الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المطلك يرفض ضم العراق إلى محور طائفي

المطلك يرفض ضم العراق إلى محور طائفي
10 سبتمبر 2013 00:06
دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، إلى تشجيع الحوار والتفاهم في سوريا بدل الاتجاه إلى الخيار العسكري، كما دعا إلى اجتماع طارئ مع كبار قادة البلاد لبحث تداعيات الأزمة السورية على العراق. وأكدت مصادر رفيعة أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي يزور العراق، سلم رسائل واضحة للحكومة العراقية ومراجع الدين بأن إيران لن تقف موقف المتفرج من الضربة الأميركية المحتملة على سوريا، وأن “على العراق اتخاذ نفس الموقف”. بينما طالبت جبهة نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك، ظريف بـ”الاعتذار” للشعب العراقي، رافضة أن يكون العراق “عمقا استراتيجيا للنظام الإيراني، ولن يكون جزءا من محور طائفي تحاول طهران خلقه في المنطقة”. وذكر بيان حكومي عراقي أمس أن المالكي دعا لدى استقباله بمكتبه الرسمي وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس والوفد المرافق له، إلى تشجيع الحوار والتفاهم في سوريا بدل الاتجاه إلى الخيار العسكري. وجدد التنديد باستخدام السلاح الكيمياوي من أية جهة كانت، معتبرا استخدامه جريمة وانتهاكا للقانون الدولي، خصوصا أن الشعب العراقي عانى من هذا السلاح الخطير. ولفت خلال اللقاء، إلى أن العراق يرتبط باتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبي تشمل جميع المجالات، مؤكدا ضرورة تفعيل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، ورحب برغبة الجانب الهولندي بتوسيع العلاقات مع العراق وزيادة حضور الشركات الهولندية في السوق العراقية. من جانبه، أكد وزير الخارجية الهولندي أن بلاده تبحث عن فرص أكثر في السوق العراقية سواء في مجال العمل أو الاستثمار وفي جميع المجالات الاقتصادية، مؤكدا أن بلاده تسعى لعدم تفويت أية فرصة لتكثيف وجودها في العراق، وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وكان وزير خارجية هولندا فرانس تيمرمانس وصل إلى بغداد في وقت سابق أمس في زيارة رسمية للعراق. ويجري الوزير الهولندي الذي يرأس وفدا رفيعا يضم مختلف الاختصاصات، خلال الزيارة، مباحثات مع المسؤولين العراقيين تتركز حول سبل تعزيز آفاق التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بالإضافة الى القضايا ذات الاهتمام المشترك. من جهة أخرى دعا المالكي أمس كبار قادة العراق إلى اجتماع طارئ لمناقشة تداعيات الأزمة السورية وانعكاساتها على البلاد لاتخاذ موقف موحد حيالها. وتأتي الدعوة على خلفية الضربة المحتملة التي تلوح بها واشنطن ضد دمشق بدعوى استخدامها أسلحة كيميائية الشهر الماضي.وقال علي الموسوي مستشار المالكي إن “رؤساء الكتل السياسية والرئاسات الثلاث سيعقدون اجتماعا مهما بمكتب رئيس الوزراء”. وأضاف “سيركز الاجتماع الذي دعا إليه المالكي على القضايا الداخلية، والأزمة السورية وانعكاساتها على أوضاع البلاد”. وبحسب الموسوي فإن “الاجتماع يهدف أيضا إلى اتخاذ موقف وطني موحد إزاء التحديات الحالية والمستقبلية، واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهتها والعمل على تحصين الجبهة الداخلية بما يعكس وحدة العراقيين وتعاونهم لتدعيم أمن واستقرار بلدهم”. من جهة أخرى، عقدت رئاسة أركان الجيش العراقي “مؤتمر عمليات لكافة القيادات والصنوف لمتابعة تنفيذ توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، باستنفار كافة الإمكانيات لمجابهة أي طارئ بعد تسارع الأحداث في سوريا”. وكان المالكي أعلن “حالة استنفار قصوى وحالة إنذار شديد على مستوى التحديات الأمنية، وعلى مستوى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيف ما قد يترتب على الحرب من أزمات داخلية”. وزار وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي أمس الأول محافظة الأنبار للإطلاع على الاستعدادات العسكرية على الحدود العراقية مع سوريا في مواجهة أي طارئ، وللحيلولة دون تسلل المسلحين من جانبي الحدود. وفي شأن متصل ذكرت مصادر سياسية رفيعة المستوى أن زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ولقاءاته المتواصلة مع المسؤولين العراقيين والمراجع الدينية في النجف المنفردة والمغلقة، جاءت لتوحيد الرؤى العراقية الإيرانية حول توجيه الضربة العسكرية الأميركية المحتملة لسوريا. وقالت المصادر إن ظريف سلم رسائل واضحة للحكومة العراقية ومراجع الدين مفادها أن إيران لن تقف موقف المتفرج من هذه الضربة، مطالبا، وأن “على العراق السير بهذه الخطى”. وأكدت المصادر أن الوفد الإيراني بدا عليه المخاوف الواضحة من توجيه هذه الضربة لسوريا وتغيير النظام فيها، وانعكاسات الأمر على العراق باعتباره حليفا مهما لإيران في هذه المرحلة التي تواجه فيها الأخيرة عقوبات اقتصادية أميركية بسبب الملف النووي. وذكرت المصادر التي حضرت جانبا من لقاءات ظريف، أن الأخير خرج برسائل طمأنة عراقية، لكنها على ما يبدو ليست كافية لدرء خطر الحرب وانعكاساتها على المنطقة وخصوصا على المصالح الإيرانية. وكان ظريف زار أمس النجف والمراجع الدينية فيها وبخاصة المرجع الأعلى علي السيستاني، وقدم عرضا للأوضاع في المنطقة لهم، وخاصة تطورات الأزمة السورية. وذكرت مصادر رفيعة أن ظريف شدد أن “على العراق رفض أية حلول باستثناء الحل السلمي للأزمة السورية”. إلى ذلك، طالبت جبهة الحوار الوطني بزعامة المطلك، وزير الخارجية الإيراني بـ”الاعتذار” للشعب العراقي عن تدخلات بلاده بشؤون العراق الداخلية، و”إدراك” أن الشعب العراقي لن يسمح بأن يكون بلده “عمقا استراتيجيا للنظام الإيراني”، مؤكدا أن العراق لن يكون جزءا من “محور طائفي تحاول طهران خلقه في المنطقة”. وقال حيدر الملا القيادي في الجبهة “رغم حرصنا على بناء أفضل العلاقات مع دول الجوار العربية وغير العربية على أساس احترام السيادة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية، تأتي زيارة ظريف في ظل تدخلات إيرانية واضحة بالشأن العراقي”. وأكد أن “آخر هذه التدخلات، الأمر الذي أصدره قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضرب المصالح الأميركية في العراق”.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©