الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الفحص الوقائي» يقيّم صحة الطلبة وتأثيرها على تحصيلهم

«الفحص الوقائي» يقيّم صحة الطلبة وتأثيرها على تحصيلهم
9 سبتمبر 2013 21:30
« العقل السليم في الجسم السليم».. يبدو أن ما تقوم به الخدمات العلاجية الخارجية في هيئة أبوظبي للصحة، تطبيق حي لتلك الحكمة الشائعة، بتقديم برنامج صحي وقائي على صعيد الصحة المدرسية، بهدف تقييم صحة الطلاب عن طريق تطبيق «الفحص الوقائي الشامل»، وذلك للكشف المبكر عن الأمراض التي تؤثر على صحتهم وتحصيلهم الدراسي والمحافظة على صحة الطلاب. ويستهدف البرنامج طلاب الصف الأول الابتدائي والخامس والصف التاسع بنين وبنات. حيث يتم تقديم هذه الخدمة الوقائية في مراكز وعيادات الخدمات العلاجية الخارجية أو في عيادة المدرسة. إن الفحوصات الطبية المشمولة في الصحة المدرسية تتضمن الفحص الوقائي (مؤشر كتلة الجسم، وفحص النظر، وفحص السمع، وفحص «انحناء العمود الفقري»، وفحص الأسنان، وفحص الهيموجلوبين وضغط الدم، إلى جانب الفحص السريري الشامل)، إلى جانب برنامج التثقيف الصحي والوقاية من الأمراض المعدية، وتنفيذ برامج التطعيمات المقررة من قبل هيئة الصحة لطلبة المدارس. ويهدف الفحص الوقائي الشامل إلى الكشف المبكر عن الحالات المرضية التي تؤثر على تحصيل الطالب الدراسي والتي تحتاج إلى متابعة طبية متخصصة لتقديم العناية الطبية اللازمة لهم. كتلة الجسم يوضح الدكتور قيس أبوطه، استشاري الغدد وأمراض الدم والسكري، أهمية قياس مؤشر كتلة الجسم بالنسبة لطلاب المدارس، ويقول: «إنه عبارة عن رقم يتم حسابه باستخدام وزن وطول الشخص.عادة ما يكون مؤشر كتلة الجسم مؤشراً موثوقاً به بالنسبة لسمنة الجسم عند معظم الناس. إن مؤشر كتلة الجسم لا يقيس دهون الجسم مباشرة، لكن يمكن اعتباره بديلاً للقياسات المباشرة لدهون الجسم، وهذا المؤشر عبارة عن طريقة غير مكلفة وسهلة التنفيذ لفحص فئات الوزن التي قد تؤدي إلى حدوث مشاكل صحية. ويستخدم مؤشر كتلة الجسم كأداة فحص لتحديد مشاكل الوزن المحتملة للطلاب البالغين، ولتحديد ما إذا كان الوزن الزائد يعتبر خطراً صحياً أم لا، كما يجب تقييم النظام الغذائي، والنشاط الجسدي، وتاريخ العائلة، ومن المهم أن نشير إلى أن مؤشر كتلة الجسم ما هو إلا عامل واحد مرتبط بخطر الإصابة بالأمراض، وتقييم إمكانية إصابة الطالب بأمراض مرتبطة بالوزن الزائد أو السمنة، ووضع البرنامج المناسب للحالات التي تعاني من البدانة، والتعاون مع الأسرة حتى يمكن تحديد النظام الغذائي المناسب للطالب». فحص النظر يرى الدكتور ماجد سليم، أخصائي أمراض العيون، أن أكثر ما يقلق الأطباء بالنسبة للأطفال والطلاب الصغار عدم الانتباه إلى مستويات إبصارهم منذ وقت مبكر، مما يسبب لهم في كثير من الأحيان مشاكل في الإبصار، أو صداع مزمن والشعور بالإرهاق والإعياء، كما تكثر حالات «الكسل البصري» بين هؤلاء بصورة ملحوظة، ويقصد به أن العين