قرقاش: خطواتنا في الحراك السياسي متوازنة بعيداً عن القفزات

دبي- الاتحاد: شهدت جلسة'' الحكومات والشارع العربي ···متى تتقلص الفجوة ؟ ضمن جلسات المنتدى الاستراتيجي العربي الذي واصل فعاليات يومه الثاني أمس جدلا بين المتحدثين والحضور إزاء وصف د· سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون للتنمية المشهد العربي بأنه يسيطر عليه خمسة أطراف ممثلة في '' الطغاة ''و'الغلاة'' و'' الغزاة '' و'' الشكاة '' والعصاة '' وأجمع المتحدثون إلى جانب إبراهيم وهم د· أنور قرقاش وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي والأمير فيصل بن سلمان رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق وعمرو حمزاوي الباحث الاقتصادي في مركز كارنيجي للسلام على أن العالم العربي يموج بتغييرات إقليمية مؤثرة واتساع الفجوة بين الحكام والمحكومين رغم الحراك الاقتصادي والاجتماعي· وأكد د· أنور قرقاش خلال الجلسة التي أدارها مذيع قناة الجزيرة حافظ الميرازي، أن الإمارات شهدت حراكا اقتصاديا واجتماعيا وأدركت الحاجة للتحرك على المستوى السياسي من منطلق أنه لايمكن للتنمية الاقتصادية والاجتماعية أن تكون ناجحة ومستمرة بدون حراك سياسي يتسم بنوع من التوازن ونحن بالفعل بدأنا الحركة الهادئة لأن المحيط العربي والإقليمي سواء على صعيد العلاقات العربية العربية أوالإقليمية يموج باضطرابات إضافة إلى تيارات فكرية عديدة عابرة للحدود وكل هذه العوامل تدفعنا ألا نجازف بالحركة السريعة لذلك كان قرارنا الحركة ضمن برنامج زمني وبخطوات بطيئة لكنها تسير للأمام ومحسوبة· وأوضح'' أن التغيرات السياسية السريعة ستنعكس سلبا على الجوانب الأخرى ، لذلك لابد من خطوات محسوبة تتيح المشاركة الواسعة حسب الظرف الإقليمي ومراعاة الخيارات الإيدلوجية المحيطة وهذا هو مفهومنا من التدرج في أن نقدم تجربة جديدة حتى ولو كانت صغيرة ومتواضعة إلا أننا نتطلع إلى أن تكبر في المستقبل من خلال الانتخابات العامة ''· وأضاف قرقاش أن الإمارات تمتلك حاليا ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة بعد السعودية وأحرزت نجاحات اجتماعية مهمة لكنها تواجه تحديات وهي في طريقها للحراك السياسي فمحيطها الخليجي والإقليمي يشهد توترات في غاية الصعوبة سواء من برنامج نووي قريب منها أو من تيارات متطرفة ترفض كل ما يتعلق ببناء مجتمع بعيدا عن الطائفية والقبلية· وشهدت الجلسة توصيفا قدمه د· سعد الدين إبراهيم للمشهد العربي العام حيث قال إنه يتصف بالركود السياسي وأنظمة في السلطة منذ عقود طويلة بلا تغيير إضافة إلى حراك سياسي وإقتصادي غير مسبوق بسبب حركة الاقتصاد، لافتا الى أن دبي تعد النموذج الحقيقي للحراك الاقتصادي في المنطقة· وبتفصيل أدق قال '' المشهد العربي تتنازعه خمسة أطراف هم الحكام الطغاة والغلاة الذين يواجهونهم بالتطرف بكل أنواعه سواء كان دينيا أو طائفيا ، والغزاة الذين جلبهم الطغاة والغلاة معا إلى المنطقة كما نلاحظ في الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق وتدخل بأشكال شتى في مناطق عربية عديدة كما في السودان ، وإلى جانب الطغاة والغلاة والغزاة هناك في الشارع العربي الشكاة والعصاة للسياسات الحكومية· وفي وسط هذا المشهد كما يقول إبراهيم توجد منظمات وسيطة تتركز في مؤسسات المجتمع المدني التي تحاول إستغلال أي جزء من الفضاء السياسي المتاح وإلى جانبها رجال الأعمال الجدد والمدونين عبر الإنترنت الذين يحاولون استخدام التقنية لتوصيل أصواتهم إلى الطغاة ولاشك أن الثلاثة من منظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال الجدد والمدونين هم الأمل لأن لديهم نظرة مستقبلية متقدمة· مبادرات التغيير ومضى د· إبراهيم في توصيفه للمشهد العربي قائلا '' يلاحظ في المشهد العربي أن مبادرات التغيير الجديدة لم تعد تأي من قلب العالم العربي وبالتحديد من مصر والشام كما حدث لعقود طويلة· وأضاف'' أن الخوف والشك دفعا المواطنين العرب إلى اللجوء لما أسماه ب '' الشرنقة '' حول ذاتهم أو إلى ولاءاتهم الأولية نتيجة الطغيان حيث يجد المواطن العربي الملاذ أو الحماية في العودة إلى الدين أو القبيلة أو الأسرة أو المذهب ولذلك لو سمح لرجال الأعمال الجدد ولمؤسسات المجتمع المدني والمدونيين بالنمو لشهدنا نزوعا نحو صلاح الحكم ''· تقسيم شخصي كما اعتبر الأمير فيصل بن سلمان في التعليق الذي طلبه منه حافظ الميرازي مدير الجلسة علي وصف إبراهيم أنه تقسيم أو تصنيف يحمل تبسيطا شديدا ويفتقد للدقة متسائلا إذا كان الغلاة جلبوا الغزاة إلى العالم العربي فما هو الموقف من مسلمي بريطانيا الذين منهم عدد من الغلاة والمتشددين أكثر من نظرائهم في العالم العربي ؟ لماذا أصبحوا غلاة وهم يعيشون في مجتمعات معروفة بالحرية ويتمتعون بحرية كبيرة في المجتمعات الأوروبية ؟ وأضاف قائلا '':هناك محافظون يرون أن الليبراليين هم الغلاة أو الطغاة وكما أن هناك غلاة ومتطرفين إسلاميين هناك ايضا متطرفون وغلاة ليبراليون ومن هذا المنطق أرى أن التصنيف أو التقسيم شخصي للغاية في الوقت الذي نحتاج فيه إلى تصنيفات اقل حدة وارتباطا بالواقع وأكثر موضوعية·