الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تركيا وعبء استضافة اللاجئين السوريين

تركيا وعبء استضافة اللاجئين السوريين
2 سبتمبر 2012
دعا المسؤولون الأتراك الأسبوع الماضي إلى توفير مساعدات دولية للأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين الذين يصلون تباعاً إلى الحدود التركية، هذا في حين أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن بلاده ستعترف بقيادة سورية جديدة فور"تشكيلها". ودعا هولاند المعارضين لنظام بشار الأسد إلى إعلان "حكومة مؤقتة"، غير أن العديد من الخبراء ينظرون إلى إقامة حكومة مؤقتة في المنفى باعتبارها هدفاً بعيد المنال نظراً لأن المعارضة السورية ما زالت منقسمة جداً وفق خطوط سياسية وإثنية وطائفية وتفتقر إلى قيادة موحدة. وفي هذه الأثناء، أفاد عدد من التقارير بأن آلاف اللاجئين السوريين ما زالوا عالقين على الجانب السوري من الحدود في وقت قامت فيه السلطات التركية بتسريع عملية بناء مزيد من المخيمات من أجل إيوائهم، كما فرضت ضوابط أمنية مشددة على القادمين الجدد، حسبما أعلنت وسائل الإعلام التركية. وتحتضن تركيا أصلاً نحو 80 ألف لاجئ سوري، ومن المنتظر أن تزيد المخيمات الجديدة من القدرة الاستيعابية إلى نحو 100 ألف نسمة -والجدير بالذكر هنا أن العدد الذي يقترحه المسؤولون الأتراك يمكن أن يكون هو الحد الأقصى بالنسبة لبلادهم- وقد شهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في تدفقات اللاجئين نتيجة تصاعد أعمال العنف عبر سوريا. وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو للصحفيين في العاصمة التركية أنقرة: "إن العدد المتزايد للاجئين يجلب معه بعض العبء"، مضيفاً "وهذا العبء يجب تقاسمه مع المجتمع الدولي". وكانت تركيا قد أشارت إلى أن الأمم المتحدة تدرس إقامة مخيمات للاجئين في سوريا؛ غير أن أي مخطط من هذا القبيل يقتضي توافر منطقة آمنة وهذا سيتطلب على الأرجح قوة مسلحة من أجل حماية منطقة محددة. والحال أن الولايات المتحدة ودولاً غربية أخرى ما زالت مترددة في التورط في النزاع السوري المستعر. وقد كان هذا من بين المواضيع التي جرت مناقشتها خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي يوم الخميس الماضي خلال جلسة خصصت للأزمة الإنسانية في سوريا. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 200 ألف شخص فروا من سوريا ولجأوا إلى البلدان المجاورة، مثل تركيا والأردن ولبنان والعراق. ويبرز هذا التدفق الجماعي كيف يهدد النزاع بزعزعة استقرار المنطقة، علماً بأن العنف المرتبط بسوريا امتد إلى لبنان أيضاً منذ بعض الوقت. وقد ظل القتال ضارياً ومتواصلاً في سوريا على عدد من الجبهات خلال الأسبوع الماضي، ولاسيما في مدينتيها الرئيسيتين، العاصمة السياسية دمشق والعاصمة الاقتصادية حلب، إضافة إلى المناطق المحيطة بهما. وتقول المعارضة السورية إن صور فيديو نشرت على الإنترنت تثبت أن قوات الثوار أسقطت مروحية عسكرية في دمشق كانت تطلق النار على مواقع تابعة للثوار. وتُظهر صور الفيديو هذه ما يبدو أنها مروحية تشتعل فيها النار وينبعث منها الدخان، وهي تسقط على الأرض. وحسب بعض وكالات الأنباء، فإن التلفزيون السوري التابع للدولة أكد نبأ تحطم مروحية في دمشق ولكنه لم يقدم أي تفاصيل أخرى إضافية عن سبب تحطمها. ولم يتسن التحقق من صور الفيديو من مصدر مستقل. وإذا كان الثوار قد أسقطوا المروحية، فإن المحللين يتوقون إلى معرفة ما إن كان المقاتلون قد استعملوا بنادق رشاشة أو أسلحة أكثر تطوراً، مثل الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف. والثوار السوريون، المدججون في الغالب بالبنادق وقذائف الـ"آر بي جي" والقنابل تقليدية الصنع وقذائف الهاون، لم تكن لديهم خيارات كثيرة خلال الأسابيع الأخيرة في وقت كانت الطائرات الحكومية تقوم فيه بدك مواقعهم في عدد من مناطق القتال عبر البلاد. وفي هذا الإطار، تشتكي المعارضة من غياب الأسلحة المضادة للطائرات، على رغم بعض التقارير التي تفيد بأن بعض الصواريخ قد وصلت إلى قوات الثوار، إما بعدما تم الاستيلاء على مستودعات الأسلحة الحكومية، أو بعدما تم توفيرها من قبل بعض البلدان الخارجية. وحتى الآن لم يصدر أي إعلان رسمي بأن الثوار السوريين قد حصلوا على كميات مهمة من الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف، على رغم أنها قد تكون مسألة وقت فقط حتى تصبح مثل هذه الأسلحة جزءاً من ترسانة الثوار. غير أن مسؤولين أميركيين وآخرين غربيين قلقون ويخشون من احتمال سقوط هذه الصواريخ بين أيدي مجموعات مرتبطة بتنظيم "القاعدة" ومقاتلين إسلاميين متشددين آخرين. والواقع أن القدرات المضادة للطائرات يمكن أن تساعد كثيراً على تغيير حسابات المعركة في سوريا، التي تدخل فيها الانتفاضة ضد حكم الأسد شهرها الثامن عشر، ولاسيما أن القوة النارية للحكومة تحبط محاولات الثوار تعزيز مكاسبهم الترابية. وإسقاط المروحية العسكرية المفترض وقع بعد يوم على اتهام نشطاء المعارضة للحكومة بارتكاب مذبحة في حق المئات من سكان بلدة داريا التي تقع في ضواحي دمشق، خلال حصار انتهى نهاية الأسبوع الماضي. ولكن الحكومة حمَّلت المسؤولية لمن تسميهم "الإرهابيين"، وهي الكلمة التي تستعملها للحديث عن الثوار. وقد أثارت أعمال القتل الجماعي الواضحة موجة جديدة من التنديدات بالحكومة السورية من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى تدعو كلها الأسد إلى التنحي. ولكن هذا الأخير حمَّل مسؤولية العنف لـ"الإرهابيين" المموَّلين من الخارج وتوعد بسحق المعارضة المسلحة. باتريك ماكدونل بيروت ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©