إعداد - عدنان عضيمة:
شهد قطاع الاتصالات العالمي خلال الفترة الماضية أضخم عملية اندماج في هذا القطاع بين شركتين عملاقتين في صناعة الاتصالات هما (ألكاتيل) الفرنسية و (لوسنت تكنولوجيز) الأميركية المتخصصة بتصميم وتسويق الأنظمة والخدمات والبرامج الحاسوبية التطبيقية التي يتم توظيفها جميعاً في تحقيق هدف ابتكار شبكات الجيل الثاني في عالم الاتصالات· ولقد دخلت اتفاقية الاندماج حيّز التنفيذ الفعلي اعتباراً من يوم الجمعة الماضي الأول من ديسمبر الجاري·
وتقول سوزان كامبيل المحللة المتخصصة في موقع (تي إم سي نيت) على الإنترنت في معرض تعليقها على هذا الاندماج الذي أثار جدلاً واسعاً: ''لا شك أن الشركة الناتجة عن عملية الاندماج أصبحت تصنف في المرتبة الأولى عالمياً في مجال تسويق حلول الاتصالات ، وهي تستأثر بأضخم شبكة عالمية من خطوط الكوابل الاتصالية الأرضية والبحرية إلى جانب باقة ضخمة من الخدمات الاتصالية اللاسلكية المتقدمة الخاصة بشبكات الموبايل وتشغيل الإنترنت· وتأتي عملية الاندماج بهدف تطبيق استراتيجية طموحة ترمي إلى مضاعفة العوائد والأرباح من خلال الاستئثار بفرص نشر شبكات الجيل الثاني من الأنظمة الاتصالية وتسويق خدماتها وتطبيقاتها وحلولها''·
ردود الفعل
وتقول كامب بيل في تقريرها: ''إن هذه الصفقة أثارت الكثير من ردود الفعل العالمية خاصة في أوساط صناعة الاتصالات، وتباينت مواقف الخبراء حول ما إذا كانت تحمل مؤشرات إيجابية أم سلبية فيما يتعلق بتأثيراتها ونتائجها على هذه الصناعة برمتها، وتنقل سوزان عن ستيفن تيرال، كبير المحللين في شركة (نيكست جنيريشن فويس) قوله: ''إذا ظنّت شركة ألكاتيل أنها ستغيّر بهذا الاندماج التصنيف الريادي العالمي للشركات العاملة في صناعة تناقل الأصوات عن طريق اندماجها مع لوسنت، فإنها تكون قد ارتكبت خطأ فادحاً''·
ويقول تقرير آخر: ''إنه فيما تتكفل شركات كبرى مثل (نورتيل) و(سيمنز) بقيادة أسواق الاتصالات اللاسلكية، فإن لوسينت وألكاتيل لم تتمكنا من إثبات حضورهما فيها حتى الآن''· ويقول: ''تيرال الشركة المندمجة الجديدة التي أصبحت تعرف باسم (أليو)، يمكن أن تصنف في المرتبة السادسة أو السابعة عالمياً في هذه الخدمات في أفضل الظروف''·
وجاء في تقرير نشرته الشركة الجديدة لتحديد اختصاصاتها ومجال نشاطاتها، أنها رائدة فى حلول الاتصالات، وتتمتع بانتشارعالمى ضخم ووجود محلي فى 130 دولة، وهي رائدة فى مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية وشبكات اتصالات الحزمة اللاسلكية العريضة (البرودباند) وتكنولوجيات بروتوكول الإنترنت وتطبيقاته وخدماته· والشركة مؤهلة على أفضل نحو لمساعدة مورِّدي الخدمة والحكومات والشركات فى إجراء التحوُّلات المتطورة على شبكاتهم·
تقديرات
وتقدر مصادر الشركة المندمجة أرباحها السنوية من بيع الخدمات بمبلغ 18,6 مليار يورو، بالإضافة لأرباح تقدر بنحو 2,7 مليار يورو من استثمارات البحث والتطوير·
ومن المنتظر أن يبلغ عدد مهندسيها 23000 مهندس، وتتمتع الشركة الجديدة (الكاتيل-لوسنت) بإمكانيات عالمية للبحث والتطوير فى الاتصالات هي الأضخم من نوعها، وبحافظة لحلول الاتصالات السلكية واللاسلكية والخدمات هي الأوسع من نوعها في العالم، ويقع مقر الإدارة التنفيذية للشركة فى باريس، وتم تداول أسهم الشركة فى بورصة باريس وبورصة نيويورك اعتباراً من 1 ديسمبر 2006 تحت عنوان مشترك جديد·
وقال سيرج تشوروك الذي تم تعيينه مؤخراً رئيساً لمجلس إدارة الشركة: ''ستكون شركة الكاتيل-لوسنت بالنسبة لعملائها شريكاً يتمتع بالحجم الذي يؤهله لتصميم وبناء وإدارة الشبكات المتزايدة فى درجة التعقيد التى توفر خدمات الاتصالات المتلاقية المتقدمة وخبرة اتصالاتية متميزة للمستخدم النهائي، هذا هو ما ستوفره الكاتيل-لوسنت مضافاً إليه تركيزاً لا يضاهى على التنفيذ والابتكار والخدمة المقدمة لعملائنا، ولدى الشركة فريق عمل هو الأكثر خبرة فى الخدمات العالمية على مستوى صناعة الاتصالات، إلى جانب إحدى مؤسسات البحث والتكنولوجيا والابتكار الضخمة في هذه الصناعة، وشركتنا المدمجة مؤهلة على أفضل نحو لمساعدة عملائنا فى تحويل شركاتهم، حتى يمكنهم بدورهم تقديم أنواع جديدة تحمل السمة الشخصية من التطبيقات والخدمات''·
شركات القمة
قالت باتريشيا روسو التي تم تعيينها مديرة تنفيذية لشركة الكاتيل-لوسنت: ''من خلال هذا الاندماج، نحن نجمع بين اثنتين من شركات القمة لتكوين شركة رائدة فى صناعة الاتصالات من دون منازع، وهي شركة مؤهلة لترقية حياة الناس عن طريق تحويل الأسلوب الذى يتواصلون بواسطته، إن شركة الكاتيل-لوسنت حليف قوي وثابت يستطيع مورِّدو الخدمة والحكومات والشركات الاعتماد عليه لمساعدتهم فى فتح الأسواق الجديدة واستغلال فرص تحقيق الربح، ويمثل هذا المزيج توافقاً استراتيجياً فى الرؤية والتوزيع الجغرافي والحلول والأفراد، حيث يستفيد من أفضل ما في الشركتين لتقديم حلول اتصالات تتسم بالطابع الشخصي المتميز والبساطة فى التطبيق والانتشار على مستوى العالم، لقد تبنت كل من الكاتيل ولوسنت فلسفة مشتركة فى الابتكار والتميز من شأنها التأكد من تحقيق نجاح هذا الاندماج''·
عدد اليوم
