الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تجهيز 30 ألف شتلة راك لزراعتها في محمية جبل الظنة

تجهيز 30 ألف شتلة راك لزراعتها في محمية جبل الظنة
22 فبراير 2008 01:35
تمتد على مساحة 5 هكتارات على سواحل محمية منطقة جبل الظنة، 250 كيلو متراً غرب أبوظبي شمال مدينة الرويس أشجار الراك في تجربة رائدة لدائرة أعمال رئيس الدولة استمرت لمدة خمس سنوات· وشجع نجاح زراعة وإكثار 1000 شجرة على التوسع في المشروع وتستعد الدائرة حالياً لمضاعفة حجم المشروع والبدء في زراعة 30 ألف شتلة في المنطقة· بدأ تنفيذ مشروع زراعة أشجار الراك التي تروى بمياه البحر مباشرة في منطقة جبل الظنة عام 2003 بجلب الأشجار من مشاتل محلية وتأهيلها تدريجياً لتحمل ملوحة مياه البحر وخلق مسطحات خضراء تحمي السواحل البحرية من زحف الرمال والانجراف وتوفير بيئة طبيعية تساهم في تنمية الحياة البحرية والبرية· تاريخ طويل يعود تاريخ شجرة الراك إلى ما قبل العام 700 الميلادي ولها تاريخ طويل مع أهل شبه الجزيرة العربية وتعتبر من أشجار المنطقة المعمرة ويصل عمرها إلى أكثر من 100 عام وتنمو في الوديان والرمال الساحلية والسفوح الجبلية الحجرية· وقال معالي المهندس مبارك سعد الأحبابي رئيس دائرة أعمال رئيس الدولة في تصريحات مؤخراً لـ''الاتحاد'' إن مشروع زراعة الراك جاء من منطلق الاهتمام بالزراعة والبيئة والطبيعة والحياة الفطرية التي يوليها صاحب الســــمو الشيخ خليفـــة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' اهتماما كبيراً، ورؤية سموه البعيدة للحفاظ على البيئة بكل مفرداتها ونشر المسطحات الخضراء· وأشار الأحبابي إلى أن نجاح التجربة يفتح الباب للتوسع في هذا المشروع الرائد وزراعة 30 ألف شتلة· وأشار إلى أن الدائرة تستعد حالياً لمضاعفة المساحة المزروعة بالراك· وأوضح الأحبابي أن المشروع على مدى السنوات الخمس الماضية ساهم بشكل ملحوظ في تحسين الحياة البرية والبحرية في منطقة جبل الظنة واستوطنت آلاف الطيور المنطقة بعد أن وفرت لها أشجـــــار الراك الملاذ الآمن والطقس الحسن· وتتغذى الغزلان على أوراق شجرة الراك التي تعمل على تخفيف درجة حرارة المكان المحيط· وللشجرة أثر كبير في تنقية الجو من الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون والعمل على إنتاج الأوكسجين· كما تساعد أشجار الراك على نمو الأعشاب البرية الطبيعية مثل الرمرام والرمث والهرمية والعلكة التي تتغذى عليها الحيوانات في الحياة البرية· منظومة بيئية وصحية وقال الأحبابي: ''إن مشروع زراعة الراك يجسد منظومة بيئية متكاملة بحرية وبرية وفطرية وكذلك طبية''· وأشار الى أن أصل الشجرة يعود الى المنطقة التي تربطها بأهل شبه الجزيرة العربية علاقة قديمة· وتستخدم الشجرة كمصدات هوائية في الطرقات وتحمي التربة من الانجراف وتعزز الحياة البيئية والفطرية· كما تشكل شجرة الراك بيئة آمنة للطيور البرية· وتساعد فروعها المتدلية على الأرض في بناء أعشاش لطيور الصفارد والحجل والدراج، كما تعد مستوطنة ملائمة للبط البحري· ولشجر الراك فوائد طبية جمة على الإنســـــــان وتســتخدم عروق الشجــــرة وأوراقها كعلاج لبعض الحالات الفطرية والحشرات التي تصيب الجلد خصوصاً الجـــرب، كمـــا تستخدم عروقها كمطهر للفم، وتطهى أوراقها مع الليمون، وتقدم للمصابين بالشلل· الرقعة الخضراء وقال الأحبابي: إن انتشار