الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أردوجان: الاعتراف بـ «فلسطين» واجب

أردوجان: الاعتراف بـ «فلسطين» واجب
13 سبتمبر 2011 23:45
أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس خياراً بل واجب، ورأى في كلمة أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس في القاهرة أن المطالب المشروعة للشعوب لا ينبغي قمعها بالقوة ويجب عدم التأخر في إجراء الإصلاحات، وذلك بعد أن كان حذر في حديث صحفي من انزلاق سوريا نحو حرب أهلية بين العلويين والسنة. وقال ان الشعب لم يعد يثق في وعود الأسد وأنه يؤيد الشعب في ذلك. وأدان أردوغان الذي لاقى ترحيباً واسعاً من آلاف المصريين لدى وصوله الى مطار القاهرة أمس في بداية جولة تشمل ايضاً تونس وليبيا السياسات الإسرائيلية قائلاً أمام وزراء الخارجية العرب “إنها سياسة عدوانية تشكل عقبة في طريق السلام، وخطراً على مستقبل الشعب الإسرائيلي”. ورأى اردوغان أن إسرائيل لن تخرج من عزلتها الا إذا تصرفت كدولة عاقلة مسؤولة جادة وطبيعية، وقال “بينما تحاول إسرائيل من جانب ضمان شرعيتها في منطقتنا تتخذ من جانب آخر خطوات غير مسؤولة تزعزع شرعيتها”. وتمسك باعتذار إسرائيل عن جريمة أسطول الحرية وتعويض أسر الشهداء الأتراك الذين استشهدوا في الحادث ورفع الحصار عن قطاع غزة حتى يكون هناك تطبيع للعلاقات بين البلدين، مؤكداً رفض تركيا تقرير “بالمر” ووصفه بانه أسير الذهنية الإسرائيلية واعتباره كأنه لم يكن. وأضاف أردوغان “أن الاعتراف بدولة فلسطينية هو الطريق الصحيح الوحيد، وستتاح لنا الفرصة إن شاء الله بنهاية هذا الشهر لنرى فلسطين في وضع مختلف تماماً.. حان الوقت لرفع علم فلسطين في الأمم المتحدة، وليكن هذا العلم رمزاً للسلام والعدل في الشرق الأوسط”. وأكد رئيس الوزراء التركي أن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان يجب أن تكون الشعار الموحد لتحقيق طموحات شعوب المنطقة، وأضاف “يجب علينا الا نقوم بالمطالب المشروعة لشعوبنا بالدم وباستخدام القوة، لان احداً لا يستطيع الادعاء ان شعوبنا لا تستحق أن تنظر الى المستقبل بأمل، ونحن ملزمون بتلبية المطالب المشروعة لشعوبنا بوسائل وأساليب مشروعة”. وأضاف “هؤلاء الذين يحاولون قمع المطالب المشروعة بوسائل غير مشروعة وبالقوة، هؤلاء الذين يؤجلون العدالة سوف يفهمون، ليس اليوم ولكن غداً انهم يرتكبون خطأ جسيماً”. وأشار الى الشاب محمد بوعزيزي الذي اطلق شرارة الانتفاضة في تونس ثم في دول عربية أخرى قائلاً إنه ذكر العالم مرة اخرى بقيمة الشرف الإنساني، وانه من غير الوارد بالنسبة لتركيا ان تتخذ موقفاً لا مبالياً من التطورات في الشرق الأوسط”. والتقى اردوغان المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية وبحث معه سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الإقليمية والمتغيرات العالمية وتأثيراتها في الشرق الأوسط. كما اجتمع اردوغان مع رئيس الوزراء المصري عصام شرف. وقال “إن إنجازاً كبيراً بحجم ثورة 25 يناير لابد أن يستتبعه بعض المنغصات”، لكنه أضاف “أنا واثق أن مصر سوف تتغلب عليها”. وأكد أن تركيا ستقف بجانب مصر حتى تتغلب على الصعوبات الحالية، مشيراً إلى أنه سيتم تعزيز التعاون بين البلدين أكثر وأكثر على كل الأصعدة وستكون البلدان الوجه المشرق للمنطقة”. لافتاً الى عزمه رفع حجم التبادل التجاري من 3 الى 5 مليارات دولار.وزار اردوغان ايضاً شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب. وتناول اللقاء التعاون العلمي والثقافي وتبادل الأساتذة والطلاب بين الأزهر جامعاً وجامعة وجامعات تركيا، كما تطرق الى التعاون التركي المصري الأزهري في نشر مذهب الوسطية والاعتدال في مجال الاجتهاد والتجديد في العلوم الإسلامية. وقال رئيس الوزراء التركي في كلمة ألقاها في القاهرة لعرض رؤية تركيا للشرق الأوسط “إن الشعب السوري لم يعد يصدق الرئيس بشار الأسد لانه لم ينفذ الإصلاحات”، واضاف “مع زيادة عدد القتلى المدنيين في سوريا نحن نرى أن الإصلاحات لم تتحقق ولم يتكلموا بصدق..لا يمكن أن نصدق هذا، والشعب السوري لا يصدق الأسد ولا أنا أصدقه..نحن أيضا لا نصدقه”. وفي وقت سابق، نقل عن اردوغان قوله في مقابلة نشرتها صحيفة “الشروق” المستقلة “إنه يخشى من اشتعال نار الحرب الأهلية بين العلويين والسنة في سوريا ذلك إننا نعلم ان النخب العلوية تهيمن على مواقع مهمة في السلطة وفي قيادة الجيش والأجهزة الأمنية”. وأبدى تخوفه من أن يتجه غضب الجماهير الى تلك النخب ليس فقط باعتبارها أداة السلطة في ممارسة القمع ولكن ايضاً بصفتها المذهبية”. وأضاف “للأسف فان النظام يلعب الان بتلك الورقة الخطرة لأن بعض المعلومات المتسربة تشير الى نسبة ممن يوصفون بـ”الشبيحة” (الميليشيا الموالية للنظام) ينتمون الى الطائفة العلوية وهو ما يعمق الفجوة بينهم وبين الأغلبية السنية ويثير ضغائن لا علاقة لها بالانتماء المذهبي وإنما زرعها وغذاها الصراع السياسي الذي اتسم بقصر النظر حتى بدا أن السلطة مستعدة لإشعال حريق كبير لكي تستمر”. واعتبر اردوغان أنه لا أمل في الخروج من الأزمة طالما أبقى الأسد على أغلب المحيطين به الذين يصرون على استمرار سياسة القمع والقهر وكسر إرادة الشعب، محذراً من أنه إذا لم يخط هذه الخطوة فان الأسد شخصياً هو الذي سيدفع الثمن”. وأشار إلى أن تركيا على اتصال بطهران وستوفد وزير الخارجية أحمد داوود اوغلو الى هناك قريباً لتوضح لها العواقب الوخيمة التي يمكن أن تحدث لسوريا في ظل استمرار السياسات القمعية الراهنة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©