الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

النصر العربي

7 ديسمبر 2010 22:15
مواقف كثيرة وقف أمامها العالم مشدوها في كسب قطر رهان كأس العالم 2022 في ملحمة أسطورية تجلت فيها حرفية الأشقاء في الملف القطري لاستضافة كأس العالم وقادت الملف أسرة آل ثاني بقيادة أميرها، وسائر أسرته، ومن خلفهم الشعب القطري بأسره، والعالم العربي، والذين وجدوا في الفوز القطري رهان الاستضافة انتصاراً للعرب والشرق الأوسط، وقبلهما دول الخليج التي دخلت عالم الكرة من أوسع أبوابها بما تملكها من منشآت وبنى تحتية ومقومات قلما تجد مثيلاً لها في دول متفوقة كروياً. هكذا ارتسم المشهد المثير في استعراض الملف بمقدرة فائقة، وهكذا توزعت الأدوار في أروقة “الفيفا” قبل وبعد إعلان الفوز التاريخي والصعود إلى منصة التتويج، أدوار رسمت وأخرجت بشكل حضاري قلما وجدناه في تاريخ استحقاقات التنظيم، وملف لم يغفل جزئية يتسلل منها المنافسون والمعارضون والمقيمون لأحقية قطر في الاستضافة، وليقدم وبالدليل القاطع كل أسباب النجاح بدءاً من عامل المناخ الذي كان العقبة الأكبر مروراً بالبنية التحتية والمنشآت والمرافق الأخرى والتبرع بتلك المنشآت للدول الفقيرة وتخصيص جزء من الموازنة لتطوير كرة القدم في الدول ذات الاحتياج. وبات العالم على موعد مع بطولة تفوق الوصف في النجاح المنتظر لما سوف يقدمها الأشقاء في قطر والذي سوف يدهش العالم بكل تأكيد، فقد عودتنا قطر هذه الدولة الصغيرة بحجمها وتعدادها والكبيرة بمواقفها والغنية بعطاءاتها قادتها ومشاركاتها الفعالة في الكثير من الأحداث الساخنة في عالمنا العربي ومحيطنا الخارجي. ومن رأى أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وهو يتسلم كأس العالم من رئيس الفيفا بابتسامته التي استوقفت كل من تابع لحظة إعلان القرار التاريخي يدرك أن الابتسامة الأميرية ستكون حاضرة من الآن على شفاه الشعب القطري وأسرة آل ثاني حتى الانتهاء من البطولة. كما استوقفني موقف آخر للأمير الإنسان وهو في طريقه إلى زيورخ لخوض غمار المنافسة الشرسة، وعلى الرغم من مسؤولياته الكثيرة أن يتوقف في القاهرة ليواسي أسرة المدرس المصري أحمد منصور الذي درسه في المرحلة الابتدائية ويلتقي بأولاده وأحفاده وأبناء بلدته ليؤكد لهم أن من علمه يوماً حرفاً يكون موضع التقدير والوفاء ولسان حاله يقول: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا، وليؤكد لهم أنه لم ولن ينسى أستاذه الذي وضعه على طريق القيادة والريادة وساهم في بناء شخصيته الإنسانية حتى أصبح قائداً ورمزاً للدولة والمسيرة التنموية والحضارية، مؤكداً أن بناء الإنسان لا يأتي من فراغ وإنما لتراكمات سابقة وفي مراحل الدراسة والحياة العملية. لقد ضرب سمو الأمير بموقفه الإنساني هذا مثلاً في تقدير العلم والمعلم ومكانته وفي تقديره للإنسان بمواقفه الحانية التي لن تبرحها الذاكرة وذاكرة أهل المعلم وأبناء بلدته في الوقت الذي كان بإمكانه أن يكلف سفير بلاده بذلك أو أن ينيب عنه أحد من أفراد حكومته ليتولى الأمر نيابة عنه، ولكن أراد أن يؤكد أن مكانة مدرسه في تربيته كبيراً وكبيراً جداً، الأمر الذي حدا به أن يعرج إلى القاهرة لتقديم واجب العزاء. هكذا عودتنا قياداتنا في دول الخليج وهكذا يتعامل حكامنا مع الإنسان من شعوبهم ليضربوا مثلاً في خدمة الوطن والمواطن وكل من قدم لهم علماً نافعاً يضي لهم طريق النجاح. لقد ضرب الأمير الإنسان مثالاً للتعامل الحضاري في الأحداث بدءاً من جرأة الطرح القطري في التصدي لاستضافة كأس العالم وحرفية الملف وتكاتف الأسرة القطرية، إلى تعامله الإنساني في مواساة مدرسه فهنيئا لقطر وشعبها أميرها الإنسان والقائد والمساند والداعم لكل ما من شأنه رفعة قطر وتقدمها. Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©