السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"الخرس الزوجي".. سم قاتل للحياة الأسرية

"الخرس الزوجي".. سم قاتل للحياة الأسرية
15 سبتمبر 2011 12:44
يصبح الصمت هو سيد الموقف بين الزوجين وتتلاشى لغة الحوار، وهو ما يطلق علية المتخصصون" الخرس الزوجي" الذي يصيب نسبة كبيرة من الأزواج، الأمر الذي يؤثر بالسلب على الحياة الزوجية، ويدفع كل طرف للانطواء ليتحول عش الزوجية إلى جزر منعزلة. تقول أماني عبد الفتاح، ربة منزل (35 عاماً) متزوجة منذ 12 عاماً، أنها تعانى من حالة الخرس الزوجي منذ ما يزيد على 5 سنوات، لدرجة أنها اعتادت عليها كأحد صفات زوجها الشخصية، رغم أن هذه الحالة طارئة على حياتهما، وتشير إلى أن زوجها يعود من عمله بعد يوم طويل وشاق وقد استنفذ كل قواه، لكنها في الوقت نفسه ربة منزل، ومن ثم فإن زوجها هو الملاذ الوحيد لتبادل الأحاديث فهى لا ترى صديقاتها إلا على فترات طويلة بسبب ظروف الحياة التي تجعل كل منهن مشغولة في حياتها. ورغم ذلك تؤكد أماني، أن زوجها قد يجلس لمدة 3 ساعات أمام التلفزيون دون كلمة واحدة. أما رأفت حسون، (33 عاماً) متزوج منذ 4 سنوات، فيؤكد أن ما يصيب حياته الزوجية من خرس يعتبره مؤقتاً وليس حالة عامة يرجعها في نظره إلى ضغوط الحياة وغلاء المعيشة. لكن زوجته تعرف جيداً كيف تخرجه من هذه الحالة دائماَ. لكنه يؤكد في الوقت نفسه أن كثيراً من أصدقائه المتزوجين يعانون من حالة الصمت الأبدي التي تلازمهم مع زوجاتهم فور دخول المنزل لكنها سرعان ما تتلاشى في خروجاتهم الخاصة مع أصدقائهم. وتشير ناهد، طبيبة ( 42 عاماً) ومتزوجة منذ14 عاماً، إلى أن ضغوط الحياة وظروف العمل هي السبب الرئيسي في تبلد الحياة الزوجية وشعور الطرفين بالرتابة والملل، ومن ثم يكون الصمت أبلغ من الكلام والتعبير عن هذه الحالة التي لا تقتصر من وجهة نظرها على الرجل فقط. فهي تعود من عملها منهكة، بالإضافة إلى أعباء المنزل التقليدية ورعاية أبنائها الثلاثة الذين يدرسون في مراحل تعليمية مختلفة والتي تكون كافية لآن تسكتها أياما طويلة على حد قولها. وتشير إلى أن النزهة وخروجها مع زوجها يذهب هذه الحالة لفترة معينة، لكنها سرعان ما تعود مع عودة الروتين اليومي. وتؤكد أم خالد، (35 عاما) موظفة ومتزوجة منذ 10 سنوات، أن الزوجة عليها العبء الأكبر في هذه المسألة، فقد يكون محور حديثها عن الأبناء وطلباتهم، أو عن الماديات سبباً لانصراف زوجها عن الحديث معها والاكتفاء بالجلوس أمام الكمبيوتر أو التلفزيون لساعات طويلة، دون أن يتفوه بكلمة واحدة أو يكون كلامه بارداً. ورغم أنها أم لثلاثة أطفال، فقد حرصت منذ السنوات الأولى لزواجها على المثل القائل: "لكل مقام مقال"، فلا ينبغي أن يعود زوجها متعباً بعد يوم عمل شاق وتبادره هي بتحميله المزيد من الأعباء بالسؤال عن متطلبات الحياة بشكل روتيني. وتقول إن الحديث عن مفارقات العمل طوال اليوم أو حتى بعض الذكريات أو التخطيط لقضاء يوم خارج المنزل يعد بديلاً عن الأحاديث العادية المملة، لذلك فإن روشتة أم خالد، تجعلها، والحمد لله، لا تعاني من الخرس الزوجي. ويشير د. أيمن عبد الفتاح، استشاري الطب النفسى والعلاقات الزوجية، إلى ظاهرة الصمت بين الزوجين، أو ما يطلق عليها الخرس الزوجي هي مؤشر قوى على غياب لغة التخاطب والتفاعل بين الزوجين، لأنه غالباً ما يكون كل طرف متحدث جيد ولبق في عمله أو مع أسرته أو حتى بين أصدقائه، لكنه بمجرد لدخوله المنزل يسوده الصمت الشديد، ويلجأ أغلب الأزواج إلى التلفزيون كملاذ عن الحديث مع زوجته، حيث إن للأجهزة التكنولوجية الحديثة أثرها السلبي على الحياة الزوجية وعلاقة الأزواج ببعضهما البعض. ويرجع عبد الفتاح هذه الحالة إلى عدم وجود اهتمامات مشتركة بين الزوجين فلكل منهما عالمه الخاص الذي لا يرضى عنه بديلاً. ويؤكد أن الاستسلام من قبل الزوجين لهذه الحالة قد ينعكس على حياتهما الزوجية الخاصة التي قد يصيبها الملل والبرود وربما يحدث ذلك في السنوات الأولى من الزواج. ويدعو عبد الفتاح، إلى التفريق بين الصمت كسمة من سمات أحد الزوجين أو حالة الخرس الزوجي، فحسب عبد الفتاح قد يكون قلة الحديث، أو افتقار أحد الطرفين لفن إدارة الحديث سمة شخصية، ومن ثم لا يجب الانزعاج بل معالجتها بلطف من قبل الطرفين عبر البحث عن ميول مشتركة أو أحاديث شيقة، حيث لا تنطبق قضية الخرس الزوجي على هذا المثال، ومن ثم لا يجب الانزعاج بل تفهم كل طرف لطبيعة الآخر. ويضيف عبد الفتاح بعداً آخر لقضية الخرس الزوجي تتمثل في الرتابة والملل التي قد تصيب حياتنا دون أن ندري والتي تتسبب في اختفاء لغة الحوار في بيوتنا ومن ثم فإن تغيير نمط الحياة ولو مرة واحدة أسبوعياً يعد كفيلاً للخروج من هذه الدائرة المغلقة. ويطرح عبد الفتاح سبباً آخر لحالة الخرس الزوجي، وهى الفارق الفكري بين الزوجين، الأمر الذي لا يخلق لغة حوار مشتركة وكأن كل طرف في واد وهو ما يحتم على الطرفين الاختيار المتوافق لشريك حياته حتى يهنأ بحياة زوجية سليمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©