الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الوطنية في شعر حماد النعيمي» قراءة في الموروث والإنسان والوطن

«الوطنية في شعر حماد النعيمي» قراءة في الموروث والإنسان والوطن
2 سبتمبر 2012
قدم الشاعر حماد بن عبدالله الخاطري النعيمي قصائد في الوطن والأرض والإنسان، فكانت القيم والمبادئ الوطنية موضع اهتمامه الخاص فأجاد بها وأبدع شعراً في توصيف الوصايا والخطب والحكمة التي جعلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله نبراساً للأجيال الآتية والتي تعتز بها نفوس الأبناء. وتعتبر هذه القيم والوصايا المليئة بالحكمة خرائد العصر وحكم الدهر لما فيها من وعظ وإرشاد يحملها الأبناء تواصلاً مع جيل الآباء في تشييد صرح ابتدأ يأخذ مكانته بين صروح الأمم. وتثميناً لهذا الشعر ومكانته قدم الباحث والناقد العراقي موفق العاني قراءة نقدية في شعر حماد الخاطري النعيمي بعنوان “الوطنية في شعر حماد الخاطري النعيمي.. دراسة نقدية” وهي في طبعتها الأولى لهذا العام والصادرة عن دار الهلال في دمشق، وصمم الغلاف عماد عرابي النجار ويقع الكتاب في 242 صفحة من القطع المتوسط. تناول موفق العاني قراءة شعر حماد الخاطري وعلاقته بالموروث وفضائه الشعري، ثم مفهوم الوطنية، ولم يغفل عن آراء النقاد في شعر الخاطري، وأفرد العاني قسماً من قراءته لشعر حماد الخاطري الذي عدد فيه خصال ومناقب المغفور له الشيخ زايد رحمه الله وهو بعنوان “زايد: أصالة المنبت، ثم طيب الساس ثم الوطن الغالي والشهم العزوم. وخصص الناقد أيضاً قسماً لدراسة شعر الخاطري في الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقرأ العاني خصال الزعامة التي أصبحت فخراً للأوطان وشموخ القوافي وأصالة المنبت في شخصية الشيخ محمد بن زايد، وتطرق إلى ما جادت به قريحة الشاعر حماد الخاطري في الوطن وسراته وهم آل نهيان ومسيرتهم عبر التاريخ. وحفل شعر الخاطري بوصايا في حب الوطن والتفصيل في ما غرسه زايد في نصرة الوطن وحبه، وكان في شعره متجلياً ينسج درراً من الكلمات في عقد تزين صدر هذا الوطن. يرى العاني أن حماد الخاطري اتبع سلوك الشعراء الأقدمين حيث الأريحية التي وصفت بها قصائده بنية المجتمع الإماراتي حيث يقول: وإذا جتنا من الحاقد نقوم بحلم نرد ونجيد المقالة ويقول أيضاً: نجد ونبذل أقصى ما نروم وهدفنا نقبض الطيب وخصاله وعندما يصف الحكيم المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله يقول في إحدى قصائده: من الصحرا بدويّ جا وأذهل عالم العمران أصيل أكبر من الكرسي عظيمٍ ما يطالونه ويتطرق موفق العاني إلى علاقة شعر حماد الخاطري بالموروث وبخاصة القصائد التي استل قوتها مما قرأه في الموروث الشعري الإماراتي، حيث كان يقوم بجولات ميدانية في مدن وبادية الإمارات ليجمع أشعار الشعراء الإماراتيين القدامى التي لم تلتمس التدوين أو النشر، وتعتبر هذه المهمة شاقة فعلاًَ، إلا أنها أعطت الشاعر الخاطري قدرة على بناء نص شعري متكامل، كما يرى العاني. ويقول العاني: “لقد كان الفتى الخاطري يتبع ما علق في صدور الحفاظ من كبار السن من قصائد لهؤلاء الشعراء الذين