الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

اتفاق على عدم جدوى الإصلاح المستورد

6 ديسمبر 2006 00:43
دبي- الاتحاد: دعا المتحدثون والمشاركون في الجلسة الرئيسية الأولى لليوم الثاني من أيام المنتدى الاستراتيجي العربي المنعقد في دبي إلى ضرورة الفصل بين الأنظمة السياسية والدولة، مؤكدين أن احتكار بعض الأنظمة للمؤسسات والحديث عن الدولة، أدى إلى الاعتقاد أن أي نقد للواقع هو انقلاب على النظام، محذرين من عدم الانخراط ''الحقيقي'' في إجراء التغير والإصلاح في المجتمعات العربية· وأكد المتحدثون في جلسة '' مستقبل الأنظمة العربية : البقاء أم التغيير؟''أن عجلة التطوير في العالم العربي تحركت في الاتجاه الصحيح، وسوف تحقق نوعا من النجاح في تكوين المناخ المناسب للديمقراطية، مطالبين بضرورة أخذ جميع الوسائل التي تصل بالمنطقة إلى تجاوز الأزمات الكثيرة التي تمر بها· ورغم ذلك سادت انقسامات في الآراء بين المتحدثين في الجلسة -التي أدارها أحمد منصور المذيع في قناة الجزيرة- وبين بعض الحضور وخاصة وزراء بعض الدول، حيث يرى الطرف الأول أن عمليات التغير ضعيفة جدا وفشلت في معظمها والأمر يحتاج إلى جهود مضاعفة وسريعة وحقيقية، بينما يؤكد الطرف الثاني أن الإصلاح في المنطقة يثير بخطة ثابتة وصحيحة· إلا أن الجميع اتفقوا على رفض الإصلاح '' المستورد'' الذي يأتي للمنطقة من الخارج، مؤكدين أن أي إصلاح لا ينبع من الشعوب هو إصلاح '' فاشل''، معللين ذلك بضرورة أن يكون الإصلاح هو رغبة حقيقة من داخل الشعوب· وقال غسان سلامة أستاذ العلاقات الدولية بمعهد العلوم السياسية والمستشار الأول للأمين العام للأمم المتحدة: إن الأنظمة السياسية في المنطقة فشلت في عمليات التحول التي قامت بها، فرأينا بعض الجمهوريات أكثر سلطوية من الملكية، ثم جربنا الاشتراكية وفشلنا أيضا حتى وصلنا إلى الحركة الإسلامية· إلا أن غسان نفى أن يكون العالم العربي استثناء في التحول للديمقراطية، مشيرا إلى أن العالم كله يشهد تراجعا في الديمقراطيات، إلا أن ذلك لا يعني أن نتنازل عن تلك المسألة لافتا إلى أن الديمقراطية هي قيمة بحد ذاتها وبالتالي يجب إلا تكون مجرد ترويج لنظام سياسي بعينه· النخبوية و الديمقراطية ثم تحدث عن إشكالية بعض الأنظمة السياسية العربية التي تجعل النخبوية هي الديمقراطية، لافتا إلى انه إقامة الانتخابات لا تعني أننا حققنا الديمقراطية، محذرا من إقامة الانتخابات على أسس طائفية كما حدث في العراق، مشددا على ضرورة إلا يتم الترويج للديمقراطية ثم يتم رفض نتائجها كما حدث في فلسطين· وقال سلامة: إن أفضل الديمقراطيات هي التي يدافع عنها الشعب نفسه، مشيرا إلى أن تحقيق الديمقراطية على المدى البعيد يحتاج إلى أشخاص مقتنعين بالإصلاح· الأنظمة السياسية والدولة فيما دعت ليزا اندرسون عميدة كلية العلاقات الدولية في جامعة كولمبيا بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى الفصل بين الأنظمة السياسية والدولة، لأن الأنظمة جعلت قيام الدولة مرهونا بوجودها، كما أن الاعتراض على الأنظمة تحول إلى خروج عن الدولة، لافتة إلى أن ما يحدث في العالم العربي من تحول هو نتيجة لثلاثة عقود من تجميد العمل السياسي· وأكدت ليزا أن المنطقة على شفير التغيير، في ظل المتغيرات الكثيرة والتي من أبرزها الحرب على العراق، مطالبة بعدم النظر إلى حرية التعبير على أنها انقلاب، بل لا بد النظر إليها على أنها أداة لتحقيق الشفافية، داعية الدول إلى الانفتاح والقيام بالتغير حتى وان كان تدريجيا وتوفير الوسائل السلمية اللازمة لذلك· فيما أكد الأخضر الإبراهيمي المستشار الخاص للامين العام للأمم المتحدة أن هناك إجماعا في المنطقة على أن الأنظمة لا تقوم بواجباتها على أتم وجه، مطالبا بالاضطلاع بعمليات إصلاح جادة إلى أقصى الحدود، لافتا إلى أن الحكومات نفسها أقرت بضرورة إصلاح نفسها، مشددا على أن هناك إجماعا على أن أي إصلاح يأتي من الخارج لن ينجح· ثم تحدث الإبراهيمي عن شرعية الأنظمة، مشيرا إلى أن كثير من الأنظمة فقدت شرعيتها لكثير من الأسباب، أهمها عدم تقديم الدعم للشعب الفلسطيني وتركه بمفرده يواجه الاحتلال والانقسامات الداخلية، وأيضا لم تبذل الأنظمة أي جهد للحيلولة دون احتلال العراق، بالإضافة إلى أنه لم تقم بأي دور يذكر تجاه التدمير المنظم الذي تعرض إليه لبنان خلال الحرب الأخيرة التي واجهته·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©