هناك صدف سعيدة وأخرى حزينة وقد اختبر نادي الوحدة الأمرين معا وفي ساعات قليلة عندما باغته المدرب البرازيلي تيتي بتقديم الاستقالة بعد فترة وجيزة من التعاقد معه وبعد أن بدأ الفريق يلتقط أنفاسه ويعود إلى الطريق الصحيح لكن في الوقت نفسه شاءت الصدف أن يكون النمساوي جوزيف هيكسبيرجر مدرب الفريق في الموسم الماضي الذي حصل معه على بطولة الدوري وقاده إلى بطولة كأس العالم للأندية حاضرا في أروقة النادي لإنهاء بعض الإجراءات المتعلقة به وبأسرته مع نادي الوحدة خاصة بإنهاء الإقامة وبعض الأمور المالية. وفي مكتب الجهاز الإداري للفريق الأول كان بيرجر ضيفا على عبد الله سالم إداري الفريق في جلسة ودية تحدث خلالها عن تجربته مع المنتخب البحريني وعن إصراره على عدم السفر إلى بطولة كأس خليجي 20 باليمن التي أسدل عليها الستار مؤخراً. ثم كان العرض الوحداوي بعد خمس دقائق فقط من إعلان تيتي استقالته وقراره العودة إلى العمل في بلاده، وفي الوقت نفسه كانت الموافقة من هيكسبيرجر على العودة إلى الوحدة من جديد. وبعد أيام قليلة أنهى فيها ارتباطاته مع الاتحاد البحريني عاد هيكسبيرجر وشرع في العمل وحيدا دون مساعد أو مدرب لياقة حيث استكمل جهازه الفني بعد نحو 10 أيام ومن هنا كانت الانطلاقة للفريق الذي بدأ تدريجياً يستعيد شيئاً من توهجه القديم بعد عودة المدرب العجوز التي وجدت ارتياحا كبيرا من اللاعبين وكانت بردا وسلاما على النادي في هذا التوقيت الحرج من الموسم وقبل أسابيع قليلة من الحدث العالمي الكبير.
ويرى هيكسبيرجر أن القدر وحده لعب دورا كبيرا في عودته لقيادة الفريق وهو ما لم يكن في حسبانه عندما قدم إلى أبوظبي لإنهاء بعض الأمور والاستمتاع بلعب الجولف في إجازة قصيرة.
ويقول مدرب الوحدة: لم أكن أتخيل إطلاقا العودة لتدريب الوحدة في الوقت الراهن ودون شك ما حدث هدية من السماء لي، خاصة أن الفريق كان مقبلاً على بطولة كأس العالم للأندية ودون شك أي مدرب يحلم بالوجود في هذا الحدث الكبير، وقد وجدت بالصدفة في أبوظبي وقت اعتذار تيتي عن استكمال المهمة مع الوحدة، وتم عرض مسألة العودة واتفقت مع الإدارة على العودة، لاسيما أنني شعرت بالراحة لقرار العودة من جديد لأبوظبي، ودون شك سعادتي كبيرة بالوجود مع الوحدة في هذا العرس العالمي.
وتحدث مدرب أصحاب السعادة عن استعدادات فريقه للبطولة حيث أكد أن العنابي استعد بشكل قوي للبطولة وأكد أن الاستعدادات بدأت منذ فترة طويلة وتم وضع برنامج خاص لهذا الشأن، لاسيما أن قوة الاستعدادات من شأنها أن تساعد الفريق على الظهور بمستوى مميز خلال البطولة.
واستطرد: لقد دخل اللاعبون معسكراً مغلقاً في مدينة الإسماعيلية المصرية والسبب الأساسي في إعداد هذا المعسكر كان يتمثل في وضع مجموعة من البرامج التدريبية تم تنفيذها من خلال غلق الباب على أنفسنا نحن كجهاز فني مع اللاعبين دون أن يكون هناك أي شاغل في بال الجميع غير التدريب والوجود في المعسكر لدخول أجواء الحدث ومعرفة مدى أهميته.
وتابع: يجب أن يعلم الجميع أن مباريات الدوري المحلي تعتبر إعدادا جيدا أيضا، إضافة إلى المباريات الودية القوية التي تم وضعها في البرنامج على رأسها مباراة الإسماعيلي المصري وأيضا مباراة الشباب السعودي التي سبقت انطلاق البطولة بخمسة أيام فقط.
