الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

موسكو: الدعوات للأسد لوقف النار أولاً «ساذجة»

2 سبتمبر 2012
موسكو، بكين (وكالات) - وصفت روسيا أمس الدعوات العربية والغربية إلى الرئيس السوري بشار الأسد بوقف إطلاق النار أولاً وسحب قواته من المدن الكبرى بأنها “ساذجة”. وقال وزير الخارجية سيرجي لافروف خلال لقاء مع طلاب في المعهد الحكومي للعلاقات الدولية في موسكو “عندما يقول شركاؤنا أن الحكومة السورية أولاً يجب أن تتوقف عن القتال وتسحب كل قواتها وأسلحتها من المدن، وتكتفي بدعوة المعارضة إلى فعل ذلك، فهذه خطة لا يمكن تحقيقها إطلاقاً، فإما أن الناس ساذجون أو أنه نوع من الاستفزاز”. وأضاف لافروف “أن دعوة كهذه تعادل طلباً باستسلام النظام”، معتبراً أنه لا الغربيين ولا العرب يحق لهم طرح طلب كهذا. لكنه أضاف “أن ملاحظاته لا تهدف إلى دعم نظام الأسد بل تعكس الواقع اليومي على الأرض”، وقال “لا يهم رأيكم في النظام السوري.. من غير الواقعي إطلاقاً في الوضع الحالي، والقتال دائر في المدن، القول إن الحل الوحيد يكمن في استسلام من جانب واحد لأحد الطرفين”. وتابع لافروف “نحن لا نقف في صف نظام أو أشخاص في سوريا، بل نستند في موقفنا إلى ما هو واقعي، بينما زملاؤنا الغربيون وممثلو بعض حكومات الشرق الأوسط يؤيدون بشكل شبه علني تدخلاً أجنبياً في سوريا. وقال “بالنسبة لموقف الذين يطلبون استسلاماً من جانب واحد للقوات الحكومية ويشجعون في الوقت نفسه المتمردين المسلحين على القتال، فهذا يعني أنهم مستعدون لتحمل مسؤولية خسارة عدد كبير جداً جداً من الأرواح”. وأعرب لافروف عن أمله بأن يستخدم المبعوث الأممي العربي الجديد الأخضر الإبراهيمي الذي دخلت مهمته حيز التنفيذ أمس ما تم تثبيته في البيان الختامي للقاء جنيف في 30 يونيو فيما يخص شكل وإمكانية الاتفاق بين اللاعبين الخارجيين والأفكار المثبتة التي تصب في مصلحة الشعب السوري. معرباً عن أسفه لرفض مجلس الأمن تثبيت التزامه الرسمي باتفاق جنيف. وقال لافروف “لقد اقترحنا أن يوافق مجلس الأمن الدولي على هذه الوثيقة، ولكن أدهشنا رفض ذلك من قبل شركائنا الغربيين”، وأضاف “أن هذا يؤكد الشكوك بأن بعض شركائنا الأجانب، ينطلقون من مصالحهم الجيوسياسية وليس من مصالح الشعب السوري”. وأضاف “أن الحل الوحيد الممكن هو الحل الذي يقرره السوريون أنفسهم. وهذا ما تتضمنه قرارات مجلس الأمن، ويجب أن تكون التسوية سورية وبمشاركة كافة الأطراف”. وأضاف “روسيا والصين ودول أخرى واثقة من ضرورة إجبار أطراف النزاع على الجلوس إلى طاولة الحوار”. ورأى نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف أن التهديدات التي أطلقتها المعارضة السورية بخصوص إسقاط طائرات مدنية جاء نتيجة تسليمهم أسلحة بطريقة غير مسؤولة. وأكد في صفحته على موقع “تويتر” “المعارضة السورية تهدد الآن بإسقاط طائرات مدنية، ها هي نتيجة تسليمهم بطريقة غير مسؤولة لأنظمة دفاع جوي محمولة”. من جهته، عبر وزير الخارجية الصيني يانج جيشي لموفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، عن قلق بكين المتنامي حيال تدهور الوضع في سوريا. وتطرق يانج إلى مخاوف الصين في محادثة هاتفية مع الإبراهيمي، وقال “إن الوضع في سوريا يتدهور يوماً بعد يوم، والصين قلقة جداً حيال ذلك وتتابع عن كثب المشاكل الإنسانية التي تسببها المعارك” ورحب يانج بتولي الإبراهيمي مهمته الجديدة خلفاً للمبعوث السابق كوفي عنان، وأكد دعم الصين لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية. وأشار يانج إلى أهمية إجراء حوار سياسي بين السوريين على أساس أنه الطريق الوحيد لإيجاد مخرج للأزمة مع احترام سيادة سوريا والإرادة الشعبية. وأكد مجدداً أن العالم الخارجي يجب أن لا يحاول فرض حل على السوريين ولا شن تدخل عسكري في سوريا. بينما أشار الإبراهيمي إلى الأهمية التي يوليها للموقف الصيني، وأكد نيته البقاء على اتصال مع بكين خلال مهمته الجديدة. كما جدد التأكيد خلال حوار مع “العربية” الفضائية عدم وجود أي نية لتدخل عسكري أجنبي في سوريا. ودعا الإبراهيمي جميع الأطراف في سوريا إلى وقف العنف، معتبراً أن الحكومة تتحمل مسؤولية أكبر في هذا الشأن، وأكد أن من المبكر الحديث عن إرسال قوات عربية أو دولية إلى سوريا، معتبراً أن التدخل العسكري يعني فشل العملية السياسية. وقال “هناك حاجة إلى إطار سياسي جديد أو وضع جديد في سوريا، لأن التاريخ لا يعود إلى الوراء”، مشيراً إلى أنه سيتوجه في الوقت المناسب إلى العاصمة السورية دمشق. وشدد الإبراهيمي على أنه يتعين على جميع الأطراف وقف استخدام العنف في سوريا، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن دور الحكومة ومسؤوليتها أكبر في هذه الخطوة. وقال عن فكرة إرسال قوات إلى سوريا “من المبكر الحديث عن إرسال قوات عربية أو دولية مثل قوات حلف شمال الأطلسي”، موضحاً أن التدخل العسكري معناه فشل العملية السياسية. وقال “إن الوضع المعقد في سوريا لا يمكن التعامل معه بأفكار مسبقة، والهدف هو الوصول إلى عملية سياسية تمكن الشعب السوري من تلبية طموحه”. وأضاف الإبراهيمي أن الحكومة السورية لا بد أنها تدرك مدى هذه المعاناة التي نزلت على شعب سوريا ولا بد أنها تدرك أن هناك مطالب كبيرة تخص هذه الحكومة وأن التغيير ضروري وعاجل، ولا بد من إرضاء الشعب والتجاوب مع تطلعاته المشروعة”. كما أورد أنه لا بد من أن تدرك المعارضة أن الوضع خطير وصعب وأن المصلحة ليست مصلحة أفراد أو جماعات بل مصلحة الشعب كله ولا بد من العمل على إنهاء هذه المحنة والوصول إلى عملية سياسية تمكن الشعب من أن يعيش في ظروف يقبلها. وشدد على أنه لا يستطيع أن ينفذ المهمة المطلوبة منه من دون تأييد كامل من مجلس الأمن، موضحاً أن لا حاجة إلى قرارات من مجلس الأمن في الوقت الراهن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©