الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس اليمني: لا أحد يستطيع وقف عملية التغيير

الرئيس اليمني: لا أحد يستطيع وقف عملية التغيير
2 سبتمبر 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء)- أكد الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي أن “عملية التغيير” في بلاده “قد مضت إلى الأمام بعجلتها القوية”، مؤكدا أنه “لن يستطيع احد إيقاف” العملية التي ينظمها اتفاق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف هادي، لدى استقباله في منزله بصنعاء، أعضاء لجنة الحوار الوطني:”إننا نمر بأوضاع استثنائية ومعقدة، وعلينا جميعا استيعاب ذلك”، لافتا إلى “تناقضات كثيرة” ترافق عملية انتقال السلطة التي بدأت أواخر نوفمبر، وتستمر حتى فبراير 2014. وأكد هادي عزمه استكمال تنفيذ بنود اتفاق “المبادرة الخليجية”، مشددا على ضرورة “تهيئة المناخات”، لإطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل، أواخر نوفمبر القادم. وقال إن مؤتمر الحوار، الذي من المقرر أن يستمر حتى مايو 2013، “هو عنوان لحل القضايا وكافة الملفات العالقة” التي يعاني منها اليمن، منذ سنوات، وعلى رأسها الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب، والتمرد الحوثي في الشمال. وأشار إلى أن ما تم انجازه من اتفاق “المبادرة الخليجية”، “لا يستهان به”، مضيفا أن “الأمور في اليمن تمثل في مخارجها وتسوياتها نموذجا يحتذى به، ونحن اليوم أمام محطة جديدة من تاريخ اليمن الجديد، وسنخلف نصف قرن مضى نحو الولوج إلى القرن الواحد والعشرين بكل المعاني والأبعاد والمرامي”. وذكر أن انتخابات الرئاسة، المقرر إجراؤها في فبراير 2014، ستمهد لقيام الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة، وهو مطلب مكونات الحركة الاحتجاجية الشبابية التي أقصت صالح عن الحكم بعد قرابة 34 عاما في السلطة. من جهتها، قالت الناطقة الرسمية باسم لجنة الحوار الوطني، أمل الباشا، إن هادي أبلغ أعضاء اللجنة “قبوله جميع النقاط” العشرين التي طالبت بها اللجنة، الأسبوع الماضي، والتي من أبرزها الاعتذار رسميا عن الحرب الأهلية التي اندلعت في الجنوب، صيف 1994 والحروب ضد جماعة الحوثي في الشمال، واعتبارهما “خطأ تاريخيا لا يجب تكراره”. وأضافت في بلاغ صحفي، أن هادي اعتبر مطالب لجنة الحوار الوطني العشرين “معقولة وواقعية”، وأنه وعد بتنفيذها “بشكل تدريجي”. وذكرت الباشا أن لجنة الحوار الوطني طالبت الرئيس هادي بضرورة “توحيد” الخطاب الإعلامي لأجهزة الدولة المختلفة “بما من شأنه أن يهيئ الرأي العام لإنجاح الحوار”، إضافة إلى وقف “الخطاب العدائي التخويني والتحريض المذهبي” الذي تنتجه الوسائل الإعلامية الحزبية والأهلية في البلاد. كما طالبت لجنة الحوار هادي باتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة، خصوصا في ظل محاولات اغتيال سابقة استهدفت “طرفا سياسيا” واحدا، في إشارة إلى الحزب الاشتراكي، الذي تعرض بعض رموزه، مؤخرا، لمحاولات اغتيال في صنعاء وعدن. وقالت ناطقة لجنة الحوار الوطني، إن أعضاء اللجنة طالبوا أيضا الرئيس الانتقالي بسرعة الحسم في تعيين ممثلين عن الحراك الجنوبي، في اللجنة، مع مراعاة توسيع قوام اللجنة، المكونة من 25 عضوا، لتشمل كافة فصائل الحراك، الذي يتزعم الاحتجاجات الانفصالية في جنوب اليمن منذ مارس 2007. إلى ذلك، أكد السفير الأميركي في صنعاء، جيرالد فايرستاين، أمس السبت، اهتمام بلاده والمجتمع الدولي بسير تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية على أكمل وجه، وبما يصب في خدمة أمن واستقرار ووحدة اليمن، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. وقال فايرستاين، لدى لقائه الرئيس هادي، إن الأمم المتحدة مسؤولة عن إنجاح عملية نقل السلطة في اليمن، الذي كاد ينزلق، العام الماضي إلى أتون حرب أهلية، إثر مواجهات مسلحة اندلعت وسط صنعاء، بين فصائل داخل الجيش اليمني المقسوم منذ مارس 2011، على خلفية تمرد القائد العسكري البارز، اللواء علي محسن الأحمر. واتهمت أطراف داخل “اللقاء المشترك”، الرئيس السابق بمحاولة “إرباك” المشهد السياسي في اليمن، عبر تنظيم احتفال ضخم بذكرى تأسيس “المؤتمر الشعبي العام”، الشريك الرئيسي في الحكومة الانتقالية. وذكرت صحيفة “الصحوة”، لسان حزب “الإصلاح” أبرز مكونات “اللقاء المشترك”، أن صالح يهدف من خلال الاحتفال إلى “إرباك” تحضيرات مؤتمر المانحين لليمن، الذي تستضيفه العاصمة السعودية يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، إضافة إلى “عرقلة قرارات مرتقبة لهادي”. وذكر تلفزيون “اليمن اليوم” المملوك للرئيس السابق أن العاصمة صنعاء ستشهد الاثنين “احتفالية كبيرة” بمناسبة ذكرى تأسيس “المؤتمر”، موضحا أن قرابة 7 آلاف عضو في الحزب سيشاركون في هذا الحفل. واستبعدت مصادر رفيعة في “المؤتمر”، أن يُعلن صالح خلال الاحتفال تنحيه من رئاسة الحزب، حسبما تكهنت به وسائل إعلام يمنية وعربية. وقال رئيس الدائرة الإعلامية في حزب “المؤتمر”، طارق الشامي، إن الحزب يريد، من خلال الاحتفال، توجيه رسالة مفادها أنه لا يزال “رقما صعبا” في الخارطة السياسية اليمنية، مشيرا إلى أن هذا الاحتفال سيمثل “محطة انطلاق جديدة” للحزب، الذي أسسه صالح في أواخر أغسطس 1982. وكان مصدر في حزب “المؤتمر”، ذكر في تصريح سابق، أن الاحتفال سيُقام في الصالة الرياضية المغلقة، شمال العاصمة صنعاء، حيث تتمركز قوات اللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية و”الفرقة الأولى مدرع”. وذكرت صحيفة “أخبار اليوم” أن “قيادات وطنية” في حزب “المؤتمر”، بعضها أعضاء في مجلسي النواب (البرلمان) والشورى، يعتزمون “الإعلان بشكل رسمي عن عدم شرعية القيادة الحالية للمؤتمر الشعبي العام والمتمثلة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح ومعاونيه”. ونقلت الصحيفة، عن مصدر قيادي في “المؤتمر”، لم تكشف عن هويته، أن تلك القيادات أمهلت صالح، حتى صباح الاثنين، للتنحي من رئاسة الحزب لصالح الرئيس الانتقالي هادي، باعتبار أن مصلحة الوطن ووحدته واستقراره تستدعي أن يمارس “المؤتمر الشعبي” دوره بصورة فاعلة، وبرؤية تتوافق مع الأحداث والمتغيرات الأخيرة التي أحدثتها ثورة الشباب، حسب قوله. إلى ذلك، تظاهر المئات من انصار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن امس في عدن. ويأتي ذلك فيما يكثف الحراك تحركاته في الشارع منذ أسابيع للمطالبة بـ”فك الارتباط” مع الشمال، وقد تجمع مناصرو الحراك في عدن امس بمناسبة “الذكرى 41 لتأسيس الجيش الجنوبي”. وذكر الشهود ان المئات تجمعوا في ساحة الهاشمي بحي الشيخ عثمان رافعين شعارات مناوئة للوحدة اليمنية وأعلام دولة الجنوب السابقة مرددين هتافات مثل “ثورة ثورة يا جنوب”. وألقيت عدة كلمات في التجمع شددت على الإشادة بدور المتقاعدين العسكريين الجنوبيين الذين كانوا في اساس انطلاق احتجاجات الحراك الجنوبي في 2007. وشارك في التجمع رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي والقيادي العائد من المنفى احمد الحسني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©