الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التمكين الوقائي» يمحو آثار صدمة اليتم من طريق الأطفال

«التمكين الوقائي» يمحو آثار صدمة اليتم من طريق الأطفال
2 سبتمبر 2012
وقاية الأبناء الأيتام من التأثيرات النفسية والاجتماعية لفقدان الأب، تأتي على رأس اهتمام وحدة الإرشاد بمؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، عبر برنامج أطلقت عليه اسم « التمكين الوقائي»، يتبع أهم الأساليب التربوية والعلاجية في التعامل مع مشكلات الأبناء، خاصة آثار «صدمة الوفاة»، ويعمل على إزالتها من طريقهم في المستقبل، وفق خطة تهدف إلى عودة الحياة إلى جذور ثقتهم في الحياة. وتحرص وحدة الإرشاد على التواصل المباشر مع الأبناء الأيتام، ونتيجة اختلاف احتياجاتهم ومشكلاتهم، فإن المؤسسة تنظم العديد من البرامج والأنشطة الموجهة لهم، كما تستحدث بشكل مستمر الأساليب المناسبة لأعمارهم وظروفهم. تشكل «صدمة الوفاة» مشكلة كبيرة تعترض طريق الأطفال الأيتام وتترك آثارها على مستقبلهم، ولذلك تتعامل وحدة الإرشاد بمؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي مع الأمر بجدية، وفق أساليب علاج متخصصة، أشارت إليها شيخة الطنيجي الأخصائية بوحدة الإرشاد في المؤسسة، حيث يتم ذلك باستخدام العديد من الاستراتيجيات الداعمة، والأساليب الإجرائية المناسبة والاختبارات الشخصية، قبل تنفيذ البرنامج العلاجي، بهدف مساعدة الطفل على التفريغ والتنفيس الإنفعالي فيما يتعلق بصدمة الوفاة، وتدريبه على تطوير ذاته والتوافق مع متطلبات الحياة الجديدة بعد فقدان الأب، ويقسم البرنامج منتسبي المؤسسة إلى أربع فئات عمرية، تشمل الأولى الأطفال من عمر أربع حتى ست سنوات، والثانية من ست حتى 12 سنة، أما الثالثة فهي من 12 سنة فما فوق، والرابعة هي فئة الأوصياء. اختبارات شخصية وقالت شيخة الطنيجي إن أساليب البرنامج الوقائي تتنوع وتختلف باختلاف الفئة العمرية المشمولة بالبرنامج، حيث تضم الأساليب الإرشاد باللعب والرسم والتمثيل المسرحي والتنفيس الإنفعالي والإرشاد الديني والقراءة، إلى جانب الأنشطة والفعاليات والجلسات الحوارية، وهناك أيضاً الاختبارات الشخصية ضمن البرنامج الوقائي لأبناء التمكين، وقد نفذت وحدة الإرشاد النفسي والاجتماعي بالمؤسسة اختبارات تطبيقية دورية على شريحة من أبنائها الأيتام المنتسبين إليها، وذلك ضمن خطة البرنامج الوقائي الذي تطبقه المؤسسة، المعني بالتعامل مع صدمة الفقد عند الأبناء، وتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي والسلوكي لديهم، وقد استهدفت هذه الاختبارات تعيين مستويات العزلة الاجتماعية لدى الأبناء، ومدى وجود هذه المشكلة النفسية بينهم. وأشارت إلى أنه من المهم أن تقسم نتائج الاختبار لمجموعات، لأن بعض الفئات تحتاج للتدخل العلاجي، وهي المجموعات الحاصلة على نقاط ضعيفة ومتوسطة في الاختبار، أما التي تحصل على درجات مرتفعة فلا توجد بها مشكلة، ويتم إدراجها في البرامج الوقائية الأخرى، ويتم تنفيذ الاختبارات على مراحل، حيث يتم تطبيق الاختبار على الابن بعد ستة أشهر لملاحظة التغييرات، وتحديد مدى نجاح البرامج العلاجية، التي خضع لها خلال الفترة بين مرحلة الاختبار الأول والثاني. وأكدت حرص المؤسسة في إعداد خطط برامجها، على تنفيذ أنشطتها من منظور الأبناء أنفسهم