الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تدليل الطفل يكسبه صفة العناد وتفضيل نفسه على الآخرين

تدليل الطفل يكسبه صفة العناد وتفضيل نفسه على الآخرين
3 سبتمبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - تعاني بعض الأسر من الحالة المزاجية للأبناء، خاصة في مراحل العمر الأولى، مما يضطر الكثيرين منهم إلى تدليل الطفل وتلبية رغباته، في محاولة للسيطرة عليه، وهو ما وصفته دراسات نفسية بأنه أسلوب ليس تربوياً، حيث أوضح الدكتور محمد هلال أخصائي الطب النفسي في أحد المستشفيات الخاصة أن التعامل مع الأبناء يحتاج إلى ذكاء كبير، عبر أسلوب متوازن بين الشدة واللين، حسب ما يتطلب الموقف، مشيراً إلى أنه وفقاً للدراسات المتخصصة فإن بعض الآباء والأمهات يتدخلون بصورة خاطئة ويدللون الأبناء، في محاولة لاسترضائهم، مما يترتب عليه تعود هذا الطفل على الطريقة نفسها في التعامل خلال حياته الأسرية، ويصر دائماً على تدليله ونيل طلبه. وذكر هلال أن الأسرة في هذه الحالة تجد نفسها في حيرة أمام التعامل مع هذا الطفل، الذي سرعان ما يتحول إلى شخصية عنيدة، تتسم ببعض الأنانية، حيث ينشأ على تفضيل نفسه على الآخرين من حوله، بالإضافة إلى تعامله برعونة مع المواقــف المختلفة في كبره. وطالب الآباء والأمهات الجدد بضرورة الأخذ من تجارب السابقين، في تربية الأبناء بطريقة تجمع بين أسلوب الثواب والعقاب، وتجنب المبالغة في مدح الطفل أمامه. ونبهت الاستشارية الأسرية إنجي محمود إلى خطورة تدليل الأبناء في المراحل العمرية المبكرة، مشيرة إلى أن ذلك يستمر معهم حتى الكبر، ويجعل منهم شخصيات غير سوية، لأن الأسلوب الصحيح وفقاً للطرق التربوية المتبعة، يجب أن يعتمد على التفاهم بين جميع أفراد الأسرة، وإيجاد حالة من الحوار، بمشاركة الأبناء، حتى لو كانوا في سن صغيرة، ولا مانع أن يطلع الأبناء على الميزانية الشهرية، وأن طلباتهم خاصة المالية، لا يمكن تلبيتها، ليتعود الواحد على الصبر ونيل طلباته واحداً تلو الآخر، وليس جميعها مرة واحدة، وإلا ستتولد لديه حالة من الغضب، لا تجد الأسرة لها حلاً، سوى تدليله وتوفير طلباته. وقالت إن تدليل الأسرة، لا يكون عبر توفير احتياجات الطفل فقط، لكن يمر بمراحل عديدة، أخطرها التعامل معه على أنه أفضل من الآخرين، ويجب أن يتقدم عليهم في كل شيء، حتى إن كان غير مستحق لذلك، بالإضافة إلى عدم اتباع مبدأ الثواب والعقاب، الذي يجعل من الابن شخصاً مسؤولاً داخل أسرته. إلى ذلك، بينت حسناء محمد أنها أم جديدة، ولديها طفل واحد لم يتجاوز عمره الخمس سنوات، لذا تجد نفسها مضطرة إلى تدليله وتلبية رغباته، لكنها تنوي أن تغير معاملتها عندما يشتد عوده، ويلتحق بالمدرسة، وتعوده على الاعتماد على نفسه والتنسيق بين رغباته وعدم تلبيتها جملة واحدة. في المقابل، توازن ميساء عبد الجابر في طريقة التعامل مع أبنائها، وتنوع بين الأساليب التربوية، لكنها لا تقترب من مسألة تدليلهم، حيث ترى ذلك أسلوباً غير نافع بالمرة، مشيرة إلى أنها تعتبر نفسها في معسكر مستمر يهدف إلى إقامة أسرة متماسكة، يعرف كل أفرادها ما عليهم من حقوق ومالهم من واجبات، دون أن يكون بينهم مدلل يفضل نفسه على الآخرين، أو يرتبك أمام المواقف الحرجة، التي تواجهه في حياته. أما فاطيما الخطيب فقالت إنها قرأت الكثير عن الأساليب التربوية، لذلك تتبع خطاً متوازناً في التعامل مع ابنيها، حيث لاحظت استجابة كبيرة منهما، خاصة أن والدهما يتابع معها بشكل مستمر مشاكل الأسرة وسلوكياتها، وعقب مناقشة الأمر بشكل جماعي يتفق جميع أعضاء الأسرة على الحل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©