الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لبنانيون يشاهدون جثة والدتهم بالصدفة على التلفزيون

لبنانيون يشاهدون جثة والدتهم بالصدفة على التلفزيون
1 سبتمبر 2012
"يا حبيبتي يا أمي لقد دفنوها في مقبرة جماعية من دون أن أتمكن من وداعها". هكذا صرخت منال المفجوعة في قريتها "خربة سلم" في جنوب لبنان، فصدمتها كبيرة ومفاجئة، حيث كانت تشاهد تلفزيون الدنيا السوري عندما رأت بالصدفة صورة جثة أمها بين ضحايا مجزرة "داريا" في ريف دمشق. ففي هذه البلدة القريبة من دمشق عثر ليل الخامس والعشرين والسادس والعشرين من أغسطس الماضي على جثث اكثر من 330 شخصا، بحسب إحدى المنظمات غير الحكومية السورية. وتبادل كل من النظام والمعارضة مسؤولية ارتكاب هذه المجزرة. وكانت سهام سلوم (49 عاما) تطلقت من زوجها حسن شري الذي رزقت منه ثلاثة أبناء لتتزوج مجددا من فلسطيني. وفي العام 2006 وبينما كانت الحرب في أوجها بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان قررت مغادرة لبنان إلى سوريا حيث استقرت مع زوجها الجديد في داريا. وتروي كاتيا زوجة ابنها في البيت العائلي في قرية خربة سلم الشيعية في جنوب لبنان "قالت لنا (الحياة لم تعد تطاق في لبنان بسبب الحرب، الوضع في سوريا افضل). ومن الغريب أن سوريا هي التي تعاني من الحرب اليوم". الأحد الماضي، كانت منال (23 عاما) ابنة سهام سلوم في خربة سلم عندما شاهدت عددا من الشبان متحلقين حول تلفزيون الدنيا السوري الموالي للنظام وهم يشاهدون بتأثر مشاهد جثث في داريا. وتروي منال التي تعمل مترجمة لدى قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان "عندما اقتربت منهم شاهدت صورة مكبرة لوجه أمي وهي جثة هامدة. عرفتها فورا من وجهها وحجابها وثيابها. فصرخت إنها أمي، إنها أمي". وتضيف منال "المنظر كان أشبه بكابوس، أمي مرمية على الأرض في وسط الطريق جثة هامدة... فقدت أعصابي وبدأت ارتجف ثم وقعت على الأرض مغشيا علي". ولاحقا تأكد شقيقها محمد (26 عاما) من الواقعة عندما شاهد الشريط على اليوتيوب. وأضافت منال وهي تجلس على الأرض وتحضن صورة لوالدتها: "كنت أتحدث معها هاتفيا كل يوم وأتوسل إليها أن تعود إلى لبنان بسبب الوضع في سوريا. السبت الماضي اتصلت بها في المنزل فقال لي وفيق أخي غير الشقيق أنها خرجت منذ الصباح لشراء بعض الحاجيات لمحل السمانة الذي تملكه في داريا. طلبتها على هاتفها المحمول إلا أنها لم تجب". وكانت القوات النظامية السورية باشرت قبل خمسة ايام من المجزرة القيام بعملية عسكرية واسعة ضد المتمردين الذين كانوا متمركزين في داريا. ولا تزال ملابسات مقتل اكثر من 300 شخص غير واضحة تماما بسبب صعوبة التأكد من الوقائع من مصدر مستقل. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الضحايا قتلوا نتيجة "أعمال قصف ومعارك وإعدامات".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©