية ومنتخبات أوقيانوسيا تحاول الاستفادة من الفرصة التي حصلت عليها بحكم التوزيع الجغرافي لتصنع لنفسها تاريخاً في كرة القدم، وكانت بدايات النجاح على يد أوكلاند سيتي النيوزيلندي في نسخة المونديال الماضية، ثم واصل المنتخب النيوزيلندي مسيرة الظهور العالمي بتقديم عروض جيدة في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا. تحدي العنابي بات على نادي الوحدة ممثل الكرة الإماراتية في النسخة الحالية لمونديال الأندية قبول التحدي وأخذ الأمور بجدية تامة واقتناص الفرصة التاريخية ليتمكن من عبور عقبة هيكاري يونايتد ممثل أوقيانوسيا في ضربة البداية بالمونديال، ولا يملك الفريق القادم من جزيرة "بابوا غينيا الجديدة" المشهورة بأنها أرض الكوارث الطبيعية سوى 4 سنوات فقط من المنافسات الكروية "نصف الاحترافية"، فقد انطلق الدوري في بلاده عام 2006، وتم تأسيس الفريق الذي يتمتع برعاية إحدى شركات النفط عام 2003، ونجح هيكاري في الظفر بلقب دوري "نصف المحترفين" في "بابوا غينيا الجديدة" 4 مرات ليصبح المحتكر الأوحد للبطولة منذ انطلاقتها، وتبدو حظوظ الوحدة كبيرة في تجاوز هيكاري، ولكن المفاجأة المدوية التي حدثت للأهلي في النسخة الماضية على يد أوكلاند سيتي بطل نفس المنطقة يدفع العنابي إلى تقديم أفضل ما لديه لحرمان ممثلي أوقيانوسيا من تحقيق المزيد من التقدم والسطوع على المسرح الكروي العالمي. الطريق إلى أبوظبي في مايو 2010 نجح هيكاري يونايتد في تحقيق مفاجأة مدوية بالتغلب على وايتاكيري النيوزيلندي بمجموع مباراتي نهائي دوري أبطال أوقيانوسيا 4 – 2 ليتأهل إلى مونديال الأندية في أبوظبي، الأمر الذي وضعه في مواجهة الوحدة في افتتاح البطولة، كما أصبح هيكاري يونايتد أول فريق من بابوا غينيا الجديدة يظفر بلقب قاري، وأول فريق يشارك في أي بطولة تقام تحت مظلة الفيفا، كما أنه أول فريق من منطقة أوقيانوسيا ينجح في كسر احتكار أندية نيوزيلندا، خاصة وايتاكيري وأوكلاند سيتي للبطولة القارية . في مايو الماضي وعقب تتويجه بلقب دوري أبطال أوقيانوسيا نشر الموقع الرسمي للفيفا تقريراً مفصلاً عن هيكاري يونايتد جاء فيه: "دخل نادي هيكاري يونايتد، ممثل بابوا نيو غينيا، التاريخ من أوسع أبوابه وحقق إنجازاً غير مسبوق بتتويجه بلقب دوري أبطال أوقيانوسيا لموسم 2010/2009، ليصبح بذلك أول فريق يعتلي قمة تتويج المسابقة من خارج أستراليا أو نيوزيلندا، فرغم أن فرقاً من جزر المحيط الهادي سبق لها أن شاركت في النسخ الثماني السابقة من هذا الدوري، في مختلف أشكاله التنظيمية، ووصلت إلى النهائي في كل الدورات باستثناء نسخة واحدة، إلا أنها لم تتمكن قط من انتزاع اللقب، ولعل خصوصية هذا الإنجاز الاستثنائي تكمن في كون بابوا غينيا الجديدة ستصبح أول دولة من المحيط الهادي تتمتع بتمثيل في كأس العالم للأندية. وما يزيد من قيمة هذا الإنجاز أن نادي هيكاري يعد حديث العهد في الساحة الكروية، فهو لم ير النور إلا قبل سبع سنوات فقط، كما جاء هذا التتويج في لحظة مهمة من تاريخ دوري أبطال أوقيانوسيا، الذي ينظم في حلته الجديدة للسنة الرابعة على التوالي، وقد تم خلال الموسم الحالي إضافة فريقين آخرين للمسابقة، ليصبح عدد الأندية المتبارية على اللقب ثمانية. وقد شهدت مباريات الدوري هذا العام إقبالاً جماهيرياً غير مسبوق، خاصة في بلدان فيجي وجزر سليمان وبابوا غينيا الجديدة، والمثير للانتباه أن الاهتمام بالساحرة المستديرة بدأ يتزايد بشكل سريع في هذه الجزيرة التي تعد معقلاً لرياضة الرجبي، ولعل خير دليل على ذلك الأعداد الهائلة من المشجعين التي حضرت لمتابعة مباراة ذهاب النهائي والتي قدرت بـ15 ألف متفرج. وكانت بداية هيكاري في هذا الدوري متعثرة، حيث خسر في لقائه أمام نادي تافيا من جزيرة فانواتو قبل أن يستطيع العودة في النتيجة، لتنتهي