قررت لجنة مبادرة السلام العربية في ختام اجتماعها بمشاركة وفد الإمارات برئاسة معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في القاهرة الليلة قبل الماضية، مواصلة حشد التأيد الدولي للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين الأمم المتحدة. وأكدت أن الذهاب إلى الأمم المتحدة لا يتعارض مع إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس على حدود عام 1967 من خلال المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقرر الاجتماع تشكيل لجنة مصغرة برئاسة قطر وعضوية أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ومصر والسعودية والأردن والمغرب وفلسطين وسلطنة عمان، تكون في حالة انعقاد دائم لمتابعة كل الاتصالات مع المجموعات الدولية لحشد التأييد للتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة.
وقال العربي، في مؤتمر صحفي مشترك مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن اللجنة ناقشت كل الأوضاع المتعلقة بذهاب فلسطين إلى الأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة. وأضاف “الاتصالات مستمرة وهناك تأييد واسع من مختلف دول العالم”.
وقال عريقات “ذهابنا إلى الأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين لا يتعارض تماماً مع إقامة دولة فلسطينية من خلال المفاوضات، بل هو على العكس يكرس مبدأ حل الدولتين”.
وأضاف “الاتصالات مستمرة مع الولايات المتحدة وندعو الإدارة الأميركية إلى إعادة النظر في مواقفها، فمن أراد بالفعل تحقيق حل الدولتين فلا يلوح بالفيتو”. وتابع “إنها من المرات النادرة التي نتحدث فيها كعرب بلسان واحد وهو إعادة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 إلى خارطة الجغرافيا، ونحن الآن نمتلك زمام المبادرة ولا نريد الصراع مع الولايات المتحدة أو غيرها ونريد تثبيت حقوقنا وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة”.
وكان رئيس اللجنة، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أكد في بداية الاجتماع أن العرب اتفقوا على التوجه إلى الأمم المتحدة لطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.
وقال “حق الشعب الفلسطيني في قيام دولته حق قانوني وأخلاقي، على جميع الدول الالتزام به والسعي لتطبيقه وتمكين الفلسطينيين من ممارسته”. وأضاف “لقد قطعنا شوطاً مقدراً في إقناع دول العالم بالاعتراف بدولة فلسطين ونشهد كل يوم عواصم جديدة تنضم لقائمة الداعين لحق الفلسطينيين المشروع في تقرير مصيرهم وقيام دولتهم المستقلة كاملة السيادة على أرضهم”.
إلى ذلك أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه استمرار الاتصالات مع الأطراف الأوروبية كافة في ظل الاتجاهات المختلفة لموقف الاتحاد الأوروبي. وقال لإذاعة فلسطين أمس “نشعر بالثقة في بلورة موقف أوروبي إيجابي بتأكيد أن دولة فلسطين من حقها أن تصبح عضواً في الأمم المتحدة”.
كما أعلنت منظمة التعاون الإسلامي أن أمينها العام أكمل الدين إحسان أوغلو كثف خلال الأيام الماضية اتصالاته مع عدة أطراف أوروبية ودولية لحشد الدعم لحق فلسطين في نيل الاعتراف الدولي وعضوية الأمم المتحدة. وقالت في بيان أصدرته في جدة إنه أجرى اتصالات مع رئيس المفوضية الأوروبية مانويل باروسو ومفوضة السياسة والأمن الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ورئيس المجلس الأوروبي فان رومبوي، وبعث رسائل إلى وزراء خارجية عدد من الدول ومسؤولين دوليين يحثهم فيها على تقديم الدعم اللازم لجهود فلسطين لنيل الاعتراف الدولي كدولة حرة ومستقلة على حدود عام 1967.
من جانب آخر، كرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مطالبته القيادة الفلسطينية باستئناف مفاوضات السلام من دون شروط. وقال خلال استقباله وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله في القدس المحتلة مساء أمس “إن السلام يمكن تحقيقه فقط من خلال مفاوضات مباشرة وليس من خلال خطوات أحادية الجانب”.
عدد اليوم
