بيروت- ''الاتحاد'': حذر قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان الحكومة من انفلات الشارع قائلا: إن الاحتجاجات اليومية وأعمال الشغب يمكن أن تخرج عن السيطرة، وأضاف سليمان أن غياب الحلول السياسية وتكرار الحوادث الأمنية في لبنان لاسيما ذات الطابع المذهبي تستنزف قدرات الجيش وتضعف حياديته، وأشار سليمان إلى أن هذا الضعف سيجعل الجيش غير قادر على الإمساك بالوضع في كل المناطق اللبنانية·
جاء ذلك في وقت دعت فيه قوى الأمن الداخلي اللبناني منظمي التظاهرات إلى ضبط جمهورهم ومنعهم من التعرض للأهالي أثناء مرورهم منعاً لملاحقة المعتدين وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص، وقالت المديرية العامة للشرطة في بيان: ''اتضح للقوى الأمنية خلال تفريقها متظاهرين أن هؤلاء دخلوا أحياء داخلية في منطقتي المزرعة وقصقص ''ذات الغالبية السنية''، لافتة إلى أن ''هذه الطرقات ليست الطرقات الرئيسة التي يسلكها المتظاهرون عادة للتعبير عن رأيهم''، وقالت: إن الهدف من دخول هذه المناطق ''التعرض للأهالي والمارة واستفزازهم وإلحاق الضرر بممتلكاتهم وافتعال أعمال الشغب''·
وكان الجيش اللبناني تدخل بقوة لوضع حد لمصادمات وقعت في عدد من أحياء بيروت، وجرت الصدامات في أحياء تقطنها غالبية من السنة خلال عبور متظاهرين من الشيعة متوجهين أوعائدين من الاعتصام وسط بيروت، في اثناء ذلك شيعت المعارضة اللبنانية ناشط حركة ''أمل'' علي أحمد محمود ''20 عاما'' الذي قتل الأحد الماضي بالرصاص خلال مصادمات في بيروت رافقت موجة الاعتصامات التي تنظمها المعارضة لليوم الخامس على التوالي في محاولة لإسقاط حكومة فؤاد السنيورة·
وجرى التشييع بعد صلاة الظهر في روضة الشهيدين في بيروت، وشاركت فيه أعداد غفيرة من انصار المعارضة المحتشدين وسط العاصمة اللبنانية، وكان نعش محمود قد سجي مساء الاثنين ملفوفا بالعلم اللبناني لمدة ساعة في ساحة الاعتصام وسط بيروت قبالة مقر رئاسة الحكومة، وهتف موكب التشييع ''الموت للسنيورة''· وأمام الحشد المعتصم قرب السراي الحكومي قام النائب من حركة أمل علي بزي بتأبين القتيل، قائلا: إنه ''سقط من أجل الدفاع عن الوحدة الوطنية''·
والقى نائب رئيس ''حركة أمل'' ايوب حميد كلمة دعا فيها الى العض على الجرح وعدم الانجرار الى الفتن، وقال: ''لن نكون ادوات فيما يريدون ويخططون له وهو الفوضى الخلاقة التي بشرت بها اميركا وكل القيادات التي لا تريد الخير للبنان''، وشدد على ضرورة ''البقاء موحدين خلف الشعارات التي رفعتها قوى المعارضة وأن يكون التحرك حضاريا وانسانيا وفي ظل القانون ومن اجل سيادته، وليس كما يفعل الذين يخرقون القانون والدستور في كل يوم''، وقال: ''سنبقى نحفظ لبنان ولو على حساب دمائنا، وان هذا الظلم سيزول وسيشرق نجم الكرامة والحرية والمشاركة الحقيقية''·
كما القى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان كلمة حرم فيها الاقتتال الطائفي والمذهبي، وسأل: ''متى ننتهي من اسطوانة المذاهب والطوائف والملل؟''، مشيراً الى ان الدعوة للاعتصام كانت من اجل الوحدة الوطنية وحكومة موحدة، فلماذا الاصرار على العناد واخراج المشكلة، وكان هناك فريق يريد ان يلغي فريقاً آخر؟
ودعا الى المسامحة من اجل ان يبقى لبنان لانه ليس ملكاً لفريق وقال: ''مستعدون نيابة عن والد الشهيد ان نقدمه قرباناً فداء لكل لبنان ولوحدته ولحكومة وطنية موحدة لانه يكفينا ما نعانيه من اسرائيل التي قاتلناها حتى يبقى لبنان موحداً ونعيش في امن وامان وسلام·
وتحدث اثر ذلك عضو التيار الوطني الحر النائب نبيل نقولا فاعتبر ان دماء الفقيد ستروي بناء لبنان الواحد الموحد الذي يطمح اليه الجميع حتى يعيش ابناؤنا بسلام ووئام وان لا نقف امام ابواب السفارات، وشدد على انه لا يمكن بناء لبنان بالاحقاد·بعد ذلك ووري الفقيد الثرى ونظم المعتصمون في وسط العاصمة مسيرة شموع مساءً تكريماً للراحل·
الى ذلك تتجه المعارضة نحو تصعيد تحركها ودعت المنظمات الطلابية والشبابية التابعة لها طلاب لبنان الى المشاركة في التجمع الطلابي الذي سيقام اليوم الاربعاء في ساحة الشهداء للمطالبة برحيل الحكومة·
وفي هذا الاطار حذر رئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي من حصول فتنة لا يعرف الا الله مداها اذا لم تحصل بعض التنازلات من كل الاطراف، وحمل السلطة مسؤولية ما يجري في البلاد، مشيراً الى ان الحل هو في وضع قانون انتخابي جديد من اجل اجراء انتخابات نيابية مبكرة''·
عدد اليوم
