الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اتفاق أميركي عربي على ضرورة الحل السياسي في سوريا

اتفاق أميركي عربي على ضرورة الحل السياسي في سوريا
9 سبتمبر 2013 14:47
أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الولايات المتحدة والدول الأعضاء بجامعة الدول العربية متفقون على أن حل الأزمة السورية يجب أن يكون سياسيا. وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره القطري خالد العطية أنه حصل على تأييد سعودي وقطري لتوجيه رد قوي على استخدام نظام الأسد أسلحة كيميائية. وشدد كيري في ختام اجتماعه مع الوزراء العرب على وجوب محاسبة الرئيس السوري بشار الأسد على استخدامه السلاح الكيميائي وقتله مئات الأطفال. واعتبر أن نظام الأسد تجاوز الخطوط الحمراء عبر استخدامه السلاح الكيميائي، وأنه يجب اتخاذ إجراءات لردعه، مشيراً إلى أن عشرين دولة تدعم واشنطن في الضربة العسكرية المحتملة ضد النظام السوري، وأوضح أن تلك الدول ستعلن خلال الـ24 ساعة القادمة مواقفها المؤيدة. ورغم ذلك نفى كيري أن تكون الولايات المتحدة تسعى لأن تكون جزءاً من الحرب في سوريا، وبين أن سبب الضربة الأميركية المحتملة هو انتهاك نظام الأسد خطا أحمر دوليا وتجاهله معايير دولية معمول بها تتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية منذ قرن. ولم يستبعد الوزير الأميركي إمكانية عودة واشنطن إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار بشأن سوريا بمجرد انتهاء مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة من تقريرهم، لكنه أوضح أن الرئيس أوباما لم يتخذ قرارا بهذا الخصوص. من جانبه قال وزير الخارجية القطري إن الدوحة تدعم البيان الذي وقعته 12 دولة من مجموعة العشرين، والذي دعا إلى رد دولي قوي على الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق الشهر الماضي. وأكد العطية دعم بلاده للبيان الذي وقعته 12 دولة بقمة العشرين في سان بطرسبرغ قبل يومين من أجل حماية الشعب السوري، والذي دعا إلى “رد دولي قوي” على الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق الشهر الماضي. كما دعا الوزير القطري بقية الدول للتوقيع على هذا البيان، وجدد موقف الدوحة الداعي للتدخل من أجل حماية الشعب السوري. وأشار إلى أن التدخل الأجنبي حاصل في سوريا منذ أكثر من عامين ونصف العام من قبل أطراف كثيرة، ولم يبدأ في تدخل بعض الدول الصديقة للشعب السوري. وأكد المسؤول القطري أن القتل في سوريا مستمر منذ نحو ثلاث سنوات ولم يبدأ فقط في 21 أغسطس الماضي، في إشارة إلى القصف بالسلاح الكيميائي على غوطة دمشق. وقال كيري إن السعودية، التي حضر وزير خارجيتها سعود الفيصل الاجتماع، وقعت على الدعوة التي أطلقتها 12 من دول مجموعة العشرين لتوجيه “رد قوي” على استخدام الأسلحة الكيميائية، موضحا أن دولا عربية أخرى ستعلن موقفها في هذا الشأن خلال الـ24 ساعة القادمة. وقال كيري “الجميع فهموا جيداً أن القرار يجب أن يتخذ خلال الـ24 ساعة المقبلة”. وأضاف الوزير الأميركي “بما أننا ناقشنا هذا الأمر فقد أجمعنا على ان لجوء بشار الأسد المشين للأسلحة الكيميائية التي قتلت مئات الأبرياء وبينهم أطفال يعد تجاوزا لخط أحمر دولي”. وتابع كيري “ناقشنا الإجراءات التي يمكن أن يتخذها المجتمع الدولي لمنع الأسد من تجاوز الخط الأحمر مجددا” موضحا أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية 11 مرة على الأقل. وقال مسؤول أميركي بعد المؤتمر الصحفي إن واشنطن لا تسعى لتصويت بمجلس الأمن في الوقت الراهن. وأضاف المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه “أيدنا دائما العمل عبر الأمم المتحدة ولكن أقول بوضوح انه لا مجال للسير قدما هناك ولا نبحث الآن إجراء تصويت آخر”. من جانبها، أفادت صحيفة “لوس انجلوس تايمز” أمس بأن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) تحضر ضربات أقوى ولفترة زمنية أطول مما كان مقررا أساسا ضد سوريا ويرتقب أن تستمر ثلاثة أيام. