السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس السوداني يعين نائباً له من دارفور

الرئيس السوداني يعين نائباً له من دارفور
14 سبتمبر 2011 23:50
أجرى الرئيس السوداني عمر البشير امس الأول تعديلات في مؤسسة الرئاسة بترفيع نائبه علي عثمان محمد طه إلى منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية وتعيين الحاج آدم يوسف نائبا للرئيس الجمهورية. وقالت وكالة السودان للأنباء في وقت متأخر مساء أمس دون أن تذكر تفاصيل إن البشير عين الحاج آدم يوسف نائبا لرئيس الجمهورية.وقالت الوكالة إن البشير عين نائبه علي عثمان محمد طه نائبا أول لرئيس الجمهورية وهو الموقع الذي كان يشغله سلفا كير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان قبل الانفصال. وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية كذلك أن البشير عين حاج ادم يوسف نائبا لرئيس الجمهورية. وعلي عثمان طه كان يشغل منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية قبل توقيع اتفاق السلام الشامل في مطلع العام 2005 والذي أنهى الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. ومنذ توقيع اتفاق السلام ظل طه في منصب نائب الرئيس. والحاج آدم يوسف هو الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) وينتمي للمجموعات العربية بإقليم دارفور المضطرب غربي السودان والتحق بحزب المؤتمر الوطني عقب الانتخابات العامة التي جرت في السودان في ابريل 2010. وقبلها كان آدم في حزب المؤتمر الشعبي المعارض (حزب حسن الترابي) وترشح باسمه لمنصب والي ولاية جنوب دارفور وخسر الانتخابات في مواجهة مرشح المؤتمر الوطني. وكانت حركات دارفور المتمردة تطالب بمنح إقليم دارفور منصب نائب الرئيس وعدم الاتفاق على هذه النقطة هي من القضايا التي جعلت بعض حركات دارفور لا تدخل في مفاوضات مع الحكومة السودانية، أو كانت سببا جزئيا في فشل المفاوضات. وهذه هي المرة الأولى التي يتولى فيها شخص ينتمي لإقليم دارفور المضطرب منصب الرجل الثالث في الحكومة السودانية منذ الانقلاب الذي قاده عمر البشير في يونيو 1989. وأعلى منصب تقلده شخص ينتمي لدارفور كان مني اركو مناوي الذي شغل منصب كبير مساعدي رئيس الجمهورية منذ توقيعه على اتفاق أبوجا للسلام 2006 باسم حركته المتمردة في دارفور. وغادر مني المنصب قبل إجراء الانتخابات العامة في أبريل 2010 وعاد للتمرد على حكومة الخرطوم مرة أخرى. وقوبل تعيين يوسف وهو من أبناء دارفور في هذا المنصب بردود فعل متباينة في الساحة السياسية ما بين الترحيب والتقليل من شأنه في إحداث تغير حقيقي في مجرى الأزمة بدارفور وهو الأمر الذي فهم بأنه الهدف من القرار. ولم يثر ترفيع طه الى المنصب ردود فعل قوية في الساحة السياسية فيما تركز الجدل بشأن تعيين الحاج ادم نائبا للبشير. ووفقا لمحللين سياسيين فإن تعيين البشير نائبا له من أبناء دارفور لم يباغت الوسط السياسي في السودان مشيرين إلى أن الساحة كانت تنتظر الخطوة ورشح أن البشير لن يعين أي من قادة الحركات المسلحة نائبا له وأن قراره يتجه صوب دارفوري ينتمي إلى الحزب الحاكم حتى يتسنى له تطبيق البرنامج الانتخابي للحزب. وتباينت مواقف الحركات المتمردة في إقليم دارفور المضطرب منذ عام 2003 من قرار الرئيس السوداني تعيين الحاج ادم يوسف المنتمي للقبائل العربية في هذه المنطقة نائبا لرئيس الجمهورية. فقد رفضت حركة العدل والمساواة أكثر الحركات المتمردة تسليحا القرار .