الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كارلا بروني.. بركان إيطالي في فرنسا

كارلا بروني.. بركان إيطالي في فرنسا
8 ديسمبر 2010 21:45
يقع كتاب Carla - Une vie secrète “الحياة السرية لكارلا” في 300 صفحة، ويصف زوجة الرئيس الفرنسي بأنها فتاة مدللة نشأت وتربت في عائلة إيطالية ثرية، ورغم أن أمّها كانت تفضّل عليها شقيقها الوحيد (توفي عام 2007) إلا أنها لم تكن تردّ لها طلبا، وتؤكّد المؤلفة بسمة لاهوري، وهي صحفيّة فرنسيّة من أصل جزائري، أن كارلا بروني إذا حدّدت لنفسها هدفا فإنها تحققه وضربت على ذلك مثلا: فقد كانت في مراهقتها معجبة بالمطرب ميك جاغار “Mick Jaggar” وقررت الاقتراب منه وفعلا ـ وهو نجم شهير ـ نجحت في الوصول إليه وأصبحت، مثلما خططت لذلك، صديقته ثم عشيقته وبقيت معه ثمانية أعوام بأكملها بالرغم من أنه رجل متزوج، وسبق لجوستين ليفي (إبنة الفيلسوف الفرنسي اليهودي المتعصب لإسرائيل) أن روت في كتاب يحمل عنوان “لا شيء خطير” rien de grave، خيانة زوجها لها مع كارلا وسعيها للإيقاع به ونجاحها في إفتكاكه منها، وإذا كانت بداية علاقة كارلا بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تمت في ظرف كان فيه الرئيس يعاني من فراغ عاطفي بعد أن هجرته زوجته سيسيليا وقررت الانفصال عنه للزواج من رجل آخر، فإنها سعت بكلّ ما أوتيت من وسائل لتفسخ من حياة الرئيس امرأة اسمها سيسيليا وقد نجحت في ذلك أيما نجاح. الوجه الخفي وتشدد المؤلفة على أن كارلا بروني الإيطالية الأصل والتي استقرت مع عائلتها في فرنسا منذ أن كانت في السابعة من عمرها، تضع دائما أمامها استراتيجية محددة لبلوغ أهدافها ووصفتها بأنها “بركان” وأنها شديدة الغضب وتحب دائما أن تكون محاطة، وإن كارلا التي هي في الأصل عارضة أزياء تتمتع بقوام رشيق متناسق ولكنها ـ وفق ما جاء في الكتاب ـ لا تحب أنفها ولذلك التجأت أكثر من مرة إلى أطباء التجميل منذ أن كانت في السابعة عشرة من عمرها. وجاء في الكتاب أن كارلا لا تتردد في الاستفادة من موقعها كسيدة فرنسا الأولى لخدمة نفسها وأقاربها وأصدقائها، ومن أغرب الخدمات التي تكرمت بها تدخلها لدى أصدقاء زوجها الرئيس لمنح عشيقها السابق شارل برلينج وظيفة مدير مسرح مدينة “تولون”. وتقدم المؤلفة قائمة طويلة للأشخاص الذين كانت لهم علاقة عاطفية مع كارلا والذين عاشرتهم وقضت معهم ردحا من حياتها، وتذكر بسمة لاهوري أن نيكولا ساركوزي يبذل كل يوم مجهودا لإرضاء المحيطين بزوجته من فنانين ومحامين وإعلاميين أو سياسيين، وهو غالبا ما يجد نفسه مضطرا لايجاد صيغة للتفاهم مع رفائيل زوج كارلا السابق ووالد ابنها منه. حشر الأنوف سبق لمؤلفة كتاب “الحياة السريّة لكارلا” أن ألفت كتاباً كشفت فيه أسراراً كثيرة عن لاعب كرة القدم زين الدين زيدان وأثار جدلا، وقد أمضت عاما بأكمله في جمع مادة الكتاب عن السيدة الأولى الفرنسية، والتقت بزميلاتها في المعهد الثانوي الذي درست به وبعدد كبير من النساء اللاتي اقتربن ذات يوم من المرأة التي أصبحت اليوم زوجته الرئيس، وذهبت إلى أطباء التجميل الذين نجحوا في جعل كارلا امرأة لا