الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحمدانية» إبداع يتجدد في موروث تقليدي

«الحمدانية» إبداع يتجدد في موروث تقليدي
2 سبتمبر 2012
يحرص الشباب والصبية على ارتداء الحمدانية ولفها حول الرأس بطريقة مبتكرة لم يكن متعارفا عليها في المجتمع المحلي فيما مضى، حيث كانت عملية لف الحمدانية أو العصامة بسيطة ومحكمة بحيث يتدلى جزء منها في الجهة اليمني من الوجه عند البعض في الماضي، فيما اختلفت طريقة لفها التي ظهرت بشكل مختلف، حيث يستخدم الصغار طريقاً مختلفة. وأصبح الكثير من الصبية يعتبرون غطاء الرأس الذي اعتادوا عليه، جزءاً من زيهم التقليدي، حيث نشاهدهم في مختلف الأوقات وفي كافة المناسبات وهم مزدانون بالحمدانية، وباتت هذه الطريقة ميزة يتميز بها الشباب في الإمارات دون غيرهم من شباب دول الخليج. حول فن لف وارتداء الحمدانية استوقفنا عدداً من الشباب الذين باتوا لا يخرجون من غيرها، حيث يقول وليد موسى: يظل التراث قيمة لا يمكن التفريط فيها، في ظل هذه العولمة وتعدد الثقافات، فالظهور بهذا الزي، يجعلنا متميزين، عن غيرنا من الجنسيات الأخرى الذين أصبحوا متشابهين في مظهرهم، بالرغم من كون الحمدانية هي عنصر للزينة يرتديها الشباب في مختلف المناسبات، لكن تظل نظرتها في عين الكبار أن كل من يرتديها طفل أو صبي، بعكس ارتداء الغترة والعقال الذي يمنح الشباب الاتزان والرجولة في نظر الآخرين. طريقة اللفة وأضاف، بدأت في محاولة ارتداء الحمدانية وأنا في الرابعة عشرة من عمري وكنت وقتها أحاول جاهداً أن أتقن فن ارتدائها، فالأمر يتطلب مهارة عالية كي أضبط طريقة اللفة، فكان الأمر يأخذ مني وقتاً طويلاً دون فائدة، إلى أن اعتدت على لبسها، فعادة ما أرتدي الحمدانية أثناء خروجي مع الأصدقاء، خاصة في المناسبات كالأعياد وحفلات الزفاف، فقد ارتبطت الحمدانية بفئة الشباب وأصبحت ميزة خاصة بهم. ولم تكن الحمدانية تستهوي الشاب حميد محمد، حيث كان يتضايق وينزعج منها، نظراً لكونها على حد قوله تضغط على رأسه، لكنه يجد نفسه مجبراً على ارتدائها أسوة بالآخرين وفي المناسبات والأعياد، حيث يقول: نجد الكثير من الفتيان يلبسون «الطاقية» مع الثوب أو الكندورة الإماراتية، فبقدر ما توفر الحماية ضد الشمس وسهولة القيام بأي نشاط وحركة، إلا أن المظهر يبقى غريباً في المزج بين الغربي والمحلي التراثي، فلا يوجد انسجام، في حين نجد لبس الشباب متكاملاً من حيث الثوب وعصامة الرأس، ومتميزاً في الوقت ذاته، مشيراً إلى أنه من المواقف الطريفة التي صادفته، عندما وجد أحد الغربيين، قد استهوته طريقة لف عصامة الرأس، وبات يرتديها يوميا أثناء توجهه للعمل، لكن بزيه الغربي. أيام المناسبات فيما تحرص أم راشد على أن تلبس طفلها الحمدانية في أيام المناسبات، والتقاط بعض الصور التذكارية وهو بهذا الزي، فتبقى ذكرى جميلة، ففرحة الأطفال وإطلالتهم باتت تهم الأسر خصوصا في المناسبات التراثية وبعض المناسبات كيوم النصف من شعبان حيث تظهر فيها بطريقة بارزة وواضحة، وهو تعبير عن فرحة الأطفال وبهجتهم في المناسبات. ولفتت عمران علي إلى توجه كبير من قبل الصغار والشباب في الآونة الأخيرة إلى ارتداء الحمدانية، في حين لم تكن منتشرة بهذا الزخم، فهذه ميزة حسنة قام بها الشباب في تجديد التراث والاستمرار في المحافظة عليه، ومنح الشاب الإماراتي على وجه التحديد ميزة خاصة كونه احتفظ بالزي التقليدي وتمسك به، في ظل دوامة العولمة التي تواجه الكثير من الشباب. إلى ذلك، أوضح إبراهيم صالح مسؤول التراث بمتحف عجمان أن لباس الاطفال يعد نموذجا مصغرا، للباس البالغين، وهما متطابقان من حيث خيوط التفصيل والألوان والخامات باستثناء بعض الجزيئات المتعلقة بغطاء الرأس الذي كان يمثل فيما مضى علامة أو دلالة على دخول الصبي مرحلة الرجولة والمسؤولية، حيث كان الصبية، وقتها يغطون رؤسهم بقحافي القماش والخوص، فيما يتعصب أي يلبس آخرون الحمدانية، ولا يرتدي اليافعون الغترة والعقال إلا عند بلوغ سن الزواج، باستثناء أبناء المطاوعة أي معملي القرآن الذين يرتدونهما في سن الثانية عشرة، وذلك في أيام الأعياد والمناسبات. وتضيف موزة راشد خليفة الباحثة التراثية: الحمدانية أو العصامة متعارف عليها عند البعض بشكل خاص، وكانت تلف بإحكام حول الرأس حتى يستطيع المرء أن يمارس نشاطه في الرعي والقنص بطريقة سهلة ومريحة، دون عناء، أما الآخرون فتميزوا بلبس الغترة والعقال في مختلف المناسبات، كما كانوا يرتدون الغترة بطريقة «الترديد» أي يوضع طرفا الغترة بطريقة مخالفة على الرأس، وهذه الطريقة في اللبس اعتادوا الخروج بها أثناء مزاولة أعمالهم، سواء في البحر أو حتى عملية البيع والشراء في الأسواق. وتتابع موزة راشد حديثها بالإشارة إلى أنه كانت هنالك طقوس معينة في ارتداء غطاء الرأس، فالرجل في الحداد يقوم بإسدال الغترة على رأسه، أو يلبس الحمدانية، ولا يرتدي العقال، ومن حيث أنواع الأقمشة التي كانت تستخدم وقتها في لبس الغترة، فنجد الغترة البيضاء التي تلبس في أي وقت وعادة ما كانت تصبغ بطريقة تكسبها لونا أبيض يميل إلى النيلي يطلق عليه «جويتي»، حتى لا تميل الغترة البيضاء للسواد في حال غسلها مرات عديدة، كما نجد أقمشة الشال المصنوعة من الصوف التي كانت تجلب من الهند وتستخدم كغطاء للرأس خلال الشتاء، بالإضافة إلى الغترة البصراوية الحمراء وهو الشماغ، وكان الصبية يرتدون «الجحفية» أي القبعة إلى عمر 17 سنة ثم يبدأون بلبس الغترة والعقال في المناسبات.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©