واختيارهم الشخصي، ومن خلال تحديد رغباتهم واحتياجاتهم وميولهم، وذلك لتحبيبهم في البرامج المنفذة لهم وتوثيق ارتباطهم بالمؤسسة، وقد ظهرت النتائج الإيجابية لهذه الخطط في الإقبال الكبير الذي تلحظه المؤسسة في الآونة الأخيرة، من قبل الأبناء على الفعاليات والأنشطة المقامة، ما يؤكد امتداد جذور الثقة بين المؤسسة وأبنائها، ومناسبة خطط البرامج المعدة لميولهم ورغباتهم. العلاج بالرسم وبالنسبة لطريقة العلاج بالرسم، قالت شيخة الطنيجي إن وحدة الإرشاد النفسي والاجتماعي بالمؤسسة تنفذ ورشاً للعلاج بالرسم، ضمن سلسلة الورش التربوية التي تقام على مدار العام، من خلال خطتها التنفيذية لبرنامج التمكين التربوي الذي يعنى بالجوانب النفسية والاجتماعية لدى الأبناء الأيتام، وتستهدف الورش الأبناء الذين لديهم ظروف خاصة، وتركز على الجانب العلاجي التربوي باستخدام الرسم باعتباره وسيلة للعلاج، ويمارس الأبناء خلال الورشة الرسم الحر والموجه لتفريغ طاقاتهم ومواهبهم، حيث يعد الرسم إحدى الوسائل العلاجية الناجحة، التي يستخدمها المختصون ببرنامج التمكين التربوي في المؤسسة، ومن خلالها يمارس الأبناء أصحاب الظروف الخاصة، وهم من يعانون بعض المشكلات الاجتماعية والنفسية والرسم بأنواعه، ضمن سلسلة الورش التربوية العلاجية المقدمة لهم. ونبهت إلى أن ورش العلاج بالرسم تركز كذلك على اكتشاف المواهب وصقلها، وتنمية قدرات الأبناء والتعرف إلى هواياتهم والإسقاطات عبر رسوماتهم، التي تعبر في الغالب عن مشاعرهم، ما يساعد الفريق المختص في تحديد وتنفيذ العلاج التربوي اللازم، وقد انتهج التمكين التربوي أسلوب العلاج بالرسم، لما له من تأثير فاعل في علاج مختلف المشكلات، فهو قدرة إبداعية تستخدم أسلوباً من أساليب الكشف عن أنماط الشخصية لوضع الخطط العلاجية المتناسبة معها. كما أشارت إلى أن الورش وسيلة لكل طفل يتيم كي يخرج ما بداخله من توترات وقلق عبر إفراغها على الورق فى صورة رسم، ويعيده للواقـع في حالة رفضه إياه، ويؤدي به للاسترخاء ليصبح أكثر هدوءاً واستقراراً، ويبدأ بعد ذلك مرحلة العلاج المدروس الذي يضع خطته المختصون، ويوضح الرسم الذى يرسمه الحالة العاطفية التي تعتريه مثل الحزن أو المرح أو الاكتئاب أو الانعزال أو غيرها، كما يعد الرسم أسلوباً ناجحاً في التخلص من المخاوف ونوعاً من أنواع الإبداع، وكلما تخيل الإنسان شيئاً في المستقبل وقام برسمه، حاول بعد ذلك تحقيقه. ورش تربوية وذكرت أن برامج الورش التربوية التي تقيمها المؤسسة لمنتسبيها، وتستمر على مدار العام، تهدف إلى التقرب من الأبناء وإشعارهم بالطمأنينة وكسب ودهم، من خلال التعرف إلى الجوانب الخفية لديهم وملاحظة سلوكياتهم، كما تسعى إلى تنمية الجوانب الإيجابية لديهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتفريغ طاقاتهم في البرامج المفيدة، وتوجيههم نحو الصواب بأنسب الطرق، مشيرة إلى استخدام أسلوب جديد يقوم على توظيف «السيكودراما» في العلاج السلوكي والنفسي، وهي تطلق على شكل من أشكال المعالجة النفسية من خلال التقنيات المسرحية، حيث يتمثل أسلوب السيكودراما في استخدام المسرح باعتباره نوعاً من أنواع العلاج النفسي، ويتم العمل على تطبيق تقنيات علم النفس العلاجي والتمثيل الحركي، وأيضاً العاطفي للمواقف والأدوار الواقعية للشريحة