الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«إيزاك» و «أرنستو» وإخوتهما

2 سبتمبر 2012
في الكاريبي اقتربت العاصفة المدارية رينا كثيراً وتحولت لإعصار، وإعصار أرنستو وصل إلى جزيرة يوكاتان في المكسيك، وفي الفلبين أوقع الإعصار ناسيت 16 قتيلا، وها هو الإعصار إيزاك يضرب الساحل الشمالي من خليج المكسيك ومدينة نيو أورليانز الأميركية، ومن خلال طائرة رصد الأعاصير تابعة للقوات الجوية هناك، وجد أن الرياح ازدادت سرعتها إلى 120 كيلومترا في الساعة، وولاية نيو أورليانز كانت تعرضت قبل سبع سنوات لإعصار كاترينا وهو أكثر قوة من الحالي. هذه العواصف والأعاصير تحتاج منا خفض درجات حرارة الأرض 6 درجات. كل المؤتمرات الخاصة بالتغيرات المناخية تطرح أن سبب كل الكوارث على الأرض هو ارتفاع درجات الحرارة، وأن ارتفاع درجات الحرارة يأتي بسبب كل ما ينتج من انبعاثات حرارية مثل كميات غاز الميثان أو ثاني أكسيد الكربون، وأن كل ذلك بسبب الممارسات الخاطئة وعدم اكتراث البشرية بما سوف تؤدي إليه ممارساتهم الخاطئة، ومن أطماع بعض الدول الكبرى بالمزيد من الدخل عبر الصناعة طغى على حسها البيئي والقلق على أمنها البيئي. خبراء البيئة لهم توقعاتهم المتعلقة بارتفاع درجة الحرارة في العالم إلى حد مؤلم، وأحدهم العالم مارك ليناس، الذي وضع كتابا خاصا بالتحدي الكبير الذي يواجه دول العالم، وهو تزايد ارتفاع درجات الحرارة عاما بعد عام، ولم يكن ليناس يأتي بجديد بعد أن ملئت أدراج الخبراء والعلماء سواء في مراكز الأبحاث أو الجامعات بأسباب ونتائج الاحتباس وتغير المناخ. وقد أوضح ليناس أنه في حال ارتفعت درجات الحرارة العالمية درجة مئوية فإن الكثير من الموائل المرجانية والجبال والأنهار الجليدية ستكون معرضة لكوارث. وفي حال ارتفعت 3 درجات فإن نهر الأمازون سينهار، وتختفي الصفائح الجليدية في جرينلاند، وستمتد الصحاري عبر وسط غرب الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، وعندما ترتفع درجات الحرارة إلى ست درجات فسيقضى على عدد كبير من البشر. نحن كبشر فوق الكرة الأرضية لن نعاني من ذلك فقط وإنما سيسبق كل ذلك نقص في الغذاء ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الحبوب. فيما يؤدي تقلص إمدادات المياه إلى نشوب حروب من أجل الماء، غير أن كل المؤتمرات فشلت في الحصول على موافقة كل الدول لحماية الأرض وكأن تلك الدول تعيش فوق كوكب آخر. وجاء في تقرير لمجلة “لانسيت”، التي تصدر بالتعاون مع كلية لندن، أن الاحتباس الحراري يعتبر أكبر تهديد للصحة العالمية في القرن الحادي والعشرين، وذلك التهديد يتمثل في ارتفاع الحرارة على كوكب الأرض من 2-6 درجات على مدار القرن الحالي، ويؤدي ذلك إلى انتشار الأمراض التي تنتقل بواسطة الحشرات، وقد بدء ذلك بالفعل في بعض الدول، ونتيجة لتكرر موجات الحر سينتشر الفقر والجوع والأمراض المعوية كالإسهال وسوء التغذية، ولن يتحسن وضع كوكب الأرض إلا في ضوء تنفيذ عدد من الحلول لتجنب تلك الآثار. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©