الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كلباء للسياحة البيئية» يستعيد الحياة الطبيعية على وقع الاستثمار

«كلباء للسياحة البيئية» يستعيد الحياة الطبيعية على وقع الاستثمار
2 سبتمبر 2012
منح التنوع الجغرافي الطبيعي الذي تتمتع به الشارقة ميزة أهلتها لإقامة مشاريع سياحية استثمارية تراعي البيئة وتحمي نباتاتها وحيواناتها بما يعود بالنفع على المنطقة، ويحفظ الثروات البيئة للأجيال المقبلة. ويغطي مشروع كلباء للسياحة البيئية منطقة تشمل قمة جبال هاجر، وغابات وأحراش والسهول المالحة، وأشجار القرم والشاطئ، إلى جانب كونه يمتد ميلاً عبر البحر، ضمن مساحة تقدر بـ 8 كيلو مترات فقط. إن ما تزخر به إمارة الشارقة من تنوع جغرافي طبيعي ممتد ما بين ساحل الخليج العربي وخليج عمان وجبال المنطقة الشرقية وسهولها وسواحلها، وغيرها من المقومات السياحية الطبيعية، جعلت منها واحدة من أفضل مواقع المنطقة السياحية، كما أهلها لتكون أرضا خصبة ومتميزة لإقامة المشاريع السياحية والاستثمارية، ولذلك تعمل هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالتعاون مع شركة شروق على ثلاث مراحل للمشروع، وستتضمن المرحلة الأولى قسم المحميات، حيث ستتم إعادة تأهيل المحميات الطبيعية في مدينة كلباء ومنها محمية الحفية والقرم ضمن منطقة المشروع. أضخم مشروع إلى ذلك، قالت هنا السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، إن المشروع يعد الأضخم من نوعه في مجال تطوير مرافق السياحية البيئية في المنطقة، ولذا أعلنت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير وبالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، إطلاق مشروع كلباء للسياحة البيئية، الذي سيتم تنفيذه في مدينة كلباء التابعة لإمارة الشارقة، وقد أطلقت الإمارة مجموعة من المؤتمرات لعرض رؤية المشروع الذي تم الإعلان عنه، ويعد أضخم مشروع سياحي بيئي على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وسيقام في مدينة كلباء والتي تبعد نحو 15 كيلو مترا عن جنوب مدينة الفجيرة على الخط الحدودي الفاصل بين دولة الإمارات وسلطنة عمان. وأضافت أن مشروع كلباء للسياحة البيئة الذي سيتم تنفيذه بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية ومنظمة خدمات الحفاظ الدولية، يشمل عددا من المحميات الطبيعية والمرافق التجارية والسياحية المتنوعة، لأن السياحة البيئية اليوم تعد الأهم في مجال صناعة السياحة، حيث لم تعد السياحة كما كانت منذ عقود مضت، فقد غدت هذه الصناعة واحدة من أهم الصناعات التي يعتمد عليها في تحقيق التنمية في مختلف دول العالم، خاصة أن دولة الإمارات كانت مواكبة لكل جديد في هذا القطاع، وسباقة في إبداعات جديدة ورائدة، وقد استطاعت من خلالها جذب أنظار السياح من كافة أقطاب العالم. وأوضحت أن المشروع يتضمن إقامة مركز مخصص للزوار ضمن المحمية، كما سيتم ترميم عدد من المناطق الأثرية المتواجدة ضمن المشروع وإعادة تأهيلها بما يتناسب مع تاريخها ومع الاستفادة منها في مجال تعريف الزوار بتاريخها. المرحلة الثانية فيما يتعلق بالمرحلة الثانية، قالت السويدي إنها خاصة بالقسم التجاري من المشروع، وتتضمن تطوير منطقة خور كلباء، وهي المنطقة التي تستقطب الرحالة ومحبي التخييم، حيث سيتم إنشاء مجمع تجاري يضم العديد من المحال التجارية، وسلسلة من المطاعم المطلة على الخور، وتطوير أماكن خاصة للتنزه والاستمتاع بخصائص الطبيعة النباتية والحيوانية هناك دون المساس بسلامتها أو التأثير السلبي عليها. وتابعت “نتطلع أيضا للمرحلة الثانية الخاصة بتطوير عدد من الجزر المتواجدة في الخور، وتأهيلها من أجل استرجاع الحياة الطبيعية للكائنات البحرية والطيور هناك”. وبالنسبة للمرحلة الثالثة، شرحت السويدي أنه سيتم تخصيصها للقسم السياحي من المشروع، ويتضمن المخطط التي تم وضعه لمنطقة مخصصة لهذا الشأن، إقامة عدد من الفنادق والشاليهات السياحية على الشاطئ المواجه لخليج عمان، وستضم تلك المنطقة ما يزيد على 300 غرفة فندقية موزعة ما بين الفنادق والشاليهات، وكلها تعمل وفقا لضوابط ومعايير صديقة للبيئة، مشيرة إلى أن الانتهاء من تنفيذ المشروع سيتم خلال ست سنوات على أن تسلم المراحل تباعا. وأكدت السويدي أن مشروع كلباء سيكون له وقع خاص على عشاق السياحة