تلك المباراة بالتعادل 3-3، وازداد الأمر سوءاً بالنسبة لهذا الفريق الفتي عندما انتزع نادي لاوتوكا بطل فيجي الفوز من قلب بورت موريسبي بهدفين لهدف واحد، ما جعل ممثل بابوا غينيا الجديدة يواجه شبح إقصاء مبكر من هذه المسابقة. إلا أن الفريق أظهر عزيمة كبيرة وحقق أربعة انتصارات متتالية وتقدم نحو النهائي بفارق نقطة واحدة عن لاوتوكا، وشاءت القرعة أن يخوض وايتاكيري مباراة الذهاب تحت حرارة بورت موريسبي الحارقة، ورغم فرص التسجيل العديدة التي خلقها الطرفان خلال تلك الموقعة، إلا أن فريق هيكاري استغل عامل الاستقبال في ميدانه ليحقق فوزاً عريضاً بثلاثية نظيفة. وقد سبق لوايتاكيري أن قلب موازين اللقاء وعاد في النتيجة في مثل هذا النهائي، كما كان الحال عند فوزه باللقبين القاريين الأخيرين، إلا أنه لم يستطع تحقيق نفس الإنجاز هذه المرة، ورغم أنه انتصر في مباراة الإياب بهدفين لهدف واحد، إلا أن اللقب عاد لهيكاري بأربعة أهداف لهدفين في مجموع مباراتي الذهاب والإياب". ونجح فريق هيكاري يونايتد في فرض سطوته على بطولة الدوري في بلاده بداية من نسختها الأولى التي انطلقت عام 2006 حتى الآن، وكان لقبه الأول تحت مسمى آخر وهو "ساوث يونايتد" ثم تغير مسمى النادي الى هيكاري يونايتد في عام 2007، لتستمر سلسلة النجاحات في بطولة الدوري ببلاده حيث نال لقبها 4 مرات، والبطولة مصنفة رسمياً تحت مسمى "دوري نصف محترفين" وتشارك بها 9 أندية فقط. ويضم هيكاري يونايتد 7 لاعبين من جزر سليمان أو "سلومون" التي تقع في المحيط الهادي وهي إحدى جزر منطقة أوقيانوسيا، وربما يكون لمدرب الفريق "جيري آلن" دور كبير في الاستعانة بهذا العدد الكبير من اللاعبين الذين ينحدرون من جزر سولمون، حيث ينحدر هو الآخر من نفس الجزر، وهؤلاء السبعة هم المدافع رقم 2 أوميكيريو، ولاعب الوسط رقم 6 ناجايتين، ولاعب الوسط الآخر بنيامين ميلا رقم 7، والمهاجم يواكيم واريو رقم 11، وستانلي ويتا رقم 25، ومايماي رقم 26، وهنري فارودو رقم 28 وثلاثتهم يلعبون في وسط الميدان، كما يضم الفريق في قائمته لاعب وسط ومهاجماً من جزر فيجي وهما تيوماسي رقم 9 و بولايتوجا رقم 16. مهندس المعجزة متفائل في إطار مساعيه لتقديم فريق هيكاري يونايتد إلى العالم حرص الموقع الرسمي للفيفا على إجراء مقابلة مع جيري آلان المدير الفني للفريق، وجاء في التقرير أنه بالنسبة لفريق تأسس عام 2003، كان التأهل إلى مونديال الأندية بأبوظبي أمراً يدعو إلى الشعور بالفخر لدى إدارة وجماهير فريق هيكاري يونايتد، ويواجه المدير الفني للفريق جيري آلان، والملقب بمهندس معجزة هيكاري، تحدياً من نوع خاص، يتمثل في حماية المكاسب التي نالها الفريق في عام لا ينسى في منطقة أوقيانوسيا. مع ذلك، ورغم أن الحماس أصابه بعد تفوقه على أوكلاند سيتي ممثل أوقيانوسيا في مونديال أبوظبي العام الماضي، إلا أن مدرب هيكاري حذر من أن المفاجآت ليست أمراً مفروغاً منه مع فريقه الذي يؤمن بأنه غير مرشح للاستمرار في إحداث المفاجآت. وقال آلان في مقابلة مع موقع الفيفا: “رفعت نيوزيلندا مستوى اللعبة في أوقيانوسيا، وألهمت الجميع في هذه المنطقة. لكننا لا يمكن أن نتوقع محاكاة هذا الأداء بين يوم وليلة. لم تتأهل بابوا نيو غينيا إلى أي مسابقة تحت مظلة الفيفا، لذلك علينا أن نتعلم الكثير من هذه التجربة الأولى، وهذا يعني، أننا ذاهبون إلى أبوظبي لتقديم الأفضل. أرى المشاركة بأنها فرصة كبيرة لهيكاري وبابوا غينيا الجديدة لترك انطباع خاص على الساحة العالمية وإظهار ما يمكننا القيام به.” وتابع: “نحن سوياً منذ مدة طويلة، لذا الرابط قوي بين أعضاء الفريق. نملك قوة جسدية ومهارت جيدة. لدينا دافيد موتا (قائد الفريق ونقطة ارتكاز خط الوسط) له تأثير داخل وخارج أرض الملعب، كما لدينا المزيج بين السرعة والقوة في المقدمة، لكن دوري