تكون سليمة تماماً، لكنها لا تبصر بالشكل المطلوب، أما العين الأخرى فتكون أقوى منها، ويكمن السبب في الكسل البصري بأن العين لم تتدرب على الإبصار منذ الصغر، بسبب الاختلاف في درجات قصر النظر أو طول النظر أو الانحراف، ومن الطبيعي أن يعتمد الطفل على العين القوية كونه يبصر بها بشكل أفضل، ومن ثم يهمل الأخرى، وتبقى حدة الإبصار بها متدنية مدى الحياة إضافة الى انه من الممكن أن تصاب بالحول وذلك كونها غير مشاركة في عملية الإبصار. والسبب الثاني هو «الحّول» منذ الصغر، فإذا كانت هناك عين تنظر باستقامة تامة والعين الأخرى بها «حّول» فإن هذه العين التي بها حول لا تشارك في عملية الإبصار، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن تكسل وتبقى حدة الإبصار بها مدنية. ويكمن سر نجاح علاج الكسل البصري في الاكتشاف المبكر له حيث انه من المعروف انه بعد سن الخمس سنوات لا يمكن العلاج، وذلك لان المعلومات تكون قد ترسخت في الدماغ ويصعب تغييرها ، أما اذا تم اكتشاف الكسل البصري في سن مبكرة، يسهل تحديد العلاج المناسب بإحدى وسائل تصحيح النظر، حيث تظهر الكثير من هذه المشاكل عند دخول الأطفال المدارس، ويمكن أن تبقى مجهولة لفترة طويلة دون علم، لذا فإجراء الفحص في سن مبكرة يعد عاملا هاما في الوقاية والكشف المبكر للتعرف على التشخيص وطريقة المعالجة وتفادي تفاقم المشكلة». فحص السمع يشير الدكتور عبد الحميد النشار، استشاري الأنف والأذن والحنجرة إلى أهمية فحص الطلاب للسمع في سن ما قبل المدرسة، ما بين سن الثلاث والخمس سنوات، هو الكشف عن أي خلل في السمع، قد يؤثر في نموهم وأدائهم الأكاديمي وعملية تواصلهم مع الآخرين لاحقاً. إضافة إلى ذلك، يتم إخضاع أولئك الأطفال لفحص الأذن الوسطى والأذن الخارجية لاستبعاد أي انسداد فيهما، ففقدان السمع في هذه المرحلة العمرية غالباً ما يكون مرتبطاً بأمراض الأذن الوسطى. ويعتبر اختيار السمع باللعب المشروط، من أكثر الفحوص المعتمدة للكشف عن فقدان السمع عند هذه الفئة، كما يُجرى لهم اختبار حركة الطبلة، من خلال توليد ضغط هوائي في قناة الأذن، ما يؤدي إلى اهتزاز طبلتها، بعدم يقوم جهاز خاص بقياس حركة الطبلة وإعطاء النتائج على شكل رسم بياني. وعند التحاقهم بالمدرسة يجب إجراء فحص السمع للأطفال بين سن الخمس والثماني سنوات، في حال توافر أحد عوامل زيادة خطر الإصابة بفقدان السمع. يساعد الفحص على الكشف عن أي إعاقة سمعية تؤثر في نموهم وقدرتهم على التواصُل والتعلُّم. ينصح الأطباء بإخضاعهم لفحوص سمع دورية، لاسيّما أنهم أصبحوا أكثر عرضة للعوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بفقدان السمع. فحص الدم تقول الاختصاصية الدكتورة افتتاح فضل، من الأهمية إجراء فحوص أولية للدم لكافة الطلاب، لأن سلامة الدم وسلامة نسبة الهيموجلوبين فيه تعكس الصحة العامة للطالب، ومنها نتعرف على حيوية وسلامة أعضائه، وتستخدم تحاليل الدم لتحديد الحالة