الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطاع الشحن البحري يدفع ثمن تباطؤ الطلب على السلع الصينية

قطاع الشحن البحري يدفع ثمن تباطؤ الطلب على السلع الصينية
3 سبتمبر 2012
قاد تباطؤ نمو الاقتصاد في مختلف دول العالم إلى تراجع الطلب العالمي على السلع الصينية التي كانت تتسم برواجها في الماضي، حيث ترى أكبر شركة لخطوط الشحن البحري في العالم “مولر ميرسك” الدنماركية، أن هذا التباطؤ يعكس المزيد من التحديات الدائمة لقطاع الصادر الصيني. ويقول سورين سكو، رئيس قسم شحن الحاويات في الشركة، :”تمر السوق الصينية بتغييرات جذرية، ومن الواضح جداً أن الصين تفقد مقدرتها التنافسية في العديد من القطاعات، إلا أنها تمثل أكثر البلدان أهمية بالنسبة لقطاع الشحن البحري”. ويتضمن عملاء الشركة الذين يقومون بشحن سلع مثل الأحذية ولعب الأطفال والسلع المرتبطة بالكثافة العمالية، دولا مثل بنجلاديش وفيتنام. وفي حين شهدت عمليات الشحن لشركة “ميرسك” بين أميركا والصين انتعاشاً واضحاً، نتج عن ضعف الطلب الأوروبي وبعض المخاوف العالمية الأخرى، تعثر في نمو حجم البضائع المشحونة من الموانئ الصينية خلال السنة الحالية، وإيقاف عدد من الشركات لبعض السفن عن العمل، وكذلك تراجع أرباح تلك الشركات التي تعمل على تشغيل بعض سلاسل التوريد الأكثر أهمية في العالم. ويعتبر نمو الصادرات الصينية عند 7,8% خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، الأقل منذ أن بلغت الأزمة المالية العالمية ذروتها في 2009. وبالنظر إلى شهر أغسطس الماضي، بوصفه يمثل الفترة الرئيسية في قطاع الشحن البحري، يرى سورين سكو، أن عملاءه كانوا مستعدين للاقتناع بما يجود به حجم الإنفاق في موسم الأعياد المقبل في أميركا وليس أوروبا. ويتفق بعض الخبراء الآخرين مع سكو، في أن التباطؤ يعكس مدى تأثير ارتفاع التكاليف على جعل الصين أقل منافسة كواحدة من المراكز الصناعية المهمة في العالم، مستشهدين بعوامل مثل ارتفاع معدل الأجور. وارتفاع دخل الأجور بالنسبة للأسر التي تعيش في المدن بنسبة سنوية قدرها 13% خلال النصف الأول من العام الحالي، بينما ارتفع معدل أجور العمال المهاجرين 14,9%. وفي تقرير نشرته “ماجواير جروب” مؤخراً نقلاً عن بحث صدر عن مؤسسة “بوستن الاستشارية”، وضح أن ارتفاع الأجور وبعض التكاليف الأخرى، تأتي خصماً على ميزة قلة التكلفة التي اشتهرت بها الصين. ومن المؤكد أن الصين لا زالت تمتلك مميزات ضخمة تتضمن الخدمات اللوجستية المتطورة وشبكة مترابطة من الموردين وقوة عاملة ضخمة وسوق كبيرة قوامها أكثر من مليار نسمة. وتسعى الصناعات الصينية أيضاً لتحسين قيمة منتجاتها وتصدير سلع أكثر جودة وأرباحاً، والتي إذا نجحت في تحقيقها ستعوضها عن خسارة الصناعات التي تتطلب كثافة عمالية مثل صناعة الملابس. وحققت “ميرسك” نمواً بالفعل في الصادرات من الصين في سلع متطورة مثل الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية والألواح الشمسية. وعندما تعمل الشركات الصينية لصناعة السيارات على توسيع نشاطاتها في الخارج، يكون هناك احتمال زيادة الصادرات من قطع غيار السيارات، في وقت يبشر فيه مستقبل