فك غموض هيكاري
ولم تمنع سنوات الخبرة الطويلة للمدرب النمساوي العجوز من الحذر والحرص على فك غموض هيكاري يونايتد الذي لا تتوافر عنه أي معلومات فكان قراره بالسفر لحضور إحدى مبارياته الرسمية على الطبيعة فاستكمل له النادي إجراءات السفر في رحلة استغرقت ذهابا وإيابا نحو 40 ساعة، ويقول هيكسبيرجر عن هذه الرحلة: إرهاق السفر أهون بكثير من الجهل التام بالمنافس الذي يتوقف على نتيجة مباراتنا معه مصيرنا في كأس العالم فالفوز يكفل لنا العبور للمرحلة التالية والهزيمة تعني وداعا مبكرا من مباراة واحدة لذلك لم أتردد لحظة في السفر.
وأضاف: تابعت هذا الفريق عن قرب من خلال رحلة قمت بها لغينيا الجديدة وشاهدت له مباراة من الملعب ولاحظت أنه فريق لا يمكن الاستهانة به على الإطلاق كما يعتقد الكثيرون، فالفريق يلعب بطريقة 2/4/4 ولديه مهاجمان عملاقان يتميزان بالطول الفارع الذي يساعد على تشكيل خطورة على أي فريق كما أن هيكاري يملك خط وسط جيداً بالإضافة إلى لاعب وسط في الجهة اليمنى لديه الكثير من الإمكانيات الفنية الرائعة، ورفض هيكسبيرجر التقليل من شأن هذا الفريق أو الاعتماد على ما يثار عن ضعفه حيث أكد أن كرة القدم لا تعترف إلا بالمجهود داخل الملعب فقط وعلينا احترام الخصم وعلى اللاعبين أن يتيقنوا لهذه النقطة وقد تحدثت معهم حول هذه النقطة، وأوضحت لهم إمكانيات المنافس وسنضع الإستراتيجية المناسبة للتعامل معه في المباراة.
وأشار إلى أن أبرز ما لفت انتباهه خلال رحلة غينيا الجديدة أن كرة القدم لا تجد الاهتمام الكبير في غينيا الجديدة وليس لديها جمهور كبير حيث لا تعتبر اللعبة الأولى، وقال: عندما سألت سائق التاكسي الذي أقلني من المطار إلى الفندق لم يكن يعلم شيئاً عن المباراة وكذلك في الفندق، وعندما ذهبت إلى الملعب لحضور المباراة لم يشعر بي أحد أو يعلم أنني أتيت لمراقبة هيكاري الذي تابع مباراته نحو 2000 شخص من داخل الملعب، وقد لفت انتباهي وجود عدد كبير من العناصر الشابة في صفوفه.
حظوظ كبيرة في العبور
أبوظبي (الاتحاد) ـ يؤكد مدرب الوحدة أن فريقه إذا التزم بما هو مطلوب منه وأدى مستواه المعروف فإنه قادر على عبور هيكاري والتأهل إلى المرحلة التالية من البطولة، وحذر من جديد بأي استهانة بالمنافس أو عدم الجدية في الأداء وجدد حديثه عن ثقته الكبيرة في عناصر فريقه وإمكانياتهم الكبيرة. وأوضح أن جاهزية الفريق اكتملت بشكل كبير وستنعكس على مستواه في المباراة حيث يتوقع عودة قوية للفريق خاصة أن التحضير كان جديا ومكثفا في الفترة الماضية وكان حجر الزاوية فيه المعسكر الخارجي الذي كان العمل فيه منصبا على الجانب البدني وقد حققنا خلاله ما أردناه لنكون في أفضل حالتنا في البطولة. وقال هيكسبيرجر: الفوز في المباراة الأولى هدفنا الوحيد في هذه المرحلة وأستطيع أن أقول إن الوحدة جاهز تماما لدخول معمعة المونديال بجدية وقوة فمنذ عودتنا من الإسماعيلية واصلنا العمل بشكل يومي وقد تكاملت صفوف الفريق بعودة لاعبي المنتخب الأولمبي وشفاء المصابين ودخول الجميع التدريبات، حيث شرعنا في العمل الخططي ووصلنا إلى مرحلة متقدمة ستنعكس على الأداء ونحن مطمئنون.