المسطحات الخضراء في طقس مثل الإمارات يعود بالعديد من الفوائد لجهة تحسن الطقس والحفاظ على المخزون المائي للمياه العذبة حيث تروى الشجرة مباشرة من مياه البحر· وأرجع علي بن رصاص المنصوري وكيل دائرة أعمال رئيس الدولة نجاح تجربة زراعة الراك في جبل الظنة إلى الدعم المباشر والمتابعة من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وقال إن المشروع يعتبر الأول على مستوى المنطقة وحقق نتائج ممتازة تشجع على التوسع فيه· وأشار المنصوري إلى أن الدائرة تعمل حالياً على مضاعفة المســــــاحة المزروعــــــــة بعد تجهيز الأشجار التي يصل عددها الى 30 ألف شجرة· المشتل وتحدث المنصوري عن مراحل زراعة أشتال الراك وكيف يتم إعدادها لتحمل ملوحة مياه البحر وقال إن الشتلة يكون ارتفاعها من 60 سم إلى متر بسمك قلم· ويتم نقل الشتلات من مشتل الأشجار الحرجية، إلى مشتل آخر تكون فيه نسبة الملوحة من 15 ألف جزء من المليون إلى 20 ألف جزء من المليون لمدة 20 يوماً، بعد ذلك يتم نقل الشتل إلى مشتل آخر في مياه البحر ويتم ''تعويد'' المشاتل على رقعة نسبة الملوحة 45 ألف جزء من المليون على مراحل كل 5 آلاف جزء من المليون لمدة 15 يوماً· والراك شجرة صغيرة دائمة الخضرة تشكل مجموعات كبيرة متشابكة الأجزاء يصل ارتفاعها من 1 ـ 2 متر ويصل عرضها إلى حوالي 5 أمتار، يميل لون الفروع إلى البياض أولاً وتصبح خشنة الملمس ورمادية اللون والجذوع منتصبة أو متدلية أو منتشرة جرداء· أما الأوراق فهي ذات أعناق قصيرة للغاية وجلدية لونها أخضر زاه وشكلها متغير من البيضاوي إلى البيضاوي المعكس، عريضة ذات حافة كاملة والأزهار صغيرة الحجم لونها أبيض مائل إلى الخضرة على هيئة عناقيد طرفية وجانبية· القيمة الصحية للأوراق تعتبر أوراق هذه الشجيرة، قيمة للإبل وبالذات في المناطق التي تقع خارج نطاق الأمطار الموسمية· بالنسبة للأغصان يتم تقسيمها الى أقسام يبلغ طول كل منها من1 - 2 سم ويكشط قشرها ويغسل ثم يجفف ويستخدم الغصن المنظف كمسواك عن طريق إزالة القشرة المتبقية في الجزء الطرفي بطول 1,0 مم حتى تظهر الألياف الداخلية بشكل الفرشاه ويحتوي الخشب على مادة قابضة مرة تعتبر منظفاً طبيعياً للأسنان· في بعض الأحيان كانت تجمع الأغصان الخشبية للنبات ثم تحرق حتى تصبح رماداً خفيفاً ويستخدم هذا الرماد كمعجون، وكانت أوراق هذا النبات تطهى مع أوراق الحرمل ويضاف إليها عصير الليمون وتقدم إلى الأشخاص المصابين بالشلل· الشبكات قال علي بن رصاص المنصوري إنه يتم تجهيز شبكات الري في المشتل خلال فترة تواجد الشتل ويراعى تركيب القطارات لتكون بعيدة عن جذع الشجرة بمسافة من 50 سم إلى متر تقريباً· وأكد المنصوري على ضرورة تجهيز التربة قبل زراعة الشتل وتسميدها بمعدل 12 كجم للحفرة الواحدة وخلطها جيداً مع التربة وتستغرق هذه العملية من ثلاثة إلى خمسة أيام قبل زراعة الشتلة وريها· وتستمر رعاية الشتلة وريها يومياً خلال الستة أشهر الأولى· بعد ذلك يتم تقليل نسبة الري كلما زاد عمر الشجرة حتى تصل إلى مرتين في الأسبوع· وأشار المنصوري إلى أنه يتم تسميد الشجرة سنوياً خلال شهري نوفمبر وديسمبر على أن يكون السماد في خندق يبعد عن جذع الشجرة مسافة لا تقل عن 50 سم، ويتم وضع جزء من الرمال حول جذع الشجرة مع مراعاة وضع القطارات بعيداً عن جذع الشجرة بنفس المسافة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©