المشاركة تحت تهديد السلاح!

محمد حامد (دبي) بلغ الجنون اللاتيني بكرة القدم قمته، حينما هدد أحد اللاعبين مدربه بسلاح ناري لكي يجبره على الدفع به في التشكيلة الأساسية لفريقه، ولا يتركه أسيراً لمقاعد البدلاء، وتعيش الأرجنتين على وقع هذه الحادثة التي أثارت دهشة وغضب الجميع، فقد هدد سيزار باجاني لاعب فريق اسكويلا الذي يلعب في دوري الدرجة الأدنى، مدربه كريستيان نييرا بالقتل، بل قام بإشهار السلاح الناري في وجهه طالباً المشاركة في التشكيلة الأساسية للفريق. ونقلت الصحف العالمية عن «أوليه» الأرجنتينية تأكيداتها أن المدرب قرر الاستقالة فوراً من تدريب الفريق حفاظاً على هيبته، وخوفاً على حياته، فقد أصبح الاستمرار في تدريب الفريق محفوفاً بالخطر الأكبر، وهو القتل على يد أحد اللاعبين الذين ينشطون في فريقه. وأثارت الواقعة جدلاً يتجدد في عالم كرة القدم، وهو ضرورة تدخل السلطات الأمنية والقضائية في بعض قضايا العنف التي تجتاح الملاعب، فقد أصبح من الشائع توقيع بعض العقوبات المالية أو الإيقاف لعدة مباريات، وربما الشطب من السجلات الكروية لبعض اللاعبين الذين يرتكبون مخالفات جسيمة ترقى لمستوى الجريمة. وقد تحركت السلطات الحكومية في الأرجنتين من أجل إلقاء القبض على اللاعب، الذي هدد مدربه بالقتل رمياً بالرصاص، وتفاعلاً مع الواقعة التي تعد مؤشراً فاضحاً على تفشي العنف في الرياضة، أكد إيميتريو فارياس رئيس دوري مقاطعة كوردوبا التي شهدت هذه الواقعة: لم يجد المدرب حلاً سوى التقدم باستقالته، لقد حاول اللاعب أن يصادر حق المدرب في اختيار التشكيلة التي يراها مناسبة، لقد فعل ذلك بطريقة لا تصدق حينما قام بتهديده بسلاح ناري، أدعو السلطات الحكومية للتدخل وإلقاء القبض على هذا اللاعب، لا يمكن أن نتركه حراً طليقاً، ولا يمكن السماح لمثل هؤلاء بممارسة هذا الإجرام، لم يسبق لي طوال مسيرتي في عالم كرة القدم والتي تمتد إلى أكثر من 40 عاماً أن شاهدت واقعة مشابهة. يذكر أن ظاهرة العنف بين اللاعبين وضد الحكام، وكذلك التجاوزات الجماهيرية تعد من الأمور الشائعة في دوريات الدرجة الأدنى في كافة دول العالم، وذلك لأسباب تتعلق بأن هذه البطولات تقام بعيداً عن الإعلام، وبدون إجراءات أمنية كافية، مما يسمح للبعض بممارسة العنف، إلا أن التهديد بسلاح ناري يعد جريمة متكاملة الأركان تسمى «الشروع في القتل» سواء حدث ذلك في ملعب كرة قدم أو خارجه.