البيئية في العالم كافة، كونه سيتضمن أيضا العديد من المرافق والنشاطات التي ستجعل منه وجهة لا مثيل لها في العالم، إلى جانب مبنى خاص بالفنون ومركز للهوايات البحرية والغطس، وستضم رحلات استكشافية لخور كلباء وأشجار القرم، لأنها متعة خاصة تحتاج إلى التأمل عن كثب، وسيضم مشروع كلباء للسياحة البيئية محميات طبيعية مهمة، تأتي ضمن منظومة المحميات الطبيعية في الشارقة والإمارات، وتندرج ضمن أولويات النهج الإستراتيجي للشارقة في صون المقومات، وضمن الخصوصية البيئية والاجتماعية والسياحية التي تتميز بها الإمارة. تنوع حيوي أكدت السويدي أن من أهم خصوصيات المشروع، وما يجعله واحدا من أهم المشاريع السياحية البيئية في المنطقة أنه يضم أكبر غابات القرم في الساحل الشرقي، كما يتميز بكنوز ثروته من التنوع الحيوي، حيث يضم نظام المنطقة البيئي أنواعا مختلفة من القشريات، وتشكل موقعا حيويا لتكاثر الأسماك والسلاحف البحرية، كما أن المشروع يتميز أيضا بأنه موقع مهم للطيور المقيمة والمهاجرة، التي تحط رحالها في موسم الهجرة وتبني أعشاشها، ويعد طائر صياد السمك الرفراف من الطيور المهمة الموجودة في محميات المشروع، وكان له حضوره المتميز قبل عشر سنوات، غير أنه ونتيجة للأنشطة غير المسؤولة والصيد الجائر تناقصت أعداده بشكل لافت. وأشارت السويدي إلى أنه تم إغلاق وتسييج محمية الحفية والقرم ضمن المشروع، كما رصدت أعشاش السلاحف الخضراء ومنقار الصقر على شاطئ المحمية مرة أخرى، ما أعطى دافعا أكبر لإدارة المشروع في الاستمرار بإعادة تأهيل المحمية ورصد الطيور والكائنات الأخرى. وكشفت السويدي حقائق مهمة تفيد عن مخزون المنطقة الكبير من التنوع الحيوي، وحددت تلك الحقائق موقعها المهم ضمن منظومة المحميات الطبيعية العالمية، إلا أنه جار الآن إعداد دراسة خطة متكاملة للارتقاء بالبناء المؤسسي للمحميات ضمن المشروع، لتأهيلها كي تكون موقعا استراتيجيا للبحوث والدراسات العلمية وأنشطة التوعية والتعليم البيئي، وأيضا للأنشطة السياحية المرتكزة على ثوابت معايير السياحة البيئية، وفق المعايير الحديثة لإستراتيجية السياحة العالمية. المواطن الطبيعية أشارت السويدي إلى أن من بين الجهات التي لها دور في المشروع، منظمة خدمات الحفاظ الدولية. وأوضحت أن أهم المناطق الطبيعية الموجودة في الشارقة تبدو مهددة، وأسهم المشروع بحمايتها وجعلها مستدامة وقابلة للنمو الاقتصادي، وقادرة على تقديم فرص العمل والأعمال والتعليم إلى الأوساط المحيطة. وقالت إن مشروع كلباء للسياحة البيئية سيغطي منطقة تشمل قمة جبال هاجر، وإلى الأسفل عبر الغابات والأحراش وصولا إلى السهول المالحة، كما يشمل أشجار المانغروف والشاطئ، وتمتد ميلا بحريا عبر البحر، كل ذلك ضمن مساحة تقدر بـ 8 كيلو مترات، لافتة إلى أنه لا يوجد منطقة أخرى في الشرق الأوسط تضم كل هذا التنوع من المواطن الطبيعية والتنوع التضاريسي على مساحة صغيرة كهذه. وأوضحت السويدي “خطة الهيئة للنصف الثاني من العام الجاري 2012 تركز على إبراز التنوع الحيوي في محمية أشجار القرم والحفية، وما تحتوي عليه من أشجار القرم والطيور والقشريات وأنواع السحالي المختلفة”، موضحة أن المحمية ستشهد تفقيس سلاحف خاصة بعد أن تم إغلاقها بشكل مؤقت لوضع الترتيبات المناسبة لإعادة فتحها أمام الجمهور للتعرف على الكائنات الحية فيها، وتقديم برامج التوعية المناسبة حول كيفية التعامل مع هذه الكائنات والمحافظة عليها. وأضاف أن محمية أشجار القرم والحفية تضم غابات أشجار القرم وتتواجد فيها الكائنات الحية النادرة مثل الطيور المائية مثل البلشون والرفراف المطوق وطير الشادي المغني ونسناس كلباء والقاوند الأبيض الذي يواجه خطر الانقراض، وتتواجد بعض الطيور فقط في محمية أشجار القرم والحفية، وليس لها وجود آخر في أي مكان في العالم وهي تعشش وتفقس في كلباء، ويوجد منها الآن 55 زوجا فقط، وتعمل الهيئة على تكاثرها والحفاظ عليها وحمايتها من الصيد الجائر، وأيضا تحتوي المحمية على عدة أنواع من الزواحف النادرة مثل السحلية ذات الأصابع الطويلة، والكائنات البرمائية مثل السلاحف الخضراء المهددة بالانقراض، والتي تمكنت الفرق المعنية في هيئة البيئة من رصد بعضها وتعمل على إيجاد بيئة آمنة لها للتكاثر.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©