بيروت - الاتحاد: كثفت القوى الأمنية اللبنانية، وخصوصاً الجيش من تواجدها ومن تدابيرها في مختلف شوارع العاصمة بيروت، وخصوصاً في منطقة قصقص، بعد الحوادث التي شهدتها أمس الاول، وأدت إلى مقتل الشاب أحمد محمود الذي ينتمي إلى حركة ''أمل'' بينما كان عائداً من الاعتصام الذي تنفذه المعارضة اللبنانية في ساحتي رياض الصلح والشهداء وسط بيروت· ونشر الجيش اللبناني أكثر من ثلاثين آلية عند مدخل هذه المنطقة·
كما عزز من إجراءاته في مدينة طرابلس بعد المناوشات والأعمال الاستفزازية والتظاهرات السيارة لأنصار الموالاة والمعارضة· في غضون ذلك، واصلت المعارضة اللبنانية اعتصامها المفتوح في وسط العاصمة بيروت تحت شعار إسقاط حكومة السنيورة لليوم الرابع على التوالي، في ظل مخاوف من تداعيات ما يحصل خصوصاً في ضوء الحوادث الأمنية المتفرقة في العديد من المناطق، والتي أدت إلى مقتل أحد المواطنين وسقوط العديد من الجرحى·ونعت المعارضة اللبنانية أحمد محمود وحملت الفريق الحاكم والقوى المتسلطة مسؤولية أعمال الشغب والاعتداء على المواطنين في مختلف المناطق وخصوصاً في بيروت·
وأكدت على استمرار التحرك الشعبي ودعت أنصارها للحضور الكثيف إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح، مع التشديد على ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي والنظام العام·
ونفذ طلاب التعليم المهني والتقني في معهد الشيخ محمد يعقوب في بلدة الطيبة في البقاع اللبناني اعتصاماً في باحة المعهد احتجاجاً على مقتل زميلهم أحمد محمود·
ونظمت في مدينة النبطية تظاهرة طلابية تأييداً لمطالب المعارضة في استقالة الحكومة، وحمل المتظاهرون الأعلام اللبنانية وأعلام القوى والتيارات المعارضة ورددوا الهتافات وسط إجراءات أمنية مشددة·
وصدرت العديد من ردود الفعل التي حذرت من مثل هذه الحوادث واعتبر النائب وليد عيدو من كتلة ''تيار المستقبل'' أن الرئيس بري بنقطة التقاطع اليوم فيما يمكن أن يجري من اتصالات وعليه أن يعيد الجميع إلى طاولة الحوار وقال: سننزل إلى الشارع إذا اضطررنا لذلك·
وشدد النائب سمير فرنجية من فريق 14 مارس أنه من الصعب ضبط حركة الشارع في هذا الجو من الاصطفاف··· معتبراً أن لا مبادرات جدية لمعالجة الأزمة والمطلوب تغيير نهج ''حزب الله''·
وأوضح أن ''زيارة نواب 14 مارس للرئيس بري هي محاولة لإعادة تحريك البرلمان''·
أما عضو اللقاء الديمقراطي النائب علاء الدين ترو فدعا ''حزب الله'' و''حركة أمل'' إلى الإقلاع عن التهويل والانخراط في بناء الدولة، معتبراً أن الحل يبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية ثم حكومة انتقالية، فانتخابات نيابية مبكرة·
وحذر ساسة ومراقبون كثيرون من أن هذه الأزمة يمكن أن تتحول إلى صراع طائفي في بلد شهد حربين أهليتين في القرن الأخير· ودعا العلامة محمد حسين فضل الله إلى وحدة المسملين في وجه محاولات جر البلاد إلى فتنة طائفية·
وقال فضل الله في بيان ''لعل من أكثر الأمور خطورة هو حال الإثارة المذهبية التي يثيرها في الخفاء في شكل شيطاني بعض الرموز السياسية وتحركها بعض المواقع الإقليمية مما يجعل الاختلاف السياسي منفتحا على الحساسيات المذهبية''·
وأمضى آلاف المحتجين ليلة رابعة في الشوارع في مدينة من الخيام أقيمت حديثا في قلب بيروت أمام المجمع الحكومي الرئيسي الذي يقضي فيه السنيورة أيامه ولياليه· وأغلقت عدة بنوك ومكاتب أبوابها أمس في منطقة وسط المدينة وهي المركز المصرفي والتجاري في العاصمة اللبنانية· وقال أصحاب أعمال في المنطقة إن عمليات الإغلاق المطولة قد تدمر العديد من مشروعات الأعمال وتجبر أصحاب الأعمال على الاستغناء عن بعض العاملين·
عدد اليوم