الفسيولوجية والبيوكيميائية للمريض، مثل اكتشاف الإصابة بأي مرض، وعلى الرغم من استخدام مصطلح تحليل الدم، فإن أغلب التحاليل الروتينية التي يتم إجراؤها من هذا النوع «ما عدا تلك الخاصة بمجال أمراض الدم» تتم على البلازما أو مصل الدم، بدلاً من خلايا الدم. كما أن نسبة الهيموجلوبين في الدم عندما تقل عن المستوى الطبيعي تسبب «الأنيميا»، بسبب نقص الحديد في الأكل أو أن الجسم غير قادر على أن يمتص الحديد الموجود في الغذاء. كما يعكس فحص الهيموجلوبين السكري أو مخزون السكري، معدل السيطرة على مستوى السكر في الدم، حيث تُعد السيطرة على مستويات السكر في الدم من الأمور الأساسية للمحافظة على الصحة وتفادي العواقب الوخيمة لمضاعفات السكري، فخلايا الدم الحمراء تحتوي على الهيموجلوبين الذي يحمل الأكسجين لجميع خلايا الجسم، وجزيئات السكر«الجلوكوز» الموجودة في الدم تلتصق بجزيئات الهيموجلوبين ويسمى بـ«الهيموجلوبين السكري»، وكل ما زاد مستوى السكر في الدم زادت نسبة التصاق السكر في الهيموجلوبين ومن هنا تتأتى أهمية هذا الفحص. فحص الأسنان ترى الدكتورة غادة حسون، أخصائية الأسنان أن متابعة حالة الأسنان وصحة الفم، من الجوانب المهمة لصحة الإنسان، خاصة الأبناء الأطفال الذين هم في طور النمو، حيث ترتبط صحة الإنسان بشكل عام بصحة الفم والأسنان، وإهمالها يسبب للشخص متاعب صحية عديدة، فضلاً عن عدم شعوره بالراحة، ومن ثم فإنها تؤثر على قدرته على الاستيعاب والتحصيل الدراسي إن كان يعاني الطالب من مشكلة ما في أسنانه، كما أن غالبية الأطفال يعانون من حساسية الأسنان التي تعتبر من أكثر المشاكل شيوعا وإزعاجا، إذ قد تؤثر على قدرة صاحبها على الراحة، وتحدث بسبب تلف بنيان السن أو الأنسجة المحيطة به، مما يجعل العوامل المحيطة تؤثر فيه بشكل مؤلم. ومن المهم أن يتابع الطالب فحص وعلاج أسنانه، وأن يتزود بالثقافة الصحية اللازمة، وأن يعي كيفية تنظيف الأسنان وصيانتها بشكل دوري، حتى يتجنب الكثير من المشاكل في المستقبل. العمود الفقري من جانب آخر، يؤكد الدكتور ولاء الأسيوطي، استشاري العظام والعمود الفقري، ومدير مركز اكسترا الطبي، أهمية الكشف على سلامة العمود الفقري للطلاب، خاصة الصغار، لأن لابد أن تتعرف في وقت مبكر على طبيعة عظام الطالب وسلامة عموده الفقري ومن ثم يسهل طريقة العلاج إن وجد أي مشاكل، فعادة تبدأ مشاكل العمود الفقري منذ بداية سير الطفل، وقد تستمر إلى سن دخوله المدرسة، وقد تتفاقم المشكلة لاسيما أنهم يعانون من ظاهرة حمل الحقائب المدرسية ثقيلة الوزن، وكثير منهم يجلسون أثناء الدروس بطريقة خاطئة، ومن ثم فهؤلاء معرضون لتشوهات العمود الفقري، إن لم يكن لديهم تشوهات وراثية أو خلقية، أو مشاكل في عظام الظهر. كما أن هناك أطفالاً من ذوي «الظهر المستدير»، أو من يعانون من تقوس الظهر، أو غير ذلك من حالات يمكن اكتشافها وعلاجها مبكراً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©