السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أولمبياد طوكيو... تطمينات حول «النووي»

9 سبتمبر 2013 23:25
بعيد طلوع الفجر بقليل، علم سكان طوكيو بخبر اختيار مدينتهم لاستضافة الألعاب الأولمبية للمرة الثانية، وذلك بعد تفوقها على مدريد واسطنبول اللتين تنافستا معها على تنظيم ألعاب 2020. بضعة آلاف من سكان طوكيو الـ 13 مليون نسمة بقوا مستيقظين لمشاهدة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية «جاك روج»، وهو يعلن عن المدينة الفائزة في «بوينوس آيريس» هتفوا وتعانقوا وبكوا فرحاً حالما أُعلن الخبر في الخامسة وعشرين دقيقة صباحاً بالتوقيت المحلي. وفي حديقة «كومازاوا» الرياضية -التي أُنشئت لاستضافة الفعاليات الرياضية خلال الألعاب الأولمبية الأولى لطوكيو في 1964- كسَّر نحو ألفي شخص هدوء الساعات الأولى من الصباح من خلال انشادهم «طوكيو! طوكيو!» بينما خيمت على المكان أجواء احتفالية. وفي هذه الأثناء، أعلن المذيعون التلفزيونيون عن وصول قوس قزح في سماء ملبدة بالغيوم فوق العاصمة اليابانية، بينما وصف تطبيق خاص بحالة الطقس على هاتف «الآيفون» الأمطارَ الغزيرةَ التي سقطت في وقت لاحق من اليوم بأنها «دموع الفرح». وأصدرت بعض الصحف أعداداً خاصة، بينما حاول أحد المتاجر الكبرى اغتنام فرصة أجواء البهجة والفرح لتحقيق أرباح من خلال صنع حلويات تمثل الألعاب الأولمبية وتيمتها. «ميتسوشي ماتسوفوجي»، الذي استيقظ مبكراً لمشاهدة الإعلان على حديقة الرياضات، يقول إن القرار يمنح اليابان «الشجاعة والأمل» في وقت تكافح فيه من أجل التعافي من تأثيرات تسونامي مارس 2011، الذي أسفر عن مقتل قرابة 19 ألف شخص ونزوح مئات الآلاف من منازلهم. ويقول ماتسوفوجي: «إنني أميل إلى الوثوق في الحكومة لحل المشاكل في فوكوشيما»، مضيفاً «سيكون من الصعب تنظيم الألعاب، ولكن هذه هي فرصتنا لنقول لبقية العالم إن اليابان بخير». وفي جزء آخر من المدينة، رحب أكثر من 1200 رياضي أولمبي وشخصية مشهورة بالخبر بصيحة النصر التقليدية «بانزاي!». وقالت «ساوري يوشيدا»، الفائزة بالميدالية الذهبية ثلاث مرات في المصارعة النسوية وسفيرة ملف طوكيو: «إن الفضل يعود إلى جهود البلاد كلها»، مضيفة «إن فرصة رؤية أعلى مستويات الرياضة مباشرة، هي فرصة عظيمة بالنسبة للجميع، وأنا كرياضية أولمبية أشعر بسعادة غامرة». وإلى جانب الفرح، كان هناك شعور بالارتياح أيضاً، لأن ما يكفي من الـ96 عضواً مصوتاً في اللجنة الأولمبية الدولية تغلبوا على المخاوف بشأن الأزمة المستمرة في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية، التي تقع على بعد 150 ميلاً إلى الشمال من طوكيو. وفي النهاية، فازت طوكيو بشكل مريح، حيث حصلت على 60 صوتاً مقابل 36 صوتاً لاسطنبول بعد أن أُقصيت مدريد خلال الجولة الأولى من التصويت. وكان ملف طوكيو قد تأثر في وقت سابق من العام عندما أدلى عمدة المدينة «ناوكي إينوسي» بتصريح مفتقر للحساسية الثقافية ضد اسطنبول قبل أن يرغم لاحقاً على الاعتذار. ولكن الكم الأخير من عناوين الأخبار المتشائمة حول تسربات إشعاعات خطيرة في محطة فوكوشيما دايتشي هي التي طرحت أكبر تهديد بالنسبة لحظوظ طوكيو. وقد تطلب الأمر تدخلاً من رئيس الوزراء الياباني «شينزو آبي»، الذي غادر قمة مجموعة العشرين في روسيا لحضور التصويت في «بوينوس آيريس»، لتقديم أقوى تأكيد حتى الآن على أن طوكيو آمنة؛ حيث شدد على أن الوضع في المحطة «تحت السيطرة». وقال آبي: «إنها لم تتسبب، ولن تتسبب في أي ضرر لطوكيو»، مضيفاً: «ليست ثمة أي مشاكل متعلقة بالصحة حتى الآن، ولن تكون ثمة أية مشاكل من هذا النوع في المستقبل. وأؤكد لكم ذلك بكل قوة ووضوح». غير أن تفاؤل «آبي» فاجأ الكثيرين، لأنه جاء بعيد الاعتراف المتأخر لمُشغِّل المحطة، شركة كهرباء طوكيو، الشهر الماضي بأن نحو 300 طن من المياه الجوفية المصابة بإشعاعات تتسرب إلى المحيط الهادي كل يوم. اعتراف تلته تقارير عن تسربات من صهاريج ماء غير مراقَبة بشكل جيد واستعمال أجهزة ومعدات دون المعايير المطلوبة لقياس مستويات الإشعاعات. ولكن محاولات «آبي» المتكررة للتقليل من شأن المخاوف من الإشعاعات في طوكيو ليست مطمئنة، حسب امرأة من بين سكان فوكوشيما الـ160 ألفاً الذين اضطروا للفرار من منازلهم بعد أن تسبب تسونامي مارس 2011 على ساحل شمال شرق اليابان في انصهار قلب المفاعل النووي في المحطة النووية. وبالمقابل، فإنها «تُظهر فقط أن الوضع في فوكوشيما خطير»، كما قالت لصحيفة «ماينيتشي شيمبون» قبل وقت قصير على قرار اللجنة الأولمبية الدولية. وإذا كانت ألعاب 1964 الأولمبية قد بشرت بعودة اليابان إلى المجتمع الدولي بعد أقل من عقدين على هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، فإن ثمة تفاؤلاً حذراً في أن تشكل نسخة 2020 نقطة تحول بالنسبة لأكبر ثالث اقتصاد عالمي بعد قرابة عقدين من الركود. أولمبياد طوكيو من المتوقع أن يستعمل منشآت موجودة بعد أن تخضع للترميم والتجديد، إضافة إلى عدد من الملاعب الرياضية الجديدة. وإلى جانب مشاريع البنية التحتية، فإن كلفة استضافة الألعاب قُدرت بأقل من 8 مليارات دولار فقط، وهو مبلغ أكثر من نصفه موجود حالياً في المصرف. أما محور هذه الألعاب، فسيكون ملعباً رئيسياً جديداً يتسع لـ80 ألف مقعد، على شكل خوذة دراجة هوائية. ويقول المنظمون إن الملاعب ستكون الأكثر قرباً في تاريخ الألعاب الأولمبية، وذلك على اعتبار أن 85 في المئة من المنشآت الرياضية لا تبعد عن القرية الأولمبية سوى عشر دقائق أو أقل. ووفق تقديرات لشركة «إس إم بي سي نيكو سكيوريتيز»، فإن استضافة الألعاب يمكن أن تنتج تأثيرات اقتصادية تفوق 40 مليار دولار وتخلق أكثر من 159 ألف وظيفة. جاستن ماكوري طوكيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©