قائمة متوازنة
أبوظبي (الاتحاد) ـ عن قائمة الـ23 لاعبا التي أعلنها في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، قال هيكسبيرجر: لقد ضمت القائمة كل العناصر الجاهزة وتغطية كل المراكز وإذا كان هناك عدد قليل من اللاعبين لم يشملهم الاختيار فإن ذلك يعود إلى أن العدد محدد بـ23 لاعبا فقط .
وأوضح: تم تحضير جميع اللاعبين وفق برنامج علمي راعى كافة الجوانب والوضع متميز واللاعبون وفقا لهذا البرنامج في قمة جاهزيتهم وحتى اللاعبين الذين اشتكوا من إصابات مؤخرا مثل محمد الشحي وطلال عبد الله، تم وضع برنامج خاص لهم حتى تكون جاهزيتهم مكتملة.
ورفض مدرب الوحدة أية تكهنات للدور الثاني من البطولة، وقال: أمامنا مهمة صعبة أمام هيكاري يونايتد وعلينا إنهاؤها بنجاح في البداية ثم يأتي التفكير في الدور الثاني. وعن رأيه في فريق سوينجنام الكوري ممثل القارة الآسيوية، قال: إنه فريق متميز ويستحق الوجود في البطولة وهو أفضل من فريق ذوب اهان الإيراني الذي سبق أن واجهناه بالشباب ولم نخسر إلا بهدف وحيد.
وتابع: أمامنا فرصة كبيرة لصناعة تاريخ جديد للنادي ولكرة الإمارات بشكل عام ولذلك فعلى الجميع مساندة ممثل الإمارات في البطولة.
واعترف بصعوبة مهمة أصحاب السعادة في البطولة لكنه أكد أن خبرة لاعبي الوحدة وإمكانياتهم قادرة على تحقيق طموحات النادي في الوجود مع كبار العالم ومقارعتهم.
وعن الدروس التي استفاد منها الوحدة من خلال مشاركة الأهلي كممثل للإمارات في نسخة الموسم الماضي يؤكد أن وضع الأهلي كان صعبا ووضع الوحدة مختلف، وقال: نأمل أن نظهر بصورة مختلفة تشرف كرة الإمارات والنادي.
مساندة قوية
توقع هيكسبيرجر أن يكون الحضور الجماهيري من الشارع الرياضي في الدولة كبيرا ومؤثرا خلف الوحدة في المونديال حتى يلبي تطلعات وطموحات الجميع ويقدم صورة مشرقة عن كرة القدم المحلية مؤكدا أن فريقه قادر على ذلك ويخطط للذهاب بعيدا في البطولة بالرغم من صعوبة المهمة.
تكاتف وتناغم
أكد هيكسبيرجر أن التناغم والتفاهم حاضران بين أسرة الفريق من جهاز إداري وفني وأجهزة مساعدة وقبل ذلك الدعم الإداري غير المحدود لتنفيذ كافة برامج الفريق وهذا ما يمثل عنصراً مهماً من عناصر النجاح الذي سنعمل بجدية من أجله.
عودة المنظومة الدفاعية القوية
أبوظبي (الاتحاد) ـ كانت المنظومة الدفاعية القوية هي العنوان الأبرز لفريق الوحدة في الموسم الماضي لكن الفريق لم يظهر بها هذا الموسم حتى الآن، وعن ذلك يقول هيكسبيرجر: عملنا على ذلك كما عملنا على علاج الأداء الهجومي والمحصلة ستكون جيدة في البطولة، منوهاً إلى أن قوة الدفاع تعود إلى العمل الجماعي من المهاجمين عند فقدان الكرة، وقال: لاعبونا يملكون الخبرة في هذا الجانب خاصة أن الاستقرار في العناصر متوفر وليس من الصعب أن نستعيد نفس أسلوبنا القوي الذي أنهينا عليه الموسم الماضي.
كأس الرابطة ليست مقياساً
أبوظبي (الاتحاد) ـ اعترف هيكسبيرجر بأن مردود الفريق في بطولة كأس الرابطة لم يكن كما ينبغي لكنه أرجع ذلك إلى الظروف التي عانى منها الفريق الأول خلالها ومن أهمها عدم تكامل العناصر، حيث كان لابد من إراحة البعض وتجهيزهم مع وجود بعض الإصابات لأن التركيز كله كان على الحدث الأهم وهو المونديال، مؤكداً أن كأس الرابطة ليست مقياساً لقوة الفريق.
عدد اليوم