عيب ظاهر فيها، ولكن كارلا رفضت مقابلتها وأوصت كل المقربين منها بعدم الإدلاء بأي معلومات لها، ولذلك أطلق الإعلام الفرنسي على الكتاب بأنه سيرة ذاتية غير مرخص لها. وتقدم المؤلفة صورة مكتملة عن كارلا لتجزم بأنها إمرأة نرجسية، مهووسة بالتحكم في نفسها أمام الآخرين لإعطاء صورة تكاد تكون مثالية، ويتخلل كل ذلك نكت جمعتها المؤلفة من مصادر موثوق بها تعكس تفكير كارلا وشخصيتها، وتؤكد المؤلفة أن 80 % ممن تم ذكرهم في الكتاب تحدثوا إليها مما يعطي للكتاب صبغة التحقيق الصحفي، ومن باب الحيطة حرصت المؤلفة ودار النشر ايضا على عرض الكتاب قبل نشره على كبار المحامين حتى لا تكون الكاتبة او دار النشر عرضة للتتبعات القضائية من كارلا ساركوزي خاصة وان الرئيس الفرنسي عبّر للمحيطين به، بعد ان بلغه خبر الكتاب، عن ضجره من حشر الكثيرين أنوفهم في حياته الخاصة وأشد ما أثار حنقه ان الكتاب يثير مسألة لا يريد ان يقع التطرق إليها وتتعلق بالحرب الباردة بين كارلا وزوجته السابقة سيسيليا المتزوجة حاليا من يهودي من أصل مغربي والمقيمة في دبي. كره دفين وجاء في الكتاب سرد لحادثة مفادها أن أحد مستشاري الرئيس طلب حضور المدير المسؤول عن مجلة “VSD” (الجمعة السبت الاحد)، ومجلة GALA الى قصر الإليزيه للفت نظره إلى ضرورة الكف عن نشر مقالات تقارن بين زوجة الرئيس الحالية كارلا وزوجته السابقة سيسيليا، وذهب إلى حد التلميح له بأنه إذا استجاب فإن مجلاته ستجد الدعم، وان لم يستجب فلن يلوم إلا نفسه، وقد حضرت كارلا هذه الجلسة وكانت منتشية لهذا التهديد المقنع، ويقال ـ حسب رواية المؤلفة ـ إن رشيدة داتي (وزيرة فرنسية سابقة من أب مغربي وأم جزائرية) هي التي تقف وراء تلك المقالات وأنها ـ وهي التي تربطها علاقة صداقة بسيسيليا ـ ترغب في أن يطلّق الرئيس كارلا، وإنها تقف أيضا وراء تسريب إشاعات ملحة عن قرب هذا الطلاق إثر ما قيل عن وجود علاقة لساركوزي مع إحدى وزيراته ولوجود علاقة لكارلا بزميل لها يعمل في حقل. وتؤكد المؤلفة أن كارلا تكن كرها دفينا لرشيدة داتي، ولا تستلطفها وطلبت منها بوضوح بعد أيام قليلة من زواجها بالرئيس أن تكف عن بعث الرسائل القصيرة له خارج أوقات العمل، ولما سئلت كارلا عن رأيها في رشيدة داتي أجابت: “أشعر أنها في معركة مسترسلة”. كان ذلك عندما كانت رشيدة وزيرة للعدل ولكن المؤلفة تقول بأن كارلا لا تتردد اليوم في وصف رشيدة بـ”المومس”. أثار الكتاب جدلا كبيرا وردود فعل، وذهب بعض الاعلاميين والنقاد المقربين من كارلا وزوجها الى التأكيد بأن هدف المؤلفة هو هدف تجاري وأن غايتها تتمثل في بيع أكبر عدد ممكن من النسخ ولذلك فقد سعت إلى البحث عما لم يقل من قبل، والكشف عن ما لم يكشفه أحد قبلها، ولكن بشهادة البعض فإنها لم تفلح كثيرا في هذا المسعى. ودافعت المؤلفة عن نفسها مؤكدة أن كارلا هي اليوم عائقا أمام زوجها وليست دافعا له، بل إنها ستتخلى عنه لو أنه خسر الإنتخابات الرئاسية لعام 2012 وذكرت بسمة لاهوري إن ساركوزي يحب النساء الجميلات ويلذ له أن يشعر بأن الآخرين يحسدونه على نجاحه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©