انتقلوا إلى دار الخلود، واستطاع عبر أحد عشر عاماً أن يخرج منهم بكتاب في ثلاثة أجزاء وحمل عنوان “أعذب الألفاظ من ذاكرة الحفاظ”. واعتبر العاني هذه الأجزاء الثلاثة عملاً وطنياً، لأنه حافظ على الموروث الشعري الذي لم يطوه النسيان، وقد ساعده على إنتاج هذا الكتاب كونه شاعراً يقرض الشعر ويهتم بالشعراء، وهو يقدمهم إلى المستمعين عبر برنامجه الإذاعي “عزف على الأوتار” في نهاية تسعينيات القرن الماضي. ويرى العاني أن هذا الشاب “حماد الخاطري” لديه ثقة عالية بنفسه في اختيار من يقصدهم من رواة وحفّاظ وأصحاب علم وأصحاب الوثائق. ويممت القريحة لأجل واجب تفرضه لاوطان ومدحت البدر ياللي كل خلق الله يشوفونه إلى أن يقول: بلاد أنجبت زايد بلاد الجود والشجعان بعيدين عن الذلة ودرب العز يمشونه وأصدر الخاطري ديوانه “ترانيم” (1994) فقرأ موفق العاني فيه طبيعة وبنية قصائده باحثاً عن سمات وخصائص الروح الوطنية بين طيات هذا الشعر. ويقول العاني: “يعد حماد الخاطري رسالته للدكتوراه في موضوعه “قبائل الخليج العربي وأدبها الشعري في مواجهة الأطماع الأجنبية”، وهذا البحث لا يخرج عن حبه للوطن الذي لم يغب حتى عن دراساته التاريخية أو نصوصه الشعرية”. لقد أبدع الخاطري في كتبه “أوثق المعايير في نسب بني ياس والمناصير” و”أطيب الثمرات في التعريف بقبائل الإمارات” و”ثلاث قصائد للشاعر الخالد بطي بو سهيل الفلاسي” و”أعذب الألفاظ من ذاكرة الحفاظ” إضافة إلى تحقيقه لديوان الشاعر “محمد بن نعمان الكعبي” وجمعه لكتاب “روائع الشعراء” وهو يعد لكتاب “مسيرة باحث” يتحدث فيه عن معاناته عبر أكثر من عشرين عاماً. يتبع موفق العاني مفهوم الوطنية اصطلاحاً ولغة وعند الشعراء العرب حتى يصل به إلى شعر الخاطري. ويتحدث العاني عن كتاب حماد الخاطري “أعذب الألفاظ من ذاكرة الحفاظ” بأجزائه الثلاثة التي تتبع فيه قصائد شعراء الأسرة الحاكمة “آل نهيان” وقد أكد بالتوثيق في كتابه الثاني “أطيب الثمرات في التعريف بقبائل الإمارات” ما جادت به قرائح شعراء آل نهيان وما غرست به جذورهم على هذه الأرض منذ أكثر من سبعة قرون حيث جاء نصاً “فهم” يعني أسرة آل نهيان” على هذه الأرض منذ ذلك التاريخ بمعنى 790 سنة تقريباً”. ويعد كتاب أطيب الثمرات نموذجاً للبحث في الفضاء الوطني للشعر المجموع، حيث ضم أيضاً قصائد لشعراء يمتد زمنها إلى ما يقارب قرنين من الزمان، كاد أن يأتي عليها النسيان لولا هذا الجهد المثابر. وتطرق العاني إلى الشاعر حماد الخاطري في عيون النقاد، حيث قرأه الشاعر أحمد محمد عبيد والدكتور عبدالعزيز الجاسم عضو الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين العرب وعلي المطروشي مدير متحف عجمان. كما تطرق إلى لغة شعر حماد الخاطري من حيث المزايا العظيمة التي عددها في شخصية زايد الخير رحمه الله وما قاله في الحب والوطن والوحدة والتماسك والخير ومن روائعه “غرس زايد”. كما قرأ بنية “ترانيم” ديوان الشاعر الذي صدر عام 1994 وما فيه من سمات وطنية بارعة منها “ليل بعدك” و”عين الله تروده” و”حياة البدو” وغيرها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©