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن المخططين للحرب يسعون حاليا لإطلاق ضربات صاروخية كثيفة تتبعها هجمات إضافية على أهداف قد تكون أخطأتها أو لا تزال قائمة بعد الضربة الأولى. وقال مسؤولان عسكريان للصحيفة إن البيت الأبيض طلب لائحة موسعة للأهداف لكي تشمل “عدة أهداف إضافية” مقارنة مع اللائحة الأساسية التي كانت تضم حوالى 50 هدفاً. وهذه الخطوة هدفها القيام بقصف إضافي لإلحاق ضرر بقوات الرئيس السوري بشار الأسد المشتتة. ويدرس مخططو البنتاجون حاليا استخدام طائرات سلاح الجو وكذلك خمس مدمرات أميركية تقوم بدوريات في شرق المتوسط لإطلاق صواريخ كروز من خارج مرمى الدفاعات الجوية السورية بحسب تقرير الصحيفة. ويمكن لحاملة الطائرات “يو اس اس نيميتز” مع سفينة حربية وثلاث مدمرات متمركزة في البحر الأحمر إطلاق صواريخ كروز أيضا على سوريا. وقال ضابط مطلع على التخطيط للصحيفة “ستكون هناك عدة دفعات وسيجري تقييم بعد كل دفعة، لكنها كلها لمدة 72 ساعة مع إشارة واضحة لموعد الانتهاء”. وفي رد فعل على ذلك صرح مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس بأن حجم وهدف العملية المحتملة ضد الأسد لم يتغير في الأسابيع الأخيرة إلا أن القوات الأميركية تعدل خططها حسب الضرورة. وقال المسؤول “سنواصل مراجعة أهدافنا مع تكثيف الحكومة السورية مع مرور الوقت”. واكد”نحن نعمل لتحقيق الهدف ذاته الذي وضعه الرئيس اوباما”. ويأتي تكثيف المخططات العسكرية فيما يستعد الرئيس الأميركي باراك اوباما للتوجه بخطاب إلى الأمة لكي يشرح موقفه والضغط بشكل إضافي على أعضاء الكونجرس لإعطاء موافقتهم على التحرك ضد النظام السوري المتهم باستخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه الشهر الماضي. وقالت الصحيفة ان الرئيس يفضل هجوما محدودا مع عدد صغير من الطائرات الحربية التي تلقي قنابل فوق سوريا. ووسط شكوك في أن تؤدي الضربة العسكرية الأميركية إلى إضعاف قدرات الأسد العسكرية، قال ضابط للصحيفة إن العملية التي يجري التخطيط لها ستكون بمثابة “عرض قوة” لعدة أيام ولن تؤدي إلى تغيير كبير في الوضع على الأرض. وقال ضابط اميركي اخر للصحيفة ان الضربة الأميركية المزمعة “لن تؤثر استراتيجيا على الوضع الحالي للحرب رغم ان القتال قد يستمر لسنتين إضافيتين”. وقال دينيس ماكدونو رئيس موظفي البيت الأبيض أمس أن إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما تخطط “لكل طارئ” في حال ظهور أي تبعات للضربات العسكرية الأميركية المحتملة . إلا ان ماكدونو رفض الإفصاح عما إذا كان اوباما سيشن الضربات العسكرية في حال رفض الكونجرس منحه الضوء الأخضر لذلك، كما رفض كشف تفاصيل. وقال ماكدونو لشبكة سي ان ان “المخاطر متعددة. أولها خطر الانجرار إلى الحرب الأهلية الدائرة في الشرق الأوسط”. وأضاف ماكدونو “علينا ان نكون حذرين للغاية وان تكون الضربات محددة جدا ومحدودة للغاية حتى لا ننجر إلى وسط ما يجري. وبالطبع هناك أيضا خطر وجود رد فعل أو عمل انتقامي ضد أصدقائنا”. وتابع “نحن بالتأكيد نخطط لكل طارئ بهذا الخصوص وسنكون مستعدين له”. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “لسنا بحاجة ماديا وعسكريا لتعهد كل الدول. معظم هذه الدول ليس لديها الوسائل للقيام بذلك. انه دعم سياسي”. وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج امس ان الوضع “سيكون مقلقا إذا قررت مختلف برلمانات العالم” هي أيضا انه يجب عدم التدخل، معتبرا ان “مخاطر عدم القيام بشيء أكبر من مخاطر التحرك”. وحذّر من أن التقاعس عن اتخاذ إجراءات عسكرية ضد سوريا سيكون لحظة مثيرة للقلق، واعتبر أن الرد مطلوب لردع استخدام الأسلحة الكيميائية. وقال هيج للقناة التلفزيونية الأولى بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه يؤمن بقوة أن العالم يجب أن يقف صفاً واحداً ضد استخدام الأسلحة الكيميائية مع استمرار النقاش الدائر الآن في الكونجرس الأميركي، لأن المخاطر الناجمة عن عدم القيام بذلك، في نظره، هي أكبر بكثير من مخاطر الرد بشكل محدد وبطريقة متناسبة ودقيقة. وحذّر من أن السماح بانتشار استخدام الأسلحة الكيميائية في القرن الحادي والعشرين هو الشر الذي يجب أن نقف في وجهه بطريقة أو بأخرى، مشيراً إلى أن القضية تدور حول الأسلحة الكيميائية، وهي قضية أكبر من سوريا. إلى ذلك، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف أن العملية العسكرية الأميركية المحتملة على سوريا ترمي إلى فتح الطريق إلى دمشق أمام المقاتلين. وقال بوشكوف في حسابه على موقع تويتر أمس إن حرب الولايات المتحدة ضد سوريا تهدف إلى تغيير النظام - كما هو الحال في ليبيا - والقضاء على قدرة الرئيس الأسد العسكرية وفتح طريق إلى دمشق أمام المقاتلين.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©