الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علاج عيوب الإبصار بين الأطفال ينير طريقهم الدراسي

علاج عيوب الإبصار بين الأطفال ينير طريقهم الدراسي
3 سبتمبر 2012
نسرين درزي (أبوظبي) - فحص النظر لدى الأطفال أمر لا بد للأهالي من التنبه إليه مع موسم العودة إلى المدارس. إذ إن قدرة الطالب على الاستيعاب يحددها مستوى وضوح المشاهدة من عدمه، وكثيرا ما يكون سوء النظر أو انحراف القرنية وراء التأخر الدراسي الذي يجهل أولياء الأمور أسبابه، مع تهيئة كل السبل المؤاتية للتحصيل العلمي الجيد. ويورد الدكتور حسن صبري استشاري طب وجراحة عيون الأطفال أن عملية الكشف على نظر الطلبة داخل المدارس غير كافية، لأن الأمر يتم على وجه السرعة ذاته لعدة أسباب. أهمها الأعداد الكبيرة التي تجرى لها الفحوص في الوقت ذاته، إضافة إلى التعامل مع الأمر بشكل هزلي من قبل الأطفال. ويؤكد الدكتور حسن دور الأهالي في اصطحاب أبنائهم إلى عيادة العيون بمجرد أن يصبحوا قادرين على الكلام، وذلك للتأكد من صحة البصر لديهم وعدم وجود أي عيب خلقي قد يتسبب بكسل العين فيما بعد. ويشرح أن العلاج المبكر كفيل بالحد من تطور أي من المشاكل الثلاث التي قد تعاني منها العين. وهي طول وقصور النظر وانحراف القرنية، ويذكر استشاري طب عيون الأطفال، أنه من غير المقبول الاستهتار بهذا الأمر لأن كل تأخير في تقديم العلاج المناسب لا يعني فقط تدني المستوى الأكاديمي للطالب الصغير. وإنما كذلك المساهمة في تفاقم درجات العيب البصري لديه، والتي مع الوقت قد تكون سببا مباشرا لصعوبة تقديم العلاج التخفيفي. والذي في الغالب يكون متاحا عند اكتشاف العيب في بداياته. ويقول الدكتور حسن إن الطبيب المختص يحدد الطريقة المثلى للتعامل مع العين والعمل على تقوية الضعف فيها. ويكون ذلك بواسطة النظارات الطبية حتما مع أساليب أخرى، بينها تغطية العين السليمة أو الأقل ضررا، والاكتفاء بالنظر من خلال العين المصابة بالكسل، إذ إن هذه الطريقة من شأنها أن تقوي عضلات العين، وذلك قبل أن يبلغ الطفل عامه السابع. لأن احتمال تنشيط النظر يتدنى بعد ذلك، والأمل الوحيد يكون عبر إجراء العملية الجراحية عند اكتمال النمو وبلوغ المراهق سن الـ18. حول كاذب ويلفت الدكتور حسن صبري إلى أن الكثير من العيوب البصرية مثل الحول أو المياه البيضاء قد يوجد لدى الطفل ولا يلاحظه أبواه. الأمر الذي قد يضعف النظر بشدة ويؤدي إلى كسل العين. ويتحدث الطبيب عن حول الأطفال الذي ينقسم إلى نوعين، الحول الخلقي الذي يظهر عند الولادة، أو خلال الشهور الستة الأولى من عمر الطفل. وعادة يحتاج إلى التدخل الجراحي لتعديله ومساعدة الرضيع على النظر السليم ليتمكن من استعمال العينين معا. والحول الذي يظهر غالبا بعد السنة الثانية من عمر الطفل، نتيجة لوجود طول نظر في العين. والذي قد يحدث إثر إصابة في الرأس، أو حرارة مرتفعة تساعد على ظهوره بصورة مفاجئة. ويوضح الدكتور حسن صبري أن معظم هذه الحالات يتم علاجها بواسطة وصف نظارة طبية. ويشير إلى أهمية التفريق بين الحول الكاذب والحول الحقيقي عند التشخيص، موضحا أن الأول ليس حالة مرضية، ولا يحتاج إلى علاج. وعادة يختفي تلقائيا لدى الأطفال عند سن السابعة أو الثامنة. كما يجب أن يحدد الطبيب المختص ما إذا كان الحول هو الظاهرة المرضية الوحيدة، أو كان عرضا مصاحبا لمرض آخر للعين. مثل المياه البيضاء أو أي من أمراض الشبكية أو العصب البصري، حيث يمكن أن يصيب أحد هذه الأمراض عين الطفل في الصغر. ويؤدي عدم تشخيص المرض مبكرا إلى ظهور حول ثانوي في إحدى العينين. وينصح طبيب العيون أولياء الأمور بمراقبة أطفالهم عند اللعب والمذاكرة ومشاهدة التلفاز، لأن حركة العين في الاتجاهات المختلفة أحيانا تظهر الحول. كما أنه من الدلائل على ذلك أن الطفل يميل أحيانا برأسه باتجاه معين ليتمكن من توجيه عينه المصابة بالاتجاه المعاكس حتى يرى الأشياء بصورة متطابقة. ولكي يتخلص من الرؤية بصورة مزدوجة. وتكمن خطورة هذه الحالة في أنها تؤدي على المدى الطويل إلى تقلص في عضلات الرقبة ويكون علاجها عسيرا إذا أهملت. تأخر علمي من جهتها، تتحدث طبيبة العيون الدكتورة جلنارة عبدول عن أهمية الكشف المبكر على صحة عيون حديثي الولادة لتفادي تفاقم أي مشكلة في النظر، إذ إن قصر النظر في بعض الحالات يمكن التوصل معه إلى حل جذري كلما كان التدخل الطبي في السنوات الأولى من عمر الطفل. أو على الأقل التمكن من المساعدة في الحد من تطور انحراف القرنية، والتي غالبا يمكن التحكم بدرجاتها قبل سن السابعة. وتوضح أنه قبل بلوغ الطفل سن الدخول إلى المدرسة، يمكن للأهل الواعين أن يلاحظوا صحة نظره من عدمه من خلال اللعب معه. ولاسيما عندما يصبح قادرا على التمييز بين الأحجام وبين الأبعاد. وتقول طبيبة العيون، إن مشاكل النظر تتشعب وتختلف من مريض إلى آخر، غير أن انحراف القرنية لدى الأطفال هو آخر ما يخطر على بال أولياء الأمور. وتشرح أن هذا الانحراف هو في الغالب عيب خلقي ينشأ مع الطفل ويتسبب له برؤية الأشياء على غير أحجامها الحقيقية. كأن يرى الكرة بشكل بيضاوي أو الوجه المستدير بشكل طولي، وعليه فإن هذا الخطأ الجسيم في طبيعة النظر، يجعل الطفل مع دخوله إلى المدرسة يتأخر تلقائيا عن زملائه لجهة التواصل مع المعلم. كما أن إجاباته الخطية والشفوية لا تكون بالمستوى المتوقع بالنسبة لسنه. وتوضح الدكتورة جلنارة عبدول أنه درءا لتعريض الطفل لهذه الصعوبات التعليمية نتيجة لعدم قدرته على الرؤية الصحيحة، فإن الحل الوحيد هو أن يصطحب الأهل أبناءهم إلى طبيب العيون بشكل دوري، على أن تكون الزيارة الأولى عند بلوغ السنة الثالثة من العمر، وذلك كإجراء احترازي لاكتشاف ما يمكن أن يكون علاجه في غاية السهولة. عيب خلقي وتقول ريما شهاب إنها اكتشفت قصر النظر لدى ابنتها من خلال تأخرها في المدرسة، إذ إن علاماتها كانت متدنية دائما بالرغم من متابعتها في البيت، مشيرة إلى أن الطبيب المعالج أكد لها أن ابنتها تعاني عيبا خلقيا في النظر، ولو أنها اصطحبتها مبكرا إلى العيادة لما كان الأمر تفاقم إلى ما هو عليه الآن. وهي اليوم تضع النظارات الطبية وقد تحسن مستواها مقارنة مع الفترة السابقة، غير أنها تأسف على ما فاتها من وقت من دون الخضوع للعلاج اللازم. رأي مخالف يسجله عمر نقشبندي الذي كان يعي تماما أهمية إخضاع أبنائه لكشف صحة العيون، إذ إنه يعاني انحراف القرنية منذ كان طفلا، وقد قدر أن تكون هذه المشكلة وراثية. ويذكر أن نتيجة الفحوص أكدت سلامة نظر ابنه الأكبر فيما جاءت النتيجة أن أخويه الصغيرين مصابان بعيب خلقي. والعلاج الوحيد لهما أن يضعا النظارات الطبية إلى حين العمل على تقوية مناطق الكسل في أعينهما. ويوضح عمر أن هذه المشكلة لم تؤثر على التحصيل العلمي لولديه، لأنهما منذ دخولهما إلى الروضة وهما يضعان النظارات المناسبة لتصحيح النظر. خطورة الأجهزة الإلكترونية يروي الدكتور حسن صبري المتخصص في طب وجراحة عيون الأطفال أنه قبل أسبوع زارته في العيادة أم لطفلين توأم عمرهما سنتان ونصف السنة. أصيبا بالحول نتيجة لمشاهدتهما الدائمة للألعاب على جهاز «الآي باد» وذلك بما يفوق الخمس ساعات في اليوم. والطفلان كانا يعانيان أساسا من مشكلة طول النظر، ما يبرر المجهود البصري الذي يتعرضان له أمام هذا الجهاز لتقريب المسافات والتمكن من رؤية الأحجام. ويؤكد الطبيب هنا خطورة الألعاب الإلكترونية على نظر الأطفال ولاسيما من لا يضعون النظارات الطبية. لأنهم بذلك يضاعفون من حجم المشكلة البصرية لديهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©