الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السيول تحاصر 155 شخصاً في وادي البيح

4 ديسمبر 2006 01:01
رأس الخيمة - مريم الشميلي: خمس ساعات ونصف الساعة عاشتها أسر وعائلات وهم عالقون بعد ان حاصرتهم مياه الأمطار من كل جانب وارتفعت الأكف بالدعاء ان تكتب لهم النجاة· وقصة أطول خمس ساعات في حياة المحتجزين في وادي البيح بسبب غزارة مياه الأمطار بدأت من 9,30 صباحاً وانتهت بشق الأنفس في الساعة 3,30 من بعد الظهر وتعود تفاصيلها عند هؤلاء في البحث عن الفرصة والمتعة بهطول أمطار الخير والخروج الى الوديان في مناطق رأس الخيمة ذات الطبيعة الساحرة خاصة في أوقات المطر وبالتحديد وادي البيح الذي جمع على جنباته أشخاصا وعوائل بلغ عددهم أكثر من 155 شخصاً وتراوحت أعمارهم ما بين السنة الواحدة و69 سنة وبعد مرور ساعة تقريباً· وفجأة تحولت تلك الساعات الجميلة الى أوقات يملؤها الخوف والقلق وتحولت متعة الاستماع لصوت جزيرة الوادي الى أصوات بكاء الأطفال بسبب الخوف والبرد والذي ظهرت آثاره في عيون ووجوه الأهالي أيضاً·· ويروي البعض كيف عاش هذه الفترة فقال بعضهم: كانت الأمور على ما يرام·· وفجأة شاهدنا الوادي وقد غمر المكان بمياهه التي تحمل كل ما في طريقها من أغصان الأشجار وبراميل المياه وكان مستعداً ان يحملنا معه لولا ستر الله وتراجعت السيارات المزدحمة بالعوائل عن الشارع·· الوحيد الذي يفصل بيننا وبين الأشخاص في الضفة الأخرى· وتواصل الانتظار والترقب على أمل ان يتوقف نزوح الوادي على الشارع·· ولكن دون جدوى·· وبدلاً من ان تقل نسبة المياه كانت تزداد لحظة تلو الأخرى·· وكانت الأمطار تزداد هطولاً، وكانت الأجواء يملؤها البرد القارس·· وخلال ثوان قليلة امتلأت المنطقة بالمياه· ولم يترك الوادي اي اثر يشير الى انه كان هناك من قبل شارع·· وظل سريان الوادي على ما هو عليه لمدة تزيد عن ثلاث ساعات·· ونحن نأمل في توقفه والبحث عن طريق للنجاة·· خاصة بعد حدوث المفاجأة والتي لم تكن في الحسبان·· فبعد ما قل معدل جريان الوادي تحول الشارع الذي سلكناه من الضفة الأخرى الى حفرة عميقة وغائرة وهنا بدأ ناقوس الخطر يدق·· وبدأت الأسر من شباب ونساء بتكثيف الاتصالات مع الأهالي والجهات المعنية لانقاذنا وزاد من صعوبة الموقف ضعف شبكات الارسال في تلك المنطقة باعتبارها مناطق نائية وبدأ الأطفال بالبكاء·· بسبب الجوع والبرد·· وبدأت الأمهات بالدعاء·· وبدأ الرجال بالالتفاف حول بعضهم للمناقشة عما يمكنهم القيام به·· غير الاتصال ولعدة ساعات متواصلة باءت كل الجهود بالفشل· وبعد فترة من الانتظار رأينا شاحنة في الضفة الأخرى تحمل حجارة وحاولنا ايقاف الوادي وعمل شارع أو جسر نعبر بواسطته للجهة الأخرى ولكن محاولاتنا باءت ايضاً بالفشل· ومع اشتداد شعور الاطفال بالجوع قامت احدى المحتجزات وتسمى ام أبراهيم بمبادرة فردية تمثلت في محاولة العبور الى مزرعتها القريبة من موقع الوادي بقليل لقطف ''التمر من النخيل'' وتوزيعه على الأطفال·· والنساء والرجال· وهكذا مرت الساعات معنا حتى آخر اتصال قمنا به وأعلمونا بأن هناك فرقا عسكرية من الشرطة ستنقذنا·· من قبل ''العمليات بالشرطة'' والتي ستقوم بارسال طائرة مروحية ''الهليكوبتر'' ولكن مرت أكثر من 5 ساعات من وقوع الحدث دون بصيص أمل وبدأ الوقود ينفد من سيارات البعض واضطرت بعض العوائل الانتقال الى سيارات العوائل الأخرى· وبعد محاولات دامت خمس ساعات ونصف الساعة سمعنا حوالي الساعة 3,30 بعد الظهر صوتاً لطالما انتظرناه·· الا وهو صوت طائرة مروحية والذي كان وقعه على آذاننا مثل صوت العندليب المغرد·· وبدأت أعيننا ورؤوسنا تبحث في السماء من كل اتجاه·· تترقب ظهور المنقذ الوحيد لنا بعد الله عز وجل وبدأت الأيادي تلوح وترتفع للأعلى·· وبدأ الجميع يتمركزون في مكان واحد وها هي أخيراً تحل طائرة الهليكوبتر على المكان·· وبدأ رجال الانقاذ في مساعدة النساء والأطفال وكبار السن وحيث تم نقل الموجدين على ثلاث دفعات وتم نقلهم الى الضفة الثانية للوادي، والتي كانت تنتظرهم سيارات الأهالي·· وحافلة من الشرطة خصصت لنقلهم· أما الطريف فكان اقتحام واد جديد للمنطقة ذاتها بعد ساعة من خروجنا منها وهو ما أدى الى اقتلاع الاحشاء المتبقية من الطريق التي زالت معالمه تماماً بفعل قوة اندفاع مياه الوادي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©