السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

وساطة قبلية لرأب الصدع بين صالح والأحمر

وساطة قبلية لرأب الصدع بين صالح والأحمر
13 سبتمبر 2011 23:49
عقيل الحلالي (صنعاء)- قام زعماء وأعيان قبيلة “سحنان” اليمنية، التي ينتمي إليها الرئيس علي عبدالله صالح والقائد العسكري المنشق اللواء علي محسن الأحمر، بوساطة جديدة لرأب الصدع بين الرجلين، إثر إعلان الثاني تأييده مطالب الحركة الاحتجاجية الشبابية المطالبة بإنهاء حكم الأول المستمر منذ أكثر من 33 عاماً، فيما دعا حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، أمس الثلاثاء، ائتلاف المعارضة الرئيسي في البلاد، إلى التوافق على آلية تنفيذية للمبادرة الخليجية، تُفضي لانتخابات رئاسية مبكرة خلال موعد أقصاه ستة أشهر. وذكرت مصادر في المعارضة اليمنية، لـ”الاتحاد” أن وفداً من زعماء قبيلة سنحان، شرق صنعاء، التقى الأحد الماضي قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع، اللواء علي محسن الأحمر، للتوسط من أجل إنهاء تمرده العسكري على الرئيس صالح، الذي لا يزال يقضي فترة نقاهة في السعودية بعد خضوعه فيها للعلاج، لأكثر من شهرين، من إصابته البالغة في هجوم استهدف مجمعه الرئاسي بصنعاء في الثالث من يونيو الماضي. وأفادت المصادر بأن الوفد ضم عدداً من زعماء القبيلة، بينهم وزير الدولة عبدالقادر هلال، مبعوث صالح في قضيتي “الحوثيين” و”الحراك الجنوبي”، مشيرة إلى أن اللواء الأحمر استقبل الوفد بمقر قيادته العسكرية في الفرقة الأولى المدرع، التي تتولى حماية المخيم الاحتجاجي الشبابي منذ 18 مارس الماضي. وقالت المصادر إن الأحمر، الذي كان أبرز أركان نظام صالح على مدار 32 عاما، رحب بجهود الوسطاء القبليين، مبدياً استعداده للاستقالة من منصبه العسكري والرحيل عن البلاد في حال استقال نجل الرئيس اليمني، العميد الركن أحمد على صالح من قيادة قوات الحرس الجمهوري. وهذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها قبيلة “سحنان” وفداً للوساطة بين صالح والأحمر، منذ مقتل خمسة من أبنائها برصاص جنود الفرقة الأولى مدرع، خلال وساطة سابقة لها مطلع أبريل الماضي. ويعاني الجيش اليمني من انقسام حاد بين موالي ومعارض للنظام الحاكم، ما يثير مخاوف أغلب اليمنيين من اندلاع حرب بين قوات اللواء الأحمر وقوات العميد صالح، التي تسيطر على أغلب مناطق العاصمة صنعاء. وفي هذا السياق، بدأت أسر يمنية، أمس الثلاثاء، بالنزوح من العاصمة صنعاء تخوفاً من اندلاع مواجهة مسلحة بين القوات الموالية والمناهضة للرئيس علي عبدالله صالح، الذي فوض أمس الأول نائبه الفريق عبدربه منصور هادي، التوقيع على المبادرة الخليجية نيابة عنه، بعد إجراء حوار مع أحزاب المعارضة حول آلية تنفيذ هذه المبادرة، التي قدمها وزراء خارجية دول مجلس التعاون أواخر أبريل الماضي.وعزت إحدى الأسر نزوحها إلى موقع منزلها المجاور لمعسكر الفرقة الأولى مدرع، الواقع على هضبة كبيرة شمال غرب العاصمة اليمنية. سياسيا، دعا حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، ائتلاف المعارضة المنضوي تحت لواء “اللقاء المشترك” وشركائه، الجلوس على طاولة الحوار للتوافق على آلية تنفيذية للمبادرة الخليجية، تفضي إلى انتخابات رئاسية مبكرة خلال موعد أقصاه ستة أشهر.وقال الأمين العام المساعد للحزب الحاكم، سلطان البركاني، إن قبول المعارضة الحوار وفق القرار الرئاسي التفويضي، سيؤدي إلى تجاوز الأزمة اليمنية المتفاقمة منذ مطلع العام الحالي. واعتبر البركاني، في تصريح للتلفزيون اليمني الحكومي، أن قيام الرئيس علي عبدالله صالح بإصدار قرار جمهوري بتفويض نائبه الحوار والتوقيع على المبادرة الخليجية، قدم “مصلحة الشعب على نفسه وحزبه”، مشيرا إلى أن هذا القرار “بداية البداية لإنهاء هذه الأزمة” التي قال إنها “استفحلت واستعصت”. وقال :”بعد صدور القرار لم يعد هناك حاجة لأن نقف (السلطة والمعارضة) فريقين، وإنما نعمل كفريق واحد من أجل إعداد الآليات ثم الانتقال إلى تشكيل الحكومة الوطنية بشكل عاجل لإنقاذ البلد من أزماته”، مشددا على دور السلطة والمعارضة في تحمل المسؤولية “بشكل كامل”، دون إضاعة الوقت. وأشاد البركاني، وهو رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم، بشخص نائب الرئيس اليمني، معتبراً أنه “موضع ثقة وتقدير وإجلال واحترام”، من قبل الأطراف اليمنية، خصوصاً أنه “بذل خلال الأشهر الماضية جهوداً مضنية وكبيرة للوصول بالبلاد إلى بر الأمان”.كما أشاد بقادة دول مجلس التعاون الخليجي، “الذين لم تضق صدورهم” بالأزمة اليمنية، “وقدموا المبادرة.. وظلوا حريصين على وحدة اليمن وأمنه واستقراره”. من جهتها، رحبت الحكومة اليمنية، المكلفة بتصريف الأعمال منذ 20 مارس الماضي، بقرار الرئيس صالح تفويض نائبه للحوار مع المعارضة والتوقيع على المبادرة الخليجية، واصفة القرار بـ”المسؤول والشجاع”.ودعت الحكومة، في اجتماعها الأسبوعي أمس الثلاثاء برئاسة وزير الإعلام حسن اللوزي، كافة الأطراف السياسية إلى “الاستجابة لهذا القرار التاريخي النابع من جوهر الالتزام بما تمليه الحكمة اليمنية وينتصر له العقل السليم”.وقالت إنه هذا التفويض “خطوة هامة باتجاه حل الأزمة السياسية الراهنة وتجنيب الوطن مخاطر الانزلاق إلى الصراع والفوضى والفتن المدمرة”. وعلى صعيد متصل، قال رئيس المنتدى السياسي اليمني علي سيف حسن، إن تفويض الرئيس علي عبد الله صالح نائبه هادي التوقيع على المبادرة الخليجية سيضمن “إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ستحمي اليمن من الصراع المسلح والفتن”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©