تعتبر الفنَّانة التونسية لطيفة من اللاتي استطعن أن يحافظن على مستوى الأغنية العربية في كلمتها أو لحنها أو توزيعها الموسيقى، ولم تستهن بفنها وتاريخها، الذي قدمته وتحرص عليه خلال الفترة الماضية، وهو ما انعكس عليه لتكون في المقدمة دائماً، وهو ما فعلته بألبومها الخليجي الجديد، الذي أطلقته مؤخراً في الأسواق الخليجية والعربية.
حول تفكيرها في عمليات التجميل الرائجة بين الفنانات العربيات، وهل فكرت يوماً في إجراء جراحة تجميل من تلك النوعية التي باتت رائجة، قالت: أطلب من الجمهور أن يشاهد صوري القديمـة و«كليباتـي» الغنائيـة ويقارنها بأحدث إطلالاتي الإعلامية وسيكتشف أنني كما أنا، لم أجرِ جراحة لا لتقويم أسناني أو نفخ للخدود أو غيرهما، فأنا ممن يؤمنون بأن مظهر الإنسان الخارجي يعكس جوهره وروحه من الداخل، واللجوء إلى مشرط الجراح لأظهر على خلاف حقيقتي ليس أسلوبي في الحياة، موضحة أنها تحب الاكسسوارات البسيطة الرقيقة في إطلالتها، وتحب معدن الفضة جداً، لأنها تجد فيها تعبيراً جميلاً عن الصفاء ونقاء القلب.
تجربة
وعن التجربة الجديدة التي تضيفها لطيفة التونسية مع الأغنية الخليجية، وإلى رصيدها الفني العربي الكبير، قالت: لي تجارب سابقة متعددة مع الأغنية الخليجية، اكتشفت خلالها كم هي رائعة تلك النغمات التي تنتمي لتراث عريق، وتتميز بمساحة خاصة لا تشاركها فيها موسيقات أخرى، رغم قربها برأيي، من الموسيقى الآسيوية مثلاً، وقربها في الوقت نفسه من الأذن العربية، لكنها حالة فريدة تجتذب أي فنَّان للتعمق فيها أكثر، خصوصاً إذا كان مثلي دارساً للموسيقى، وعليه أحببت تقديم ألبومي الخليجي الثاني، بعد تجربتي السابقة في الأول الذي طرح قبل عدة سنوات، وأطلقته من الإمارات».
وأوضحت أن تجربتها الخليجية الجديدة التي حملت عنوان «عزتي» تضمنت 16 أغنيـة خليجية دفعة واحدة، وتعاونت بها مع مجموعة كبيرة من الشعراء والملحنين في الخليج، حيث قالت في هذا: تعاونت مع كبار شعراء وملحني الخليج والوطن العربي، ومنهم خالد أبو العينين، وصالح العنسي، وسعود شربتلي وأحمد الصانع، ومنصور الشادي، وعيد المريخي وسليمان ترهوني، ومبارك الحبيبي، وسعيد البرعمي، وعبد الله بودله، وغيرهم، وسيكون نقلة فنية بالفعل بالنسبة لي، خاصة بالأسلوب الغنائي والاختيارات المتعددة المواضيع.
الإنتاج والأرشيف
ومنذ بدايتها الغنائية، تعمل لطيفة التونسية على المشاركة في إنتاج أغنياتها وأعمالها، حيث إنها تملك أرشيفاً كبيراً من إنتاجها الخاص، وأن جميع الألبومات التي طرحت مع شركات الإنتاج الكبيرة التي تعاونت معها كانت موزعة لألبوماتها، مع محافظتها على العملية الإنتاجية التي تفهم بها وتديرها من خلال شركة خاصة، وهو ما أوضحته في قولها: «لا يخفى على أحد الوضع المتدهور لصناعة الموسيقى بسبب القرصنة والأوضاع غير المستقرة، الأمر الذي أدى إلى انسحاب المنتجين المحترفين، وحتى الشركات الكبرى أصبحت حذرة جداً في إنتاجها ومصاريفها عليه، الأمر الذي جعل الفنان الراغب في تقديم عمل مرضٍ له فنياً عليه الإنفاق بنفسه، وأنا لست جديدة على الإنتاج فكل أعمالي كنت حريصة على أن يكون لي دور في إنتاجها، ولعلي الفنانة العربية الوحيدة التي تمتلك أرشيف أعمالها بالكامل.