وقال جبريل آدم بلال الناطق الرسمي للحركة لـ”الاتحاد” في اتصال هاتفي من لندن أن تعيين يوسف يؤكد اختزال الحزب الحاكم أزمة دارفور في منح منصب نائب الرئيس لدارفور فيما يهمل قضايا أساسية من اجلها رفع السلاح . وقال: إننا غير معنيين بهذا القرار حتى وان كان قد منح المنصب لزعيم الحركة خليل ابراهيم لأنه لا يخاطب القضية الأساسية وقال على الحكومة السودانية أن تعمل على إعادة النازحين إلى قراهم بعد تعميرها وتتيح الفرص أمام أبناء دارفور للمشاركة في الحكم بالبلاد على كافة مستوياته وليس حصرها في مؤسسة الرئاسة. ونقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث باسم الحركة عبر الهاتف من لندن “هذا القرار ليس له معنى ولا يعنينا”. وأضاف أن “القرار جاء في الوقت الخطأ ، ففي الوقت الذي تدور في السودان ثلاثة حروب في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان يصدر هذا القرار” مؤكدا أن هذه “القضايا لا تعالج بتعيينات وليس من مطالب أهل دارفور أن يعين لهم نائب رئيس”. وأضاف أن تعيين الحاج آدم “جزء من حملة تعريب دارفور. هو لن يحدث فرقا”. كما رفضت حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور بشدة هذا التعيين. وقال إبراهيم الحلو المتحدث باسم الحركة لفرانس برس عبر الهاتف من باريس “نحن نرفض هذا القرار وليس هناك فرق بين عمر البشير والحاج ادم”. وأضاف الحلو “بهذه الخطوة لم يترك لنا المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم في السودان) غير خيار إسقاطه عبر العمل المسلح من خلال تحالف قوى المقاومة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وشرق السودان”.وقال الحلو في تصريح منفصل لـ”رويترز” “اننا ضد يوسف. انه مثل البشير”. وفي المقابل رحب بقرار تعيين يوسف نائبا للبشير فصيل منشق عن (حركة تحرير السودان - جناح مني اركوي)..وقال ذو النون سليمان المتحدث الرسمي الفصيل المنشق لـ”الاتحاد” إن القرار يؤسس للثقة ما بين أبناء المنطقة والمركز المتهم دوما باحتكار السلطة على الشماليين كما إنه بداية موفقة لمعالجة قضية دارفور من كل جوانبها. وانتقد سليمان ردود فعل بعض الفصائل المسلحة الرافضة للقرار بحجة أن الحاج ادم ينحدر من أصول عربية ، وقال إن ذلك يفضح نوايا هذه الفصائل ويؤكد زيف شعاراتها المطالبة بالعدالة والمساواة بين أبناء دارفور وتحرير السودان من العنصرية والعرقية ، مشيرا إلى أن منصب نائب للرئيس من أبناء دارفور ظل مطلب حركتي عبد الواحد محمد نور وخليل ابراهيم في مفاوضاتها مع الحكومة بابوجا. من جانبها رحبت حركة التحرير والعدالة التي وقعت اتفاق سلام مع سلطات الخرطوم في العاصمة القطرية الدوحة في يونيو الماضي بوساطة مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وقطر. وقال المتحدث باسم الحركة علي فضل عباس لفرانس برس “هذا القرار هو اول خطوات تنفيذ اتفاق الدوحة الذي نص على تعيين نائب للرئيس من دارفور ونحن نرحب بالخطوة ونعتبرها أمرا إيجابيا”. ويشهد إقليم دارفور حربا أهلية منذ العام 2003 أسفرت وفق تقديرات الأمم المتحدة عن 300 الف قتيل في حين تتحدث الخرطوم عن عشرة آلاف قتيل فقط. وتخوض قوات الخرطوم أيضا مواجهات في ثلاث مناطق أخرى على الحدود مع دولة جنوب السودان التي استقلت في 9 يوليو ، هي منطقة ابيي وولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©