أبطال أوقيانوسيا هو أفق مختلف لكأس العالم للأندية ولا يمكن توقع مستويات مماثلة. حاولنا تحسين نوعية فريقنا فجلبنا بعض اللاعبين من فيجي وغيرها من جزر أوقيانوسيا” وأضاف مدرب هيكاري :”إذا كان هناك لاعب واحد سأختاره من بين باقي الخصوم، سيكون صامويل إيتو فأنا أحب الطريقة التي ينهي بها الهجمات. إذا امتلك فرصة التسجيل لا يهدر كثيراً وحركته مع الكرة ومهارته وتقنيته مؤثرة كثيراً.” عروض الرعاية تنهال بعد التأهل المونديالي دبي (الاتحاد) - على الرغم من أن هيكاري يونايتد بطل بابوا غينيا الجديدة الذي يلتقي مع الوحدة في ضربة البداية لمونديال الأندية يعد من الأندية المجهولة كروياً وإعلامياً، إلا أن فوزه بدوري أبطال أوقيانوسيا على حساب وايتاكيري يونايتد بطل نيوزيلندا، وتحقيق معجزة التأهل إلى مونديال الأندية بأبوظبي جعل الفريق يحصل على قدر لا بأس به من المتابعة الإعلامية للكشف عن هويته وتقديمه للعالم باعتباره أحد الأندية المتبارية في المحفل العالمي. وقد ارتفعت درجة الاهتمام ببطل أوقيانوسيا قبل انطلاق منافسات المونديال، لتنهال عليه عروض الرعاية، فالفرصة أصبحت مواتية للشركات الكبرى في غينيا الجديدة لدعم الفريق والاستفادة من ظهوره على المسرح العالمي في الدعاية لنفسها، وإفادة النادي مالياً في الوقت ذاته. وقد وقعت إدارة النادي عقداً مع الشركة التي تسيطر على سوق الاتصالات في غينيا الجديدة، وهي شركة "تيليكوم"، وعلى الرغم من ضعف المقابل المالي للصفقة، ومشاركة جميع أندية الدوري في غينيا الجديدة في تلك الصفقة، إلا أنها تعد خطوة عملاقة في بلد لم يكن يمارس كرة القدم رسمياً قبل 7 سنوات. كيما وفارودو الأخطر أبوظبي (الاتحاد) - يتمتع المهاجم كيما جاك بقدرات هجومية لافتة وهو من أخطر اللاعبين في صفوف فريق هيكاري يونايتد، حيث تمكن اللاعب الذي يحمل رقم 17 والمولود في 10 يناير عام 1982 من تسجيل 7 أهداف في بطولة دوري أبطال أوقيانوسيا في نسختها الأخيرة حصل بها على لقب الهداف، ونجح في تسجيل 3 أهداف في النهائي أمام فريق وايتاكيري النيوزيلندي. كما يضم فريق هيكاري يونايتد في قائمته لاعباً آخر يتمتع بإجادة اللعب في وسط الميدان والهجوم، وهو اللاعب هنري فارودو 27 عاماً الذي يحمل رقم 28، وسبق له الاحتراف في الدوري الأسترالي للمحترفين، حيث انضم لأندية بيرث جلوري، وملبورن، وخاض تجربة مع نادي أوكلاند سيتي النيوزيلندي الذي شارك في النسخة الماضية لمونديال الأندية وتمكن من إقصاء الأهلي في ضربة البداية للبطولة، ونجح فاردو في تسجيل أكثر من 60 هدفاً في 160 مباراة خاضها مع مختلف الأندية التي لعب لها . بابوا.. ثاني أكبر جزر العالم أبوظبي (الاتحاد) - ينتمي نادي هيكاري يونايتد إلى جزيرة “بابوا غينيا الجديدة” التي تقع في جنوب غرب المحيط الهادي وهي ثاني أكبر جزر العالم من حيث المساحة بعد جزيرة جرينلاند، حيث تبلغ مساحتها حوالي 462 ألف كم مربع، كما أن عدد سكانها يقترب من 7 ملايين نسمة، وهو عدد كبير نسبياً بالنظر إلى عدم تمتع بابوا غينيا الجديدة بمكانة معروفة على الساحة العالمية، وينحدر غالبية السكان من عرقية “البابوانيون” ويتحدث سكان البلاد أكثر من 820 لغة غالبيتها غير معترف به في ظل اتخاذ الانجليزية لغة رسمية للبلاد، خاصة أن حكمها ملكي تحت قيادة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا. وتشتهر بابوا غينيا الجديدة بأنها أرض الكوارث الطبيعية نظراً لطبيعة تركيبتها التضاريسية والمناخية وموقعها الجغرافي، فهي معرضة بشكل دائم للزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات، وكان إعصار تسونامي الشهير قد طال الجزيرة التي تقع بالقرب من أندونيسيا التي تحكم الجزء الغربي منها تحت مسمى “غينيا الجديدة الغربية”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©