الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ترجمة الأدب

ترجمة الأدب
4 مارس 2009 23:23
طالع القارئ العزيز يوم الاثنين قبل الماضي وعبر الصفحات الثقافية في صحفنا المحلية تعاون مشروع ''كلمة'' للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث مع عدد من المترجمين الإماراتيين من خلال نشر ما أنتجوه وينتجونه من كتب مترجمة إلى العربية· وهذه الخطوة تعد من الخطوات الهامة لمشروع ''كلمة''، لأن وجود مترجمين مواطنين في المشروع سوف يضفي لمسة خاصة بحكم معرفتهم للحاجة والضرورة من الترجمة في المكان· ولكن لماذا لا يتجه مشروع ''كلمة'' أو مشروع ''ترجم'' التابع لمؤسسة محمد بن راشد للعمل على ترجمة الأدب المحلي إلى بعض من اللغات الحية المتداولة في الإمارات كالإنجليزية والفرنسية والأوردية والفارسية؟ صحيح أن هناك بعض المبادرات من قبل بعض الجهات الأهلية، مثل اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والحكومية مثل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والفردية مثل تجربة الشاعر والمترجم الدكتور شهاب غانم، لترجمة الأدب المحلي، ولكنها تبقى مبادرات غير ممنهجة، ولا تأخذ طابع المشروع الاستراتيجي·· وصحيح أن مشروع ''كلمة'' هدفه الأساسي هو ''زيادة عدد خيارات الكتب أمام القراء باللغة العربية وتمويل نشاطات الترجمة والنشر والتوزيع للأعمال الكلاسيكية والمعاصرة ذات الجودة العالية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية''·· وصحيح أن مشروع ''ترجم'' هدفه كذلك الوصول إلى القارئ العربي في كل مكان- إلا أنه، وبما أن كل شيء قابل للتحريك، نعتقد أن الأهداف قابلة للتحريك أيضاً، خاصة إذا كان ما نبتغيه يشمل قضية مهمة مثل ترجمة المنتج الأدبي المحلي، الذي أصبح من الضروري أن يدخل ضمن برنامج منهجي ومشروع استراتيجي طويل الأمد، مثل مشروعي ''كلمة'' و''ترجم'' اللذين يعتنيان بالترجمة إلى اللغة العربية، وأن يأخذ في الحسبان إلى جانب ترجمته عملية تسويقه بشكل جيد محلياً في المقام الأول وعالمياً في المقام الثاني· فمع تعدد الجنسيات غير الناطقة بالعربية في الدولة، إضافة إلى أفواج السياح الذين يفدون من كل مكان في العالم، أصبح من غير المنطقي أن تعرف هذه الجنسيات كل شيء عن الأعمال والاقتصاد والتجارة، فيما لا تفقه أغلبها عن الأدب المحلي شيئاً، وهو الذي من المفترض انه الواجهة الأولى التي يجب أن تكون حاضرة على الدوام؛ فالمنتج الأدبي والجمالي المحلي في كل بلد هو المقياس الحقيقي لمدى التطور والتقدم الحضاري وليس العكس·· لذا من المهم أن يتعرف عليك الآخر أو تقدم نفسك له من خلال الوجه الجمالي الإنساني في جميع الآداب والفنون التي يزخر بها مكانك· كما أنه من المهم أيضاً تعزيز وجود إنسان المكان كفكر وفن وثقافة وليس كرقم في الإحصاء العام للسكان· فهل يجد المنتج الإبداعي الأدبي المحلي طريقه إلى الترجمة ضمن مشروع استراتيجي؟ saad.alhsbshi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©