المستهدفة، ويعتمد على التفاعل الجماعي. وأكدت الأخصائية من وحدة الإرشاد النفسي أن المؤسسة قد بدأت اعتماد السيكودراما وسيلة تطبيقية دائمة، ضمن برنامج التمكين التربوي المعني بتقويم السلوك، لكون هذا النوع من العلم من أنجح طرق العلاجات التربوية، التي يستخدمها المختصون في البرامج التربوية على مستوى العالم، وقد ظهر ذلك من خلال التطورات الإيجابية، في نتائج بعد التطبيق على عينات من الشريحة المستهدفة من أبناء المؤسسة. وبينت أن أسلوب السيكودراما له تأثير فاعل في علاج مختلف المشكلات والاضطرابات النفسية، مثل الخجل وصعوبة توضيح الاحتياجات اللازمة للفرد، إلى جانب مشكلة الحذر العاطفي والشعور بالوحدة والمخاوف الاجتماعية والتأخر الدراسي، ويحقق تطبيق هذا الأسلوب مع الأبناء فاقدي الأب العديد من الفوائد، ومنها حل المشاكل العاطفية وتعزيز بيئة النمو الشخصي، وتوطيد معايير ومبادئ السلوك الاجتماعي للمجموعة، مثل الأمانة والقبول والتعبير عن المشاعر والمناقشة وتبادل المنفعة. وأوضحت أن أهمية العلاج بالسيكودراما، تكمن في غرس الأمل في الابن اليتيم والشعور بانتشار الشكوى الفردية، واكتساب مهارات التواصل وإيجاد حلول للمشكلات، وإيثار مصلحة الجماعة على الفرد وتنفيس الأحاسيس المكبوتة، كما يساعد هذا الأسلوب العلاجي على تعليم الابن اليتيم السلوك الصحي ثم تطبيقه في الحياة العملية، ويسهم في تقوية التماسك الاجتماعي بتعزيز شعور القبول لدى الابن من قبل أقرانه في المجموعة، وهذا الأسلوب أيضاً يمكن المختصين من إكساب الابن مفاهيم الوجودية المؤمنة، التي تبصر الطفل بوجود الله والإيمان به، ورسم الأهداف والمشروعات الدنيوية والأخروية، وأيضاً استشعار معنى الحياة والمسؤولية عن كل اختياراتها. وسيلة تعبيرية أما فيما يتعلق بأسلوب العلاج باللعب فقالت الطنيجي إن المؤسسة تركز على اللعب باعتباره نوعاً من العلاجات النفسية الناجحة، وتستخدمه علاجاً تربوياً من قبل المختصين في البرامج التربوية المقدمة لفئات متعددة من الأطفال على مستوى العالم، وله تأثير فاعل في علاج مختلف المشكلات، فهو وسيلة تعبيرية تساعد الطفل في إبداء انفعالاته، وإخراج معظم المشاعر التي تعتريه مثل القلق والتوتر، والحاجات والرغبات التي لا يتحقق لها الإشباع في الحياة اليومية، ليصبح أكثر هدوءاً واستقراراً، كما يساعد اللعب العلاجي في تقليل الإحباطات التي تنتاب الطفل، نتيجة عدم تحقق الإشباعات اليومية التي يحتاجها في المواقف المختلفة. وأضافت أنه أسلوباً يمكن المشرفين والمختصين من تحديد الحالة العاطفية التي تعتري الطفل عن طريق طريقته في اللعب، كما يعد أسلوباً ناجحاً في التخلص من المخاوف، ويحقق الاختصاصيون التربويون بالمؤسسة فوائد علاجية مهمة من خلال اللعب، مثل التفاعل الاجتماعي وتعزيز التواصل بين الطفل وأقرانه، ونبذ المخاوف وحل المشكلات وتنمية الثقة بالنفس والنجاح والتعلم. التخلص من المشاعر السلبية بينت شيخة الطنيجي الأخصائية بوحدة الإرشاد في المؤسسة، أهمية العلاج باللعب في مساعدة الطفل على التخلص من مختلف المشاعر السلبية، مثل الشعور بالذنب والدونية، مشيرة إلى أنه يمثل فرصة جدية للتعبير بحرية ولعلاج المخاوف المرضية، ويؤدي إلى صقل المهارات للوصول بها إلى مستويات النضج.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©