يعتني الفنان والمصمم المصري العالمي عباس أبو الحسن بالتفاصيل الدقيقة والإكسسوارات الثابتة على الملابس أو المكملة لأناقة المرأة بصورة فائقة، وتحمل تصاميمه دائما ملامح أخاذة جعلته يحتل مكانة بارزة في عالم الموضة والأناقة المترفة. ومؤخرا طرح أبو الحسن مجموعة جديدة من أزياء الصيف غنية بتنويعات خيالية من الإكسسوارات، خاطب فيها المرأة الواثقة الباحثة عن الخصوصية بتفاصيل ساحرة ممزوجة بروح المغامرة والإثارة ليواصل رحلته في عالم الإبداع من خلال ملهمته «فاجورا» تلك المحاربة الأسطورة، التي قدم من خلالها العديد من الأفكار المتمردة على الأنماط التقليدية في الأزياء والإكسسوارات، وهي موديلات لا تفقد بريقها ولا تتوقف عند تقلبات الموضة وصرعاتها.
خامات فاخرة
اعتمد أبو الحسن على نوعيات من الأقمشة والخامات الفاخرة الطبيعية، وخاصة أجود أنواع الأقمشة القطنية والكتان والحرير، وعكست الإكسسوارات قدراته وخلفيته الثقافية والفنية من خلال تصاميم تعكس عشقه للتاريخ المفعم بالأجواء الأسطورية المبهرة.
وعن أهم ما تحمله المجموعة من ملامح، يقول «أتمسك برؤيتي وخطي الخاص وسعيت لأن تكون الإكسسوارات منسجمة مع طبيعة الأزياء الملائمة للصيف، والرسالة التي أهدف إليها هي أن تبدو المرأة العربية مستقلة واثقة من طلتها وفخورة بحضارتها وتراثها، وهي امرأة جريئة تحب المغامرة وتعشق التحرر من أي محاولات لإخضاعها لرؤية واتجاهات بعينها خاصة تلك التي يسعى لفرضها ملوك الموضة في الغرب».
ويضيف «أرفض الاستسلام للأنماط الاستهلاكية التي يدفع بها البعض لتصبح المرأة العربية مجرد تابع لما يطرحه الآخرون عليها من ألوان وتصاميم، ومن خلال بحثي في التاريخ الإنساني عن الأزياء التقليدية للشعوب عبر الحضارات القديمة، وجدت نفسي مشدودا لتأمل الفنون والحرف اليدوية ومنها استلهم أفكاري فهي نبع يفيض بالجمال والإثارة».
مروحة الألوان
يشير أبو الحسن إلى أنه لا يفرض ألوانا محددة على المرأة بل يتيح لها اختيار ما يلائمها، وترتاح له ولذلك فإنه استخدم الألوان الفاتحة والداكنة والدرجات المتوسطة، ومنها الأوف وايت والبيج والأبيض، إلى جانب الألوان الزاهية، خاصة الأحمر والأخضر والأزرق والأصفر، وعادة تكون الإكسسوارات بألوان منسجمة مع الأزياء، وعلى سبيل المثال الشال الأسود أو الزيتي ثري بالتطريز اليدوي، الذي يبدعه فنانو الفطرة بمهارة وحرفية عالية وتتداخل فيه الخيوط الحريرية بألوان متناغمة وقوية.
ويقول أبو الحسن إنه أسس دار أزياء «فاجورا» قبل سنوات ليقدم من خلالها رؤيته المعاصرة للتراث الفني والثقافي للعديد عن القبائل في شتى ربوع العالم منذ بدء التاريخ الإنساني، وفي كل موسم يطرح تصاميم وموديلات عصرية من الملابس والإكسسوارات التي تعبر عن هويتنا وحضارتنا ليمنح المرأة العربية مظهرا، يعكس اعتزازها بذاتها وقدرتها على أن تواكب إيقاع الحياة العصرية.
وحول الأساليب الفنية التقليدية التي لجأ إليها في الإكسسوارات، يقول «معظم الأساليب القديمة وفنون التطريز اليدوي المتوارثة عبر الأجيال، وهي مجموعة متنوعة ثرية، منها استخدام العملات النحاسية والجلود والأحجار والأصواف، وبعضها مطرز بالأصداف أو الأحجار نصف الكريمة، وأحيانا بخيوط ذهبية أو حريرية لتمنح الأزياء لمسة من الفخامة وثراء العصور السالفة من خلال تصاميم عصرية تناسب إيقاع الحياة».
عدد اليوم