الصناعات الكيماوية والطيران بالخير. وليس من المرجح حتى الآن أن يشهد هذا النوع من الصناعات الناشئة نمواً كافياً لإنعاش حركة شحن الحاويات وإعادتها لسيرتها الأولى. وبدلاً عن ذلك، على القطاع الاستعداد ليستقر عند نمو يتراوح بين 5 إلى 7% سنوياً. واهتزت ثقة “ميرس” في ما يتعلق ببطء نمو التجارة الدولية المباشر منذ شهر يونيو، حيث يُعزى ذلك إلى حد كبير إلى ظروف الركود في أوروبا، على الرغم من أنه من المتوقع زيادة حجم الشحن البحري العالمي 4% للسنة ككل، مقارنة بنسبة 7% في 2011. وتتفق وجهات نظر بعض شركات الشحن الأخرى في البطء الذي يسود القطاع. ويقول كين مامبي، المدير المالي لشركة هونج كونج “أورينت أوفرسيز”، :”لا يبدو موسم الذروة بنفس القوة التي كنا نأمل فيها”. كما ذكرت شركة “كوسكو الصينية القابضة”، أكبر شركة للشحن في الصين من حيث السعة، أن خسائرها النصفية بلغت نحو 4,87 مليار يوان (766,4 مليون دولار)، مقارنة بنحو 2,76 مليار يوان في فترة السنة السابقة، في حين ارتفعت عائداتها بنحو 9,7% إلى 15,32 مليار يوان. ومن المتوقع ارتفاع حجم الصادرات الصينية إلى أميركا التي تتولاها شركة “ميرسك” بنسبة 2% خلال العام الحالي، مقارنة بالعام الماضي، في حين يتراجع حجمها إلى أوروبا بنحو 3%. كما تتوقع الشركة زيادة الحجم العالمي من شحن الحاويات لديها بنحو 6% في 2013، إلا أن هذه التوقعات مرهونة باعتقاد خروج أوروبا من دائرة الركود عند ذلك الوقت. وتعتقد “ميرسك” أن البطء الحالي ربما يتجاوز موانئ جنوب الصين مثل جواندونج إلى الشرق للموانئ الواقعة حول شنغهاي، مع أن النشاط بقي على قوته في موانئ الشمال. وعادة ما تقوم مناطق الجنوب الصينية بإنتاج السلع الرخيصة مثل الأحذية والمنسوجات. ويُذكر أن ميناء شنغهاي يتميز بمحفظة متوازنة ساعدت حتى وقت قريب في التصدي لعميلة البطء في الاقتصاد. وارتفع حجم صادرات الحاويات في الميناء في الفترة بين يناير إلى يوليو الماضي بنسبة سنوية قدرها 2,7% فقط إلى 18,7 مليون حاوية سعة 20 قدم. ويعتبر هذا النمو قليلاً مقارنة بوتيرة النمو القوية التي مكنت الميناء من التفوق على سنغافورة كأكثر الموانئ نشاطاً في الحركة في العالم. وعزت مؤخراً شركة التشغيل “شنغهاي إنترناشونال بورت”، تراجع أرباحها خلال النصف الأول بنسبة قدرها 9,6%، إلى انخفاض حجم الشحن الناتج عن حالة الركود التي تعم معظم دول العالم. وانخفض صافي أرباحها للنصف الأول نحو 2,25 مليار يوان، مقارنة بنحو 2,49 مليار يوان في السنة الماضية، في حين ارتفعت عائداتها بنسبة قدرها 29% إلى 13,65 مليار يوان، نظراً إلى زيادة عائدات قسم الخدمات اللوجستية. وانخفض حجم شحن الحاويات في موانئ الجنوب بدرجة أكبر، حيث تراجعت حركته عبر هونج كونج في الفترة بين يناير إلى يوليو بنسبة 2,6% إلى 13,7 مليون حاوية سعة 20 قدما، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. ويرى بعض الخبراء أن حالة البطء التي تميز بها قطاع شحن الحاويات في موانئ الجنوب تشارف على نهايتها، في حين من المتوقع استمرار بطء النمو في ميناء شنغهاي وسط الظروف الراهنة. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©