الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السياحة.. صور سلبية (1)

5 ديسمبر 2006 23:48
من خلال بعض المحاضرات عن صناعة السياحة والإعلام التي ألقيتها على عدد من طلاب وطالبات الجامعات المختلفة، تبين لي أن النظرة الاجتماعية للعمل في مجال السياحة لا تزال إلى حد كبير سلبية· كانت أسئلة الطلاب والطالبات تحمل العديد من العبارات القديمة الراسخة في الأذهان والعقول·· (حرام··عيب·· ما يصير··)· فلا تزال الصورة الذهنية للعمل في صناعة السياحة هي الانخراط في محرمات دينية واجتماعية، ولا يزال المجتمع غير مدرك لمدى تطور صناعة السياحة وتشعب مجالاتها، وهذه التصورات أبعدت بعض المواطنين الذين فضلوا أن يؤثروا السلامة ويغلقوا على أنفسهم أبواب القيل والقال! وكان لدى البعض الجرأة والشجاعة في اقتحام هذا المجال بعد أن أدرك تماماً أن هذه الصور القديمة أصبحت من الماضي، وأن صناعة السياحة في كثير من مجالاتها لا تتعارض مع القيم والأخلاق الاجتماعية· وهناك العديد من النماذج المواطنة التي استطاعت أن تثبت نفسها في هذا المجال وأن تحقق النجاح من دون أن تتعدى حدود القيم الاجتماعية والأخلاقية والدينية، بل على العكس فقد فرضت بدخولها عالم السياحة قيمها وتقاليدها الخاصة المستمدة من البيئة المحلية على هذه الصناعة· وأثبتت أن الإحجام عن العمل في هذا المجال قد يترك الفرصة للآخرين لفرض قيم غريبة على مجتمعنا· على سبيل المثال، كيف نترك مهنة الإرشاد السياحي بين يدي مجموعة غريبة على مجتمعنا بل غريبة على المجتمع العربي ككل؟! كيف نتركهم يشرحون ويصفون ويروون للسائح الأجنبي تاريخنا وتقاليدنا وعاداتنا؟! ولكن الإجابة دائماً أنه لا يوجد من يرغب في العمل من المواطنين الشباب والأجيال الجديدة في هذه المهنة على الرغم من أن فرص التوظيف والعمل فيها متوافرة لمن يرغب منهم· حكى لي أحد الأصدقاء أنه وجد يوماً سائحاً كبيراً في السن ومعه زوجته في أحد الشوارع بمنطقة لا تتوافر فيها سيارات الأجرة ، فعرض عليهما المساعدة ونقلهما بسيارته، وبعد الحوار الذي لم يمتد لأكثر من نصف ساعة عن الإمارات والمواطن الإماراتي والمجتمع الإماراتي، قال له الرجل إنه غير لهما الكثير من المفاهيم خلال هذا الحوار السريع، وأن الصورة تغيرت تماماً خلال هذه الفترة القصيرة· وليس الإرشاد السياحي فقط الذي يعاني العزوف الوظيفي من المواطنين لكن العديد من المجالات والقطاعات الأخرى أيضاً في عالم السياحة·· ويبقى السؤال: كيف يمكننا أن نغير هذه المفاهيم··؟ وكيف يمكننا أن نبدل هذه الصورة الراسخة في الأذهان··؟ وفي ذلك لنا حديث آخر·· وحياكم الله·· إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©