البداية مع «أسمر»
وأوضحت لطيفة التونسية أنها أحبت أن تطلق الألبوم الذي تأخر عن الصدور، كثيراً قبل أن تطرحه مع أغنية مصورة، اختارتها من الألبوم، وبدأت تصوير «أسمر» في الدوحة، واستغرق التصوير مدة 3 أيام وهي من كلمات خالد أبو العينين وألحان حسن حامد بالتعاون مع فهد سيكنتور، ولقيت تفاعلاً كبيراً من الجمهور عندما تم طرح مقاطع منها على الموقع الرسمي لها «لطيفة أون لاين» قبل طرحها كاملة عبر الموقع أيضاً، كما صورت أغنيتين إضافيتين في بيروت، ستقوم بالكشف عنهما خلال الفترة المقبلة، وهي عادتها بعملية التصوير في كل ألبوم، بتحضير أكثر من ثلاثة أعمال دائماً.
وحول اتجاهها لطرح الأغنية المصورة الأولى عبر موقعها بالإنترنت وليس الفضائيات، قالت: الموقع والإذاعة كانا في البداية هدية من المعجبين، لكن الإقبال الشديد على التسجيل فيهما جعل الأمر يتحول إلى مؤسسة كاملة تتناغم مع مؤسسة لطيفة الخيرية، والحقيقة أنا مدينة بتواجدي على الإنترنت للفائزين الذين يتواصلون معي بشكل دائم، ويعبرون عن مشاعر رقيقة، ولذلك أشركهم معي في اختيار الأغنية التي أصورها، وهنا أجد أن لديهم الحق أن يكونوا الأوائل في أن يشاهدوا أعمالي، مشيرة إلى أن الإنترنت وسيلة ناجحة جداً الآن في الترويج للعمل وربما يعادل أو يتفوق على الفضائيات، لهذا فضلت أن تنطلق من خلاله.
الهواية والاحتراف
ورغم السنين الطويلة التي قضتها في عالم الغناء والفن بشكل عام، ترى لطيفة أنها ما زالت تشعر بالهواية والاحتراف معاً، حيث أوضحت ذلك بقولها: الغناء بالنسبة لي هو الهواية والاحتراف، وأبذل في سبيله كل وقتي وجهدي وتركيزي، لكني أهوى أيضاً متابعة الأخبار وقراءة وتحليل المشهد السياسي، لتؤكد وتضيف في حديثها أن الفن ليس ترفيهاً كما يعتقد البعض، فهو جزء من ضمير الأمة وعقلها وقلبها، والفنان صاحب رسالة ودور اجتماعي وليس مجرد «حلية» أو وردة في الجاكيت، وهذا ما تعلمته من أساتذتها الكبار الذين تشرفت بأن تلتقيهم مثل الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد أو الذين لم تلتقيهم، لكنهم مهدوا الطريق بأعمالهم أمام جيلها.
رشاقة الفنان
حول رشاقة الفنان التي تشكل جانباً مهماً من جمالياته في إطلالته الشخصية أو التلفزيونية أو على المسرح، أكدت الفنانة لطيفة أنها من الأمور التي تحافظ عليها وتعتني بها باهتمام، وأن سر الرشاقة هو الاعتدال، إيماناً بأن الإفراط في أي شيء يدمر الإنسان، ولذلك تحرص على التوازن والاعتدال في طعامها وحركتها ونومها، وتتجنب الوجبات السريعة، وتهتم بتناول الخضراوات الطازجة والفاكهة النضرة.
عدد اليوم
