الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البنك الدولي يدشن صندوقاً لإقامة أسواق الكربون

البنك الدولي يدشن صندوقاً لإقامة أسواق الكربون
8 ديسمبر 2010 22:12
أطلق رئيس البنك روبرت زوليك صندوقاً جديداً بملايين الدولارات في المكسيك لمساعدة الدول الناشئة على إقامة أسواق الكربون الخاصة بها. ومازالت اللمسات الأخيرة توضع على قائمة الدول المشاركة لكن من المتوقع أن تشمل الصين والمكسيك وتشيلي وإندونيسيا، فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن “صحة كوكب الأرض في خطر”، مطالباً دول العالم بسرعة الاتفاق على خطوات لمكافحة التغيير المناخي. ومن المفترض أن تفضي محادثات المناخ إلى اتفاق في عام 2011 على معاهدة تحل محل بروتوكول “كيوتو” الذي ينتهي في 2012. ومن النقاط التي ستركز عليها المحادثات في كانكون كيفية توسيع أسواق الكربون. وحددت “كيوتو” سقفاً لانبعاثات الدول الصناعية حتى 2012 وهو ما جعل هذه الدول تستثمر في مشروعات للطاقة النظيفة في البلدان النامية لتعويض مراكزها عند تبادل حصص انبعاثات الكربون وهو ما سيساعدها على الوفاء بالسقف المحدد لها. وقال زوليك في بيان “تريد البلدان (النامية) أن ترى اتفاقية عالمية شاملة بشأن التغير المناخي لكنها لا تنتظر مثل هذه الاتفاقية”، مضيفاً “إنها تتصرف الآن وتتصرف بطريقة مختلفة لكي تتحول من كونها معرضة لأخطار مناخية إلى كونها فاعلة بشأن المناخ”. وأضاف “نحن نشارك بشكل كامل ونكثف جهودنا مع الدول وهي تطبق حلولا عملية وفعالة تقود إلى نمو لا يسبب انبعاثات مرتفعة وتبذل جهوداً شاملة لمكافحة الفقر”. وسيوفر الصندوق الذي قد يصل إلى 100 مليون دولار دعماً فنياً وأشكالاً أخرى من الدعم للبلدان النامية لكي تقيم أسواق الكربون الخاصة بها. وأشار زوليك إلى أن مزيدا من الدول الأعضاء في البنك الدولي تجعل التغير المناخي أولوية في خططها التنموية. وفي عام 1990 كان عشرة بالمئة فقط من الدول تدرج التغير المناخي في تلك الخطط. وقد ارتفع هذا الرقم إلى أكثر من 80 بالمئة. وأضاف زوليك “نعلم أن البلدان الفقيرة ستكون أول وأكثر من يعاني من التغير المناخي. ستتحمل أثر تغير أنماط الطقس وشح المياه وارتفاع مناسيب البحار رغم أنها الأقل استعداداً للتعامل مع هذا”. وليس الجميع راضين عن مبادرة الصندوق. وقالت كارن اورينشتاين النشطة الأميركية في منظمة أصدقاء الأرض “أسواق الكربون وسيلة معيبة لمواجهة التغير المناخي، لا يمكن الاعتماد عليها وهي عرضة للاحتيال وتفتح الباب أمام ثغرات في التبادل تقوض النزاهة البيئية”. من جانبه، حث الأمين العام للأمم المتحدة الدول المشاركة في اجتماع كانكون على الاتفاق على خطوات لمكافحة التغير المناخي وعدم الانتظار لحين التوصل لاتفاق كامل، قائلاً إن صحة الكوكب في خطر. وقال بان كي مون في الجلسة الأولى لاجتماع وزراء البيئة “لا نستطيع أن ندع الكمال يكون عدوا للخير”. وتشهد المحادثات خلافاً بين الدول الغنية والفقيرة بشأن سبل خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وبعد أن فشل الرئيس الأميركي باراك أوباما وغيره من الزعماء في التوصل إلى اتفاقية دولية جديدة للمناخ خلال قمة عقدت عام 2009 في كوبنهاجن، شدد بان كي مون مراراً على خفض سقف التوقعات لمحادثات كانكون على الرغم من دعوات بعض الدول إلى اتخاذ خطوات جذرية. وقال إن مكافحة الاحتباس الحراري “سباق ماراثون وليس سباقاً للمسافات القصيرة”، مشيراً إلى ضرورة البدء في اتخاذ خطوات لتجنب الفيضانات والجفاف والتصحر وارتفاع منسوب مياه البحار بدلاً من الإصرار على وضع اتفاق شامل. ويسعى الوزراء في كانكون إلى التوصل لاتفاق لإنشاء صندوق يشرف على المساعدات المناخية وحماية الغابات والخطوات اللازمة لمساعدة الدول الفقيرة على التكيف مع التغير المناخي وآلية للمشاركة في التقنيات النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وكثف بان كي مون الضغط على الوزراء قائلاً “استقرار الاقتصاد العالمي ورفاهية مواطنيكم وصحة كوكبنا. كل