الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نادية خيالي في فتنة الجوز

4 مارس 2009 23:24
''فتنة الجَوز'' هو عنوان الكتاب الصادر حديثاً للباحث والأكاديمي المغربي جمال بوطيب، وفيه يقرأ تجربة الفنانة التشكيلية نادية خيالي بهدف مساءلة الحضور المرجعي للاشتغالات التشكيلية للفنانة· وفي هذه المساءلة يسعى بوطيب إلى تحقيق أهداف ثلاثة هي: كشف المرجعيات الفكرية والثقافية (الخلفية)، والبحث عن أشكال تمثل هذه المرجعيات (الإبداع التشكيلي)، واستكناه أفق تمثل المرجع (اثر إبداعها وامتداداته)· وبغية تحقيق هذا الهدف اختار جمال بوطيب ''إجراء منهجيا هو دمج المكونات الثلاثة أثناء المساءلة، وذلك بالبحث في تداخلها وتآلفها وتنافرها، مستنداً على إطار نظري لمفهوم المرجع وعلى اقتراحات تصورية للفنانة نفسها من خلال رؤيتها التشكيلية والفنية، واعتمادا على التلقيات البصرية لأعمالها، مؤكداً أن أشكال التمثل للمرجعيات تتجلى في أثر المرجع من جهة، وتجدد الدوال من جهة ثانية، وبالتالي تجدد المدلولات وإعادة إنتاجها من جهة ثالثة''· وتنحو المساءلة وجهة تركز فيها على المكونات الإبداعية للوحة وعلى التوازيات الجرافيكية والتيبوغرافية فيها، مع البحث في علاقة من علاقات التوحد التي يستند عليها اشتغال الفنانة وهي المثلث· بناء على التصورات النظرية في حقول معرفية مختلفة، وتجاوزا للمفهوم التبسيطي للإحالة والذي يحصرها في معطاها الواقعي المرتبط بما يحيل عليه الدال ومدلوله في الواقع المعيش، يقترح بوطيب تعديلا للمفهوم ينظر إلى المرجع بوصفه هو ''كل ما يتجاوز الإحالة الواقعية إلى نظيرتها الرمزية أو الخيالية· ونقصد بالرمزي والخيالي هنا كل ما يتم خلقه إما ذهنيا أو كتابيا خلقا يعتمد الواقعي ويتخطى حدوده التي تحصره في الدلالة الأحادية، ويكون المرجع بذلك بالنسبة إلينا هو كل إحالة خيالية أو رمزية مبتدعة نصيا''· وعن المكونات الإبداعية للوحة عند نادية خيالي يقول الدكتور بوطيب أن ''متلقي لوحات نادية خيالي يجد نفسه محاطاً بأربعة مكونات رمزية/ ترميزية هي: المكون الرمزي الأول: انتماء التشكيلية، كاشتغال إلى المنتج التشكيلي التجريدي، والمكون الرمزي الثاني: الأشكال والرموز التي تتأسس عليها اللوحة هي أيقونات ودوال وحمولات ثقافية متعددة الأبعاد، والمكون الرمزي الثالث: الحروف المنتمية إلى لغات شرقية أساساً خاضعة لمنطق السَّببية والمسَّببية، والمكون الرمزي الرابع: النصوص غير المرمزة والمتروكة على طبيعتها والتي لا يلحقها الأثر الرمزي إلا في حالة المحو (لوحة سيدة الانتظار مثلا)· ويرى بوطيب أن ''التجربة التشكيلية عند الفنانة نادية خيالي هي تجربة تسائل ذاتها، وبالقدر نفسه تطرح أسئلتها المعرفية والإبداعية على المتلقي الذي يجد نفسه مضطرا إلى مراجعة آليات اشتغاله وتلقيه، من أجل كشف درجة التآلف والتكامل والتنافر، وتقنيات الخرق والانزياح التي تعتمدها الفنانة انطلاقاً من سند اللوحة على توقيعها، مرورا بمكوناتها اللونية والخطية مع ما ينتج عن ذلك من أيقونات ورموز بتمظهراتها الغرافيكية والتيبوغرافية التي تجعل النص/ اللوحة ينفتح على تأويلات تعيد إنتاجه وصياغته إعادة تصل حد تركيب مكونات اللوحة من مواد وصباغة
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©