أحمد مرسي (الشارقة)- شّكلت إدارة مستشفى القاسمي بالشارقة لجنة للتحقيق في وفاة الشابة أريج حيدر فؤاد، سودانية الجنسية، والتي توفيت منذ ثلاثة أيام داخل المستشفى بعد إنجاب طفلتها الأولى بأيام عدة، فيما تقدم والد المتوفاة ببلاغ إلى مركز شرطة البحيرة يتهم فيه المستشفى بالإهمال والتقصير في التعامل طبياً مع ابنته.
وأكد الدكتور عارف النورياني، المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي بالشارقة، أن لجنة الوفيات والممارضة الموجودة بالمستشفى تنظر حالياً في الواقعة وتحقق فيها مع كل الأطباء والكادر الذي كان يشرف على الحالة، من أقسام النساء والولادة والباطني والجراحة وبرئاسة الدكتورة صفية الخاجة، المدير الفني للمستشفى، لافتاً إلى أن اللجنة ستنتهي من إعداد تقريرها عن الحالة اليوم، وعليه يتم التعرف على الإجراءات التي اتخذت بشأن الحالة، كما أن نتيجة تقرير الطب الشرعي ستحدد الأسباب الحقيقية التي أدت للوفاة.
وأضاف النورياني: “في حال ثبوت أي خطأ طبي أو إهمال أو تقصير من قبل الفريق الطبي داخل المستشفى ستقوم الإدارة، ووفقاً للإجراءات المتبعة، باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المقصرين “إن وجد”، سواء من خلال توقيع عقوبات أو إحالة للنيابة”.
وتساءل الدكتور النورياني: “في حال عدم إدانة المستشفى بالتقصير فمن سيحاسب من أخطأ في حق المستشفى واتهمها بالإهمال وتعرض بالسوء لسمعتها؟!”.
وأشار المدير التنفيذي للمستشفى إلى الاستعانة بطبيبات ثلاث ممن أشرفن على الحالة، من خلال ثلاثة أطباء، لافتاً إلى أن الحالة دخلت المستشفى منذ عدة أيام ووضعت طفلة من خلال عملية ولادة قيصرية، ثم عانت من ارتفاع في درجات الحرارة وطلب منها البقاء في المستشفى إلا أنها أصرت على الخروج ووقعت على ذلك بتحملها المسؤولية.
ولفت إلى أن الحالة عادت إلى المستشفى مرة أخرى تشكو من آلام في منطقة الخصر بالبطن وتم استقبالها والتعامل معها طبياً، وطلبت مرة أخرى مغادرة المستشفى لتعود مرة أخرى بعد قرابة 3 ساعات لتشكو من زيادة الآلام، مشيراً إلى إنجاز التحاليل الطبية اللازمة لها، حيث تبين ومن خلال الصور المقطعية وجود التهاب حاد في البنكرياس وعليه تم استدعاء أطباء الجراحة والمختصين للتعامل مع الحالة. وأوضح الدكتور النورياني أن الحالة كانت تعاني من مشكلات صحية في صفائح الدم وهبوط وعليه تم التعامل معها طبياً وفق العلاجات المتبعة، لافتاً إلى أن حالتها الصحية كانت في تحسن تدريجي إلى أن حدثت الوفاة صباح يوم الجمعة الماضي، مشيراً إلى أن الأسباب الحقيقية للوفاة ستحددها التقارير التي تجهز حالياً عن الحالة.
ونوه بأن آلام النفاس ما بعد الولادة معروفة طبياً، وأن ارتفاع درجات الحرارة مع الحالة كان يتم التعامل معه بشكل مهني، مؤكداً أن الفريق الطبي طلب من الحالة البقاء في المستشفى إلا أنها أصرت على الخروج على مسؤوليتها، مشيراً إلى أن هناك بعض الحالات لا تدرك مدى الأضرار التي قد تلحق بها مستقبلاً حال عدم البقاء في المستشفى والإصرار على الخروج.
من جهته، أكد حيدر فؤاد والد الشابة المتوفاة، أنه قام بفتح بلاغ في مركز شرطة البحيرة بالشارقة يتهم فيه إدارة المستشفى بالتقصير والإهمال تجاه ابنته طبياً ما تسبب لها بمضاعفات صحية أدت للوفاة، موضحاً أنه تقدم بالبلاغ أمس الأول وما زال في انتظار تقرير الطبيب الشرعي للتعرف على الأسباب التي أدت للوفاة.
وأشار إلى أنه تسلم إذن الدفن من قبل النيابة وقام بدفن جثمان ابنته أمس الأول، مطالباً بالتحقيق مع الأطباء المعنيين بالتعامل مع ابنته خلال فترة بقائها في المستشفى.
وأوضح أن ابنته كانت خلال الأيام الأخيرة تشكو آلاماً شديدة وراجعت المستشفى عدة مرات، وفي كل مرة كانوا يطمئنونها أنها سليمة، إلا أن حالتها الصحية تدهورت بصورة كبيرة وظلت تعاني لأيام عدة قبل وفاتها، مشيراً إلى أن ابنته بقيت في المستشفى 5 أيام بعد عملية الولادة القيصرية وكان من الطبيعي خروجها، مؤكداً أن هناك قصوراً من قبل الأطباء في المرور على الحالة بصورة مستمرة.
وذكر أن ابنته دخلت المستشفى يوم 21 من الشهر الماضي وظلت بها لخمسة أيام وضعت مولودتها “مريم” على يد طبيبة آسيوية، لافتاً إلى أنها متزوجة منذ عام فقط، وتدهورت حالتها الصحية بعد العملية وكانت تشكو من بعض الآلام وحمى وارتفاع في درجات الحرارة، إلى أن توفيت.
يذكر أن النيابة العامة في الشارقة لم تمنح تصريحاً بالدفن للجثمان إلا بعد تحويلها للتشريح من قبل الطبيب الشرعي لتحديد الأسباب الحقيقية التي أدت للوفاة.
عدد اليوم