هذا وأكثر يتوقف عليكم”. وقادت بوليفيا دعوات بعض الدول الفقيرة لإجراء تخفيضات حادة لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تسببها الدول الغنية في إصلاح جذري للاقتصاد العالمي لحماية كوكب الأرض. وتريد دول غنية كثيرة من الاقتصادات الصاعدة، بقيادة الصين والهند، أن تفعل أكثر مما تقوم به حالياً بما في ذلك المزيد من الإشراف على برامجها لكبح انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وقال الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون “يجب أن نتفاوض ونحن على يقين بأننا لا نستطيع إهدار الوقت. يجب أن نتحرك الآن”. ومن أكثر ما يثير الخلاف بين الدول المتقدمة والنامية مستقبل بروتوكول “كيوتو” الموقع عام 1997 الذي يلزم نحو 40 دولة غنية بخفض الانبعاثات بنحو 5,2% في المتوسط عن مستويات عام 1990 خلال خمسة أعوام من 2008 إلى 2012. وقال مبعوث الولايات المتحدة لمباحثات المناخ تود ستيرن إن “قضية بروتوكول كيوتو لا تزال صعبة جداً. لم يتضح بعد ما إذا كانت قابلة للحل”. وقال مسؤول كبير بالبنك الدولي لشئون المناخ إن العالم في حاجة إلى توجيه الموارد باتجاه التعامل مع أثار التغير المناخي إذا كانت الدول النامية تسعى إلى تجنب أسوأ التداعيات لارتفاع درجة حرارة الكوكب. وقال أندرو ستير المبعوث الخاص للبنك الدولي المعني بشئون التغير المناخي إن الحكومات ركزت كثيرا للغاية على خفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وهي المسؤولة عن حدوث التغير المناخي وركزت قليلاً جداً على الاقرار بحقيقة ارتفاع درجة الحرارة على الأرض عالمياً. وأعرب ساند ستير عن تأييده دعوات وزراء البيئة المجتمعين في كانكون لتخصيص مزيد من الأموال من أجل مساعدة الدول على تعزيز سبل مواجهتها للتغير المناخي. وقال ستير “أظن أنه صار من المفهوم على مر السنين أن يتم تخصيص مزيد من الأموال بهدف التخفيف وكان ذلك مقبولاً لأننا كنا نحاول منع المشكلة، وأدركنا الآن أن لدينا مشكلة، لذا فأولئك الذين يدللون على أن الأموال المخصصة للتكيف في حاجة للزيادة هم على حق. ونشاركهم هذا الرأي”. «مهمة صعبة» في كانكون كانكون (وكالات) - بدأ وزراء البيئة في العالم محادثات في قمة الأمم المتحدة للمناخ المنعقدة في منتجع كانكون المكسيكي، وسط تحذيرات من أن الوقت بدأ ينفد أمام جهود معالجة ظاهرة التغيرات المناخية. وقالت مديرة هيئة الأمم المتحدة المعنية بالتغيرات المناخية كريستينا فيجوريس إن مصير الجزر التي ينخفض مستواها عن مستوى سطح البحر يجب أن يكون نذيراً لما يمكن أن يكون عليه شكل الأشياء في المستقبل. وما زالت هناك فروق وخلافات كبيرة بين بلدان العالم حول قضايا مثل خفض الغازات الملوثة، واجراءات الحماية من التغيرات المناخية، وعمليات التفتيش لمراقبة فعالية عمل الدول في خفض الملوثات. ومن غير الواضح حتى الآن إن كان يمكن بالفعل حل هذه القضايا العالقة خلال أيام القمة الثلاثة المتبقية. الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون هنأ المفاوضين على عملهم. وقال خلال كلمته التي افتتح بها القمة إن «العمل صعب بلا شك، لكنني ارى نتائج مشجعة من المفاوضات، على الرغم من ان التحديات التي نراها أمامنا كبيرة وصعبة». من جانبها حذرت فيجوريس، وهي دبلوماسية كوستاريكية تولت الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة للمناخ في وقت سابق من العام الحالي، من أن المهمة صعبة وأن المجازفات ستكون كبيرة. وكان برنامج الأمم المتحدة للبيئة قد رفع رسمياً أمام الوفود المشاركة نتائج دراسة نشرت قبل اسبوعين. وأظهرت الدراسة أن الالتزامات التي وضعت على طاولة التفاوض ليست كافية للحفاظ على درجة حرارة الأرض تحت المعدلات التي قالت معظم الحكومات إنها ترغب في الحفاظ عليها. وتريد معظم حكومات العالم أن تحافظ على معدلات ارتفاع درجات الحرارة لما قبل عهد ظهور الصناعة ما بين درجة ونصف الدرجة ودرجتين مئويتين.
